ارتدى عباءته ثم وقف مخاطبًا جماهير من المسلمين في المملكة العربية السعودية قائلًا “لسنا ضد الترفيه ولكننا ضد سلخ المجتمع من هويته باسم الترفيه” ولم يلبث إلى أن فقد حريته بسبب تلك الكلمات إنه الشيخ عمر المقبل الذي زج به مستشار الديوان الملكي تركي آل الشيخ في غياهب السجون.
من تلك الكلمات يتبين أن الشيخ لم يعترض ولم يمانع الانفتاح في المملكة لكنه فقط انتقد نهج السلطة في سلخ المجتمع من هويته المحافظة لكن ذلك كلفه الكثير ومازال بسبب الحالة القمعية التي فرضها ولي العهد السعودي على المملكة.
الشيخ المقبل ليس الأول ولن يكون الأخير لأن حملة محمد بن سلمان ضد منتقديه طالت الدعاة والمفكرين وعلماء الدين ورجال الأعمال وحتى الأمراء من أبناء عمومته وهذا هو السبب الرئيس الذي جعل ولي العهد يسلك طريق الترفيه ويغدق الأموال على تركي آل الشيخ من أجل إتمام تلك المهمة.
منذ صعود محمد بن سلمان إلى سدة الحكم عام 2017 وتغير الكثير في المملكة وبات مسموحًا للنساء بقيادة السيارة وأقيمت فعاليات الترفيه في السعودية وبدأت
مظاهر الانفتاح تظهر شيئًا فشيئًا.. لكن ذلك يحوي في طياته فظائع وجرائم لا توصف يحاول أن يخفيها ابن الملك عن العالم الخارجي.
مستحضرات التجميل
عقبت صحيفة التايمز البريطانية على حالة الانفتاح التي يشهدها المجتمع السعودي المحافظ بطبعه إنه عبارة عن مستحضرات تجميل للنظام السعودي القمعي، والذي لا يحترم حقوق المواطن ولا يقدر حقوق الإنسان.
عددت الصحيفة جرائم النظام السعودي بدءًا من الجريمة التي هزت أركان العالم وهي مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في أكتوبر عام 2018 بأمر من ولي العهد السعودي الذي أرسل فرقة الاغتيال لأجل هذا الغرض.
إضافة إلى حالة القمع المفروضة في المملكة والتي أصابت المواطنين علاوة عن الناشطين بالهلع والخوف حتى أصبح المواطن لا يستطيع أن يكتب كلمة ينتقد فيها النظام على مواقع التواصل الإجتماعي.
أما في ملف المعتقلين فحدث ولا حرج، فقد أقام لهم محمد بن سلمان وزبانيته جميع أصناف وألوان التعذيب واستخدم في ذلك كل مؤسسات الدولة التي أحكم قبضته عليها من قضاء ونيابة وشرطة، ومن يمر من فترة التعذيب يلاقي أحكامًا تصل إلى عشرات السنين.
إشغالاً للرأي العام
أشارت عدة صحف عالمية إلى الوتيرة السريعة التي يتخذها ولي العهد السعودي في تغيير المجتمع واهتمامه الكبير بتلك القضية على التحديد، لكن ما يقوم به محمد بن سلمان من سلوك يفسر ذلك الاهتمام الغريب.
أشارت مجلة (jaconi) الأمريكية اهتمام ولي العهد بالترفيه وقارنت بين سلوك المملكة في استجلاب فرقة البوب الكورية وإقامة الحفلات الصاخبة وبين تهجير أبناء القبائل من أجل بناء مشروع نيوم.
وخلص التقرير الذي أصدره المجلة سالفة الذكر إلى أن ولي العهد السعودي يريد إشغال الرأي العام في المملكة للتغطية على جرائمه وانتهاكاته بتلك الحفلات كما أنه يريد أن يظهر في زي الحاكم المنفتح أمام المجتمع الدولي الذي يتبادر إلى ذهنه صورة الدماء كلما سمع اسم محمد بن سلمان.
الخلاصة أن ولي العهد السعودي يضخ الأموال في حفلات الترفيه محاولًا التغطية على جرائمه التي يصعب حصرها من قتل وتعذيب وتهجير وتضييق على المعارضين لكنه فشل في تغيير صورته السوداء أمام المجتمع الدولي.
اقرأ أيضًا : بن سلمان.. طائش يملك ثروات المملكة أم مستثمر ذو نظرة اقتصادية ثاقبة؟!
اضف تعليقا