إبراهيم سمعان
تعرض معارض سعودي منشق إلى حملة تغريدات للتشهير به على موقع “تويتر” تتهمه بأنه خطر على كندا، حيث كان عمر عبد العزيز على اتصال بالصحفي جمال خاشقجي الذي لقي حتفه في السفارة السعودية بإسطنبول.
ونشر المدونون الذين يقفون وراء هذه الحملة منشورات لتعليقات “منسوبة” لعبد العزيز، الذي يعيش في كيبيك وحصل على حق اللجوء السياسي عام 2013، من بينها “أؤيد العمليات الجهادية ضد الجيش الأمريكي في اليمن وأفغانستان والعراق وضد روسيا في الشيشان”.
وقالت صحيفة “لابريس” الكندية الناطقة بالفرنسية من بين المنشورات التي ذكرت أيضا، تغريدة نُسبت إلى الطالب الناشط، يشيد فيها بـ أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مشيرة إلى أن المشاركون في الحملة قالوا إن هذه التغريدات أزالها عمر عبد العزيز من حسابه على تويتر “لإخفاء آرائه الحقيقية”.
وأوضحت أنه من ضمن الحملة، شارك حساب يحتوي على 88 ألف شخص في “لقطة شاشة” ذكر فيها أن “عمر أبعد ما يكون عن كونه ناشطًا في مجال حقوق الإنسان. حظا سعيدا لكندا التي لديها مثل هذا المتطرف على أراضيها” حيث تم إعادة نشر هذا المنشور ما يقرب من 200 مرة في وقت متأخر من مساء الاثنين.
تغريدات مثل هذه، بعضها باللغة العربية، والبعض الآخر باللغة الإنجليزية، ظهرت أيضا من قبل العشرات على تويتر، محذرين السلطات الكندية وبالأخص وزير الخارجية، ورئيس الوزراء جاستن ترودو في الكثير منها، تجاه التهديد الذي يمثله عبد العزيز لكندا.
وفي رده على هذه الحملة النشطة جدًا على الشبكة الاجتماعية طوال المساء، أكد عمر عبد العزيز معلقا على تغريدة لأحد منتقديه، أنه اقتبسها من شخصًا آخر، لكن تمت إزالة هذا الرد بعد نشره بقليل.
ولم تتمكن الصحيفة من التأكد من صحة التغريدات المنسوبة إلى عمر عبد العزيز، حيث أرسلت إليه بريدا إلكترونيا، لكنها لم تتلق رد على طلبها بإجراء مقابلة، لكنها بينت أن بعض الحسابات التي تستهدف عمر عبد العزيز نشرت في الأيام الأخيرة عدة تعليقات سلبية أيضا حول قضية رهف محمد القنون الفتاة السعودية التي فرت من أسرتها إلى تايلاند ومنحتها مؤخرا كندا حق اللجوء السياسي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في الخريف الماضي أن المملكة العربية السعودية أسست في عام 2010 خلية رقمية تهدف إلى مضايقة منشقي المملكة، بما في ذلك المتصيدون الذين يسعون لتشويه سمعة الأشخاص المعنيين، وتشويه صورتهم، وتحويل الرأي العام ضدهم.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن هذه الطريقة استخدمت ضد جمال خاشقجي، الذي كان يخطط مع عمر عبد العزيز، قبيل وفاته، لإنشاء “جيش” على الإنترنت لمواجهة حملات النظام السعودي.
وبعد وصلوه إلى كندا كطالب مبتعث بدأ عبدالعزيز بانتقاد النظام السعودي، حيث وجه انتقاداته لسياسات الحكومة، وهو الأمر الذي لفت انتباه الدولة، التي ألغت منحة الجامعة الخاصة به، ومنحته كندا اللجوء في عام 2014 وجعلته مقيمًا دائمًا بعد 3 سنوات.
وخطط خاشقجي وعبدالعزيز لتشكيل “جيش إلكتروني” بهدف “إشراك الشباب السعودي في الوطن وفضح الدعاية الحكومية على وسائل الإعلام الاجتماعية”، وذلك من خلال الاستفادة من مكانة خاشقجي وقوة عبدالعزيز البالغ من العمر 27 عاما، وعدد متابعيه يصل إلى نحو 340 ألف متابع.
ويقيم عبدالعزيز الآن دعوى قضائية ضد شركة إسرائيلية مختصة بالبرمجيات، والتي يعتقد أنها كانت تستخدم لاختراق هاتفه، مشيرا إلى أن قرصنة هاتفه لعبت دورا كبيرا فيما حدث لخاشقجي.
اضف تعليقا