تصدر اسم الأمير الإماراتي منصور بن زايد عناوين الصحف العالمية بعد الكشف عن تسلمه يخته الجديد “بلو” الذي اشتراه في صفقة بلغت قيمتها 600 مليون دولار أمريكي.
اليخت الذي اشتراه منصور بن زايد- نائب رئيس مجلس الوزراء وشقيق رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد- يُعد من أغلى يخوت العالم، من حيث سعره والتكلفة التي سيتحملها بعد ذلك سواء من ناحية الوقود أو الخدمات الأخرى، إذ أن تكلفة الوقود لملء الخزان لمرة واحدة تبلغ أكثر من 590 ألف دولار.
أطلق منصور بن زايد على يخته الجديد اسم “بلو”، تكريماً لنادي مانشتر سيتي الإنجليزي الذي يملكه، والذي اشتراه مقابل 210 مليون جنيه إسترليني عام 2008 عبر مجموعة أبو ظبي المتحدة، في استثمار قوبل بانتقادات حقوقية عدة إذ اعتبرها المحللون والخبراء أحد أدوات النظام الإماراتي للتبييض الرياضي.
ويمكن لليخت “بلو” استقبال أكثر من 48 ضيفًا من خلال وجود 24 غرفة مزودة بكل وسائل الرفاهية من مسبح وصالة ألعاب رياضية ومطاعم متنوعة، بينما يتألف طاقم قيادته من 80 شخصًا، كما يحتوي على مهبطين لطائرات الهليكوبتر.
ويصل طول اليخت إلى 160 مترًا، ويزن أكثر من 15 طنًا، ليصبح ثالث أضخم يخت في العالم، بينما تبلغ مصاريف تشغيل اليخت سنويًا 60 مليون دولار، وتبلغ إعادة تزويده بالوقود 500 ألف دولار.
هواة تجميع اليخوت
لطالما اقترن اسم منصور بن زايد باليخوت، إذ سبق وامتلك أفخم يخوت العالم، اليخت “توباز”، بعد شرائه في صفقة بلغت قيمتها 450 مليون دولار أمريكي تقريباً، كما يتزود بالوقود بقيمة 340 ألف دولار في المرة الواحدة.
اليخت “توباز” كان له زخماً خاصاً بين ممتلكات منصور بن زايد، لم يكن المفضل لديه وحسب، لكنه كان الأفضل لدى الكثيرين من السياسيين ورجال الدولة ومشاهير الرياضة والفن.
في صيف 2014، استعار نجم هوليود “ليوناردو دي كابريو” اليخت “توباز”، لمشاهدة مباريات كأس العالم في البرازيل مع أصدقائه.
اُستخدم اليخت “توباز” أيضاً للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين العائلة المالكة الإماراتية وبين محمد بن سلمان -ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد- حيث قام محمد بن زايد -ولي العهد آنذاك- في 2018 بإهداء “توباز” إلى بن سلمان مقابل أن يسلم الأخير لوحة “سلفاتور موندي” أو “المخلص” كما يُطلق عليها، إلى متحف اللوفر في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
محمد بن زايد نفسه عُرف عنه هداياه الباهظة -بجنون-، التي يعتبرها البعض “فضائح مالية” أكثر منها هبات ومنح، حيث تم الكشف عن شراء بن زايد قصر بالمغرب مؤسس بأرقى المفروشات الإيطالية، وإعطاءه كهدية للسعودي تركي الدخيل، مدير قناة العربية، والتي سبقها منحه قصرًا فارهًا في جزيرة بني ياس الإماراتية.
أسلوب حياة لإرضاء الغرور
بحسب التقارير المختلفة، التي تُنشر بصورة دورية، فإن الأمراء الإماراتيين -على اختلاف أعمارهم ومناصبهم- يتبعون أسلوب حياة يجمع بين الرفاهية المفرطة والتبذير غير المبرر، فسره بعض المراقبون أنه لا يهدف إلا لإرضاء الغرور والتنافس لإثبات الأفضلية وبسط السيطرة وتعزيز النفوذ.
ثروات حكام الإمارات تُقدر بأرقام -خرافية- بحسب الإحصاءات العالمية، على سبيل المثال نشرت صحيفة آي نيـوز البريطانية في مايو/أيار الماضي تقارير كشفت أن ثروة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وعائلته تُقدر بما يتراوح بين 3 مليارات و15 مليار جنيه إسترليني.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن مجموع ما يجنيه الشيخ محمد بن راشد هو وإخوته في العائلة الحاكمة بشكل يومي من موارد البلاد النفطية يصل إلى 820000 جنيه إسترليني، فضلاً عن العقارات الممتدة عبر بريطانيا العظمى، والتي تتجاوز قيمتها 150 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى اسطبلات الخيول النادرة.
وفي أغسطس/آب 2020، نشر موقع ماليزي تقاريراً تفيد بأن الشيخ محمد بن زايده وأخوه منصور “ينهبان” ثروة أخيهما الأكبر الشيخ “خليفة” -حاكم البلاد آنذاك- عبر استغلال مرضه والسيطرة ليس فقط على الحكم، بل على ثروته الخاصة التي كانت تُقدر بـ 18 مليار دولار أمريكي – ضمن صافي أملاك وثروة عائلة آل نهيان نفسها والتي تُقدر بحوالي 150 مليار دولار.
وبحسب موقع “ساراواك ريبورت” (sarawakreport) الماليزي فإن القضية التي كانت تُنظر أمام إحدى محاكم محكمة لندن كشفت عن تفاصيل يُزعم أن الثروة الخاصة للشيخ خليفة قد انتقلت إلى أخيه الأصغر غير الشقيق الشيخ منصور، مالك مانشستر سيتي والمعروف بإنفاقه الضخم عليه.
وقال “ساراواك ريبورت” إن التفاصيل غير العادية لهذه القضية ركزت على وجود وثيقة موقعة باسم الشيخ خليفة، لكنها تحمل توقيعا مزيفا مزعوما!
الوثيقة -المؤرخة في الأول من يونيو/حزيران 2015- وهي وثيقة شديدة الأهمية تزعم أن الشيخ قد سلم السيطرة المطلقة على جميع ثروته وممتلكاته إلى “لجنة” يسيطر عليها الشيخ منصور سيطرة كاملة، ومع ذلك، تبين أن التوقيع ليس للشيخ خليفة نفسه كما هو موثق، بل هو توقيع شقيق منصور الأكبر ولي العهد القوي الشيخ محمد بن زايد.
منصور بن زايد والفساد المالي
على مدار السنوات الماضية، انخرط منصور بن زايد في تنمية العلاقات “الاقتصادية” بين الإمارات وروسيا، عبر تنمية علاقاته مع كبار المستثمرين ورجال الأعمال الروس من جهة، وفتح سوق آمن لتدفق الأموال الروسية للإمارات من جهة أخرى.
دور منصور بن زايد -الذي ظل مستتراً لسنوات طويلة- أصبح واضحاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ففي الوقت الذي نأت دول العالم عن أي تعامل مع روسيا، وتم إغراق روسيا بآلاف القيود المالية الجديدة، لم تفرض الإمارات أي عقوبات، بل ساعد منصور بن زايد -بحسب وكالة بلومبرغ- في نقل الأموال الروسية للإمارات.
وبحسب بلومبرغ، فإن كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال الأثرياء والمدراء التنفيذيين الماليين في روسيا قاموا بالتقرب من الشيخ منصور ومكتبه للمساعدة في إدارة العمليات الحكومية الإماراتية والبحث عن أسواق آمنة في الإمارات لضخ استثمارات جديدة في الشرق الأوسط.
وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كان منصور بن زايد رفيقاً لشقيقه محمد -ولي العهد آنذاك- في اجتماعات مختلفة مع كبرى، الشركات الروسية وفي عام 2019، حضر شخصياً الاجتماع الذي جمع محمد بن زايد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أبو ظبي.
اضف تعليقا