تحولت فعاليات يوم تحرير أفريقيا للعام 2021 إلى منصة تضامن أفريقي مع دول قطر التي تتعرض -بحسب متحدثي الفعاليات- لحملات تشويه ممنهجة ومتعمدة وقائمة بالأساس على بواعث تمييزية عنصرية ضد استحقاق بلد عربي لشرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القادم 2022 لأول مرة في تاريخ البطولة.
ويوم تحرير أفريقيا هو احتفال سنوي في القارة السمراء بمناسبة تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (OAU ، المعروفة الآن باسم الاتحاد الأفريقي -AU) في يوم 25 من مايو في عام 1963، ويهدف الاحتفال إلى تعزيز الوحدة والتضامن بين الشعوب والدول الأفريقية.
وبدعوة من قبل ائتلاف من المنظمات المجتمعية ونشطاء الحقوق الاجتماعية الأفريقية خرج المئات من الأفارقة في مسيرات سلمية هدفت إلى توجيه القادة الأفارقة بالحاجة والإلحاح إلى أن تتخذ القارة موقفاً أقوى وأكبر ضد كراهية الأجانب والعنصرية، وذلك في رسالة إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في العاصمة النيجيرية أبوجا كجزء من الأنشطة للاحتفال بيوم تحرير أفريقيا 2021.
كما أشارت المجموعة إلى أنه ينبغي الاستمرار في استخدام الأحداث الرياضية العالمية كأدوات لتنمية التسامح والسلام ودحر العنصرية، وفي هذا الصدد أبرزت المجموعة بوضوح ما تتعرض له الدوحة من استهداف متعمد قائم على العنصرية ضدها بمشاركة فاعلين إقليميين متضررون من الصعود القطري اللافت كعاصمة اقتصادية بالمنطقة.
وأشار منسق الحملة في المجموعة، إرنست إياجي، إلى أن الأفارقة كانوا في أسوأ حالات التعرض للعنصرية والهجمات العنصرية على مستوى العالم في جميع المساعي البشرية. فيما قال مدير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، موسى صالحو، إن اللجنة ستدعم هذه الجماعات في سعيها لحماية حقوق الأفارقة والجنس البشري على العموم.
أما الأمين التنفيذي للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، توني أوجوكو، فقال إن هذا هو السبب في أن الجماعات تستغل يوم تحرير إفريقيا لهذا العام لدعوة إفريقيا والأفارقة لمواصلة الوقوف والتحدث بصوت عالٍ عن العنصرية والاعتداءات العنصرية ضد الناس في كل مكان، مؤكداً أنه يجب معاملة الأفارقة والشعوب المنحدرة من أصل أفريقي ومنحت حقوقا وامتيازات متساوية مثل الأجناس الأخرى.
وفي رسالة مكتوبة حملتها المجموعة في زيارة إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (NHRC) في مقرها في أبوجا النيجيرية في إطار أنشطة المجموعة للاحتفال بيوم تحرير إفريقيا 2021 دعت منظمة المجتمع المحلي (CBO) ، المبادرة الشعبية للتنمية (PID) إلى الحاجة والإلحاح لأفريقيا لاتخاذ موقف أقوى وأكبر ضد العنصرية في العالم.
مظاهرة لدعم قطر
وبالنسبة للحملات ضد الدوحة، أشارت المجموعة إلى أنه ينبغي الاستمرار في استخدام الأحداث الرياضية العالمية كأدوات لتنمية التسامح والسلام ودحر العنصرية، مؤكدة أن الهجمات الإعلامية الحالية لا سيما من قبل الغرب ضد قطر فيما يتعلق باستضافتها كأس العالم 2022 ليست سوى مثالا صارخا لهذه العنصرية المقيتة ضد الشعوب الملونة غير البيضاء، ويمكن اعتبارها هجمات عنصرية لا سيما في ظل استمرار هذه الهجمات بمشاركة إقليمية.
وكان مركز الديمقراطية للشفافية (DCT)، قد قال إن حملة دولية ممنهجة نظمتها جماعات عنصرية أوروبية بأموال سخية من دولة الإمارات التي عمدت لمحاولة تضخيم واقع العمال في قطر من أجل الدفع لمقاطعة أوروبية ودولية لمونديال قطر. واكتشف فريق أبحاث المركز تصاعد حملة التحريض التي أطلقتها الإمارات في مجال العلاقات العامة وأذرع الدعاية في أوروبا.
وقال تقرير صادر عن المركز الحقوقي المستقل إن لجان العمل التي تديرها الإمارات تزود وسائل الإعلام الأوروبية بأرقام وإحصائيات مزيفة عن وفيات عمال كأس العالم وتضغط من أجل مقاطعة اتحادات كرة القدم، موضحة أن جميع التقارير الخاطئة عن كأس العالم في صحيفة الغارديان مقدمة منظمة Humanity United التي لها علاقات تجارية وثيقة مع الإمارات.
وتتبعت فرق المركز المقالات المنشورة ضد بطولة كأس العالم في قطر على مدار العامين الماضيين، وقامت بتحليل مصادرها والادعاءات التي قدموها وكذلك المصادر التي يقترحونها. وخلصت الفرق إلى أن المعلومات التي وزعتها صحيفة الغارديان البريطانية تضمنت أخبارًا مزيفة ومضللة تم تغذيتها جميعًا من قبل شركة علاقات عامة ومنظمة حقوقية لها روابط بالإمارات.
ووفقًا لإياجي، فإن هذا الاستهداف يرتكز على حقيقة أن قطر كجزء من التزامها باستضافة أول “كأس عالم عربي” عادلة وناجحة، نجحت ولا تزال تجري إصلاحات ملحوظة في مجال حقوق الإنسان والعمالة تهدف إلى تحسين أعداد المهاجرين. وأوضح أنه في قطر اليوم، على سبيل المثال، أصبح نظام الكفالة شيئًا من الماضي، وقال: “نحن متحمسون لأن المهاجرين الأفارقة سعداء بتزايد المساحات للتمتع بالحقوق في هذا البلد الخليجي الصغير. ومن المثير للاهتمام ، أن المملكة العربية السعودية تتبع خطوات قطر لإصلاح نظام كفالة هجرة اليد العاملة “.
أما المتحدث باسم PDI ، السيد Kolawole Bamidele فقد شجب الهجمات العنصرية على الأفارقة، وقال إنه بات “يُنظر إلى السود على أنه جريمة واحتقار. لقد استمر اللون الأسود والسود تاريخياً في التعرض لهجمات لا ضمير لها وغير أخلاقية وغير مقبولة من أيام العبودية والاستعمار وفي عصر العولمة “.
ورأى أيضا أن “أفريقيا والأفارقة قد قدموا مساهمات ملموسة وعميقة للحضارة والتنمية العالمية والإنسانية ، وأرضها وشعبها وأحفادها والأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي ما زالوا مجبرين ومحصورين في أدنى درجات السلم البشري. إن الوضع الأسوأ والمتنامي والمتكرر والذي استمر في تجاوز الأجيال والقرون هو الهجمات العنيفة والقاتلة ضد السود في جميع أنحاء العالم.” واستطرد: “أدى ارتفاع هذا إلى تشكيل حركة #BlackLivesMatter – لتمثل رسالة لوقف الهجمات العنيفة ضد السود في كل مكان! كان احتجاج #EndSars من قبل الشباب النيجيري محاولة واضحة لإبراز هذه الرسالة “.
اقرأ أيضاً:
اضف تعليقا