استطاع تحقيق صحفي لموقع “ميدل إيست آي” البط بين رئيس الوزراء البرطاني ريشي سوناك واليمين الهندوسي المتطرف في الهند.

فيما تتبع التحقيق ارتباطات سوناك وعائلته بجهات وأطراف لها علاقة بمنظمات هندوسية متطرفة، داعمة لرئيس الوزراء الهندي القومي المتطرف ناريندرا مودي وحزبه بهارتيا جاناتا.

كما كشف التحقيق مدى العلاقة بين حزب المحافظين وتلك المجموعات التي تؤمن بالتفوق الهندوسي.

وفيما يلي الترجمة الكاملة للتحقيق:

للوهلة الأولى، لا يبدو أن ثمة ما يثير الغرابة إزاء مشاركة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في احتفال ديني نظم في مدينة كامبريدج أواخر الصيف الماضي.

فما من رئيس وزراء تقريبا، إلا ويحضر نشاطات ثقافية للاحتفاء بما يتميز به البلد من تعددية دينية وعرقية وثقافية.

ولكن، في عصر ذلك اليوم الحار، الموافق للخامس عشر من آب/ أغسطس، ثمة ما بدا خارجا عن المألوف.

فالحدث الذي نظم في خيمة مكتظة داخل حرم جامعة كامبريدج، لم يكن قد أعلن مسبقا عن حضور سوناك فيه، ولم يحظ بترويج من قبل أي من حسابات رئيس الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا من قبل مكتب رئاسة الوزراء أو حزب المحافظين.كان ذلك عيد استقلال الهند، ويومها بدأ سوناك زيارته المفاجئة إلى كلية يسوع في جامعة كامبريدج، باستلام المايكروفون والانحناء أمام موراريبابو، الواعظ الذي كان يترأس الاحتفال.

وبينما شبك يديه معاً كجزء من تحية ناماسكار التقليدية، قال سوناك: “يا بابو، لست هنا اليوم بوصفي رئيسا للوزراء، وإنما بوصفي هندوسيا”.

ومضى يقول أمام جمهور الحاضرين الذين ردوا عليه بتصفيق حاد؛ “إن العقيدة بالنسبة لي أمر شخصي جدا، فهي التي توجهني في كل جانب من جوانب حياتي.”

وأضاف؛ “إنه لشرف عظيم أن يكون المرء رئيسا للوزراء، ولكنها ليست وظيفة سهلة، فثمة خيارات صعبة على المرء أن يقرر بشأنها، خيارات لا بد من مواجهتها، وعقيدتنا هي التي تمنحني الشجاعة والقدرة على فعل ما هو الأفضل لصالح بلدنا. إن قيمنا، وما أرى بابو يقوم به في كل يوم من أيام حياته، لهي قيم الخدمة المتفانية، وتكريس الذات، والحفاظ على العقيدة”.

إلا أن بابو، البالغ من العمر سبعة وسبعين عاما، الذي ظل قاعدا على مسطبة مرتفعة، معربا عن ترحيبه الحار بعبارات سوناك المفعمة بالثناء عليه، لم يكن واعظا دينيا عاديا.

بابو داعية هندوسي ينحدر من ولايات غوجرات غربي الهند، ولطالما ارتبط بعلاقات وثيقة بما يسمى سانغ باريفار، وترجمتها التقريبية “عائلة راشترياسوايامسيفاك سانغ (آر إس إس)، التي هي عبارة عن مجموعة من المنظمات القومية الهندوسية، التي لم تزل تمارس العنف السياسي ضد الأقليات في الهند.

هذه المنظمات التي تعرف اختصارا باسم “آر إس إس”، والتي كانت قد صممت على نمط المنظمات الفاشية الأوروبية بما فيها النازية، هي مجموعات قومية هندوسية شبه عسكرية، ديدنها استهداف المسلمين وغيرهم من الأقليات التي تعيش في الهند.

اقرأ أيضًا : بسبب العنصرية.. حزب بريطاني يسحب دعمه لثلاثة مرشحين في الانتخابات