في أبريل/نيسان الماضي، وجهت الأميرة السعودية بسمة بنت سعود نداء علنيا نادرا إلى الملك سلمان وولي عهده لإطلاق سراحها من السجن بعد تدهور حالتها الصحية.

وقالت الأميرة في رسالتها: “لا أعلم إذا كان لديكم علم بوجودي في السجن لغاية الآن مع ابنتي سهود الشريف”، داعيةً الملك سلمان إلى “النظر بأمري لإطلاق سراحي وتلقّي العلاج المناسب لأنني بوضع حرج جدا”.

وأضافت: “أنا موجودة حاليا بسجن الحاير وحالتي الصحية متدهورة جدا وحرجة قد تؤدي الى وفاتي. ولم أحصل على أي عناية طبية أو أي استجابة لأي طلب”، لكن بعد ساعات قليلة تم حذف التغريدات من حسابها عبر تويتر.

واعتُقلت الأميرة بسمة في مارس 2019 قبل سفرها إلى سويسرا لتلقّي علاج طبّي، حسب مصدر قريب من عائلتها.

مخاوف من كورونا

تعمّق قلق العائلة أكثر على صحة الأميرة السعودية وابنتها بعد مخاوف من احتمال انتشار فيروس كورونا المستجد داخل سجن الحاير.

وأكد موظف في السجن لعائلة الأميرة تسجيل عدد من الإصابات بالفيروس في سجن الحاير، بحسب المصدرين.

وقبل التغريدات، كان مسموحا إجراء مكالمة هاتفية واحدة أسبوعيا مع الأميرة وابنتها، وقد أخبرت سهود عائلتها أن سلطات السجن أشارت الى وجود إصابات بفيروس كورونا المستجد في السجن.

وتعاني الأميرة بسمة من مشاكل صحية بينها هشاشة العظام ومشاكل في الجهاز الهضمي، بحسب سجلاتها الطبية.

وبحسب مصادر داخل عائلتها فإنه قد تم حرمانها من الرعاية الطبية في السجن.

وناشدت عائلة الأميرة مرة أخرى إطلاق سراحها في شهر رمضان، لكن مناشدة الأميرة العلنية عبر تغريدات على “تويتر” قد تعني أن مشاكلها ازدادت.

وحتى اللحظة لم يكن هناك أي رد على الإطلاق من السلطات على رسائل الأميرة المتكررة، ويبدو أنها فضلت الصمت التام وتجاهل الأمر برمته.

قلق  داخل آل سعود

وتؤكد قضية الأميرة بسمة بوضوح على وجود وجود توترات داخل العائلة المالكة السعودية، وعلى حملة قمع تجري في المملكة منذ سنوات، لاسيما كونها أصغر أولاد الملك السعودي الراحل سعود بن عبد العزيز. 

وقبل فترة انتشر مقطع فيديو يظهر اعتقال الأميرة من داخل منزلها، بعدما قدم رجال مسلحون إليها وأخبروها أنهم قدموا لمرافقتها لحضور اجتماع خاص مع العاهل السعودي، قبل أن يقوم الرجال المسلحون بتغطية كاميرات المراقبة بقطع من القماش، واقتياد الأميرة وابنتها مباشرة إلى سجن الحاير. 

وفي شهادة مكتوبة إلى الامم المتحدة، قالت العائلة إن سبب احتجاز الأميرة بسمة مرتبط على الأرجح بـ”سجلها كناقد علني للانتهاكات في بلادنا”، بالإضافة إلى أسئلتها حول ثروة الملك سعود التي قامت الدولة بتجميدها.

وتتخوف العائلة من أن احتجازها دون توجيه أي اتهام قد يهدف الى “التخلص من الأميرة”، بحسب الوثيقة.

كما أوقفت السلطات السعودية أيضا في آذار/ مارس الماضي شقيق الملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، وابن شقيق الملك وليّ العهد السابق الأمير محمّد بن نايف، لاتّهامهما بتدبير “انقلاب” للإطاحة بوليّ العهد.

اقرأ أيضاً:  صحيفة ألمانية: اختفاء الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز يعود لنشاطها الحقوقي