تعد المملكة العربية السعودية من أغنى دول المنطقة العربية والشرق الأوسط، ذلك لأنها تحظى بمخزون عالي من النفط والذي يعد المصدر الرئيسي لثروتها، لكن مع صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لسدة الحكم عام 2017، بدأ يروج الأمير الشاب لمصطلح الاقتصاد غير النفطي.

تحدث ولي العهد السعودي عن مدينة “الأحلام” نيوم علاوة عن مشاريع أخرى ستنقل المملكة نقلة نوعية، لكن على أرض الواقع يزداد حال المملكة سوءاً يوماً بعد يوم.

الأمير الشاب الذي لم يتخط الأربعين عقد من عمره أهدر أموال وموارد المملكة العربية السعودية في مشروعات خيالية، وقام بالاستثمار في شركات ألعاب الفيديو بالإضافة إلى ضخه الأموال في الألعاب الرياضية ككرة القدم والغولف واستخدامها في غسيل سمعته السيئة في ملف حقوق الإنسان.

مؤخرًا أشارت تقارير عالمية إلى تراجع حاد في الاستثمار الأجنبي بالمملكة العربية السعودية ما يدلل على فشل رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030، وأرجعت التقارير ذلك التراجع لعدة أسباب ترجع في مجملها إلى ولي العهد نفسه.

تراجع حاد 

لم يكتف الأمير بإهدار موارد المملكة وإفراغ خزائنها بل قام بإضاعة فرصة نمو الاستثمارات داخل السعودية، بسبب أفعاله المتخبطة والمشينة في الوقت ذاته، فقد أكدت تقارير حكومية رسمية أن الاستثمار الأجنبي تراجع بنسبة كارثية.

مقارنة بالعام الماضي فقد تراجعت الاستثمارات الأجنبية بالمملكة بنسبة 85%، فبالرجوع للربع الثاني من العام 2021 فقد بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي 51.9 مليار ريال سعودي أما في عام 2022 فقد بلغ 7.9 مليار ريال سعودي فقط.

علاوة عن ذلك فقد كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن هروب جماعي للمستثمرين من عملاق النفط أرامكو في عام 2022، فقد وزعت الشركة النفطية أرباحاً لم تتجاوز 3% العام الماضي وهي نسبة ضئيلة مقارنة بغيرها من الشركات النفطية 

من المتسبب؟! 

يحاول أن يروج الإعلام السعودي إلى نجاحات وهمية لولي العهد وكذلك يحاول التغطية على فشله الذريع في أغلب مشاريعه، لكن ذلك لا يحجب حقيقة أن الانتكاسات التي يمر بها الاقتصاد السعودي بسبب هذا الرجل.

ولي العهد قام بالترويج لمشاريع فاشلة ومع الوقت باتت تثبت كل مشاريعه فشلها أكثر فأكثر، كمشروع الطاقة الشمسية والشاطئ الفضي في مدينة نيوم وغيرها، وذلك تسبب في انعدام الثقة لدى المستثمرين.

ليس ذلك فحسب، فإن القمع والتنكيل الذي يقوم به ولي العهد ينفر أصحاب رؤوس الأموال من الاستثمار في تلك البيئة خاصة بعد معرفتهم لطبيعة ولي العهد الذي لا يتناقش في مشروعاته مع المختصين ويقوم باتخاذ الآراء دون الرجوع لدراسات الجدوى.

علاوة عن ذلك فإن التضخم الذي ترتفع وتيرته يوماً بعد يوم يزيد من مخاوف المستثمر الأجنبي والذي يؤثر على أسعار الوقود والطاقة وغيرها من العوامل الهامة لإقامة المشروعات.. وبعد كل تلك المقدمات فمن الطبيعي أن يهرب المستثمر من المملكة العربية السعودية فقد توفرت لدى تلك البيئة الطاردة للاستثمار كل العوامل من “قمع – ارتفاع تكاليف- وانعدام الاستقرار والثقة”.

الخلاصة أن ولي العهد هو المتسبب الأول لحالة التدهور التي يمر بها الاقتصاد السعودي خاصة بعد انفراده بالقرارات الاستثمارية مع تكرار فشل مشاريعه الوهمية التي لا تؤثر عليه بينما تؤثر على المواطن السعودي المطحون.

اقرأ أيضاً : الجنسية.. لعبة آل سلمان لإلهاء الشعب وقهر المواطنين