استخدم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حق النقض “الفيتو” ضد قرار الكونغرس الأمريكي، بوقف الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية بقيادة السعودية في اليمن.

 

واعتبر قرار “الكونغرس” بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، بمثابة توبيخ قاس من الحزبين لـ”ترامب” وخطوة تاريخية  لتقليص صلاحيات الرئيس في إعلان الحرب.

 

جاء قرار التصويت بأغلبية 56 صوتا مقابل 46 صوتا، مع تحدي سبعة من الجمهورين للرئيس والوقوف مع الديمقراطيين.

 

ويعد هذا التصويت ضربة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لسياسة “ترامب” الخارجية وتحالفه مع الرياض.

 

أدان “ترامب” في بيان أعلن فيه عن استخدام “الفيتو”، وقال ” أن هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، ما يعرض حياة المواطنين الأمريكيين والجنود الشجعان للخطر اليوم وفي المستقبل”.

 

أسباب ترامب

وبرر”ترامب”  بأن دعم الولايات المتحدة للحرب كان ضروريا لعدة أسباب، أهما حماية سلامة أكثر من 8 آلاف أمريكي يقيمون في بعض دول التحالف.

 

وقال إن “هذه الدول تعرضت لهجمات الحوثيين من اليمن”، في إشارة إلى هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ.

 

وقال الرئيس أيضا إن قرار الكونغرس “سيضر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة” و “سيضر بعلاقاتنا الثنائية”.

 

وتابع: أن هذا القرار سيؤثر سلبا على جهود أمريكا لمنع وقوع إصابات بين المدنيين ومنع انتشار المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية، ويشجع أنشطة إيران في اليمن.

 

لجأ “ترامب” لاستخدام حق النقض “الفيتو” للمرة الثانية خلال فترة حكمه ضد قرار الكونغرس.

 

واستخدمه المرة الأولى  لوقف حالة الطوارئ الحدودية التي أعلنها من أجل تأمين المزيد من التمويل لجداره بين الولايات المتحدة والمكسيك في مارس/آذار الماضي.

 

أمريكا في اليمن

تقدم  الولايات المتحدة الأمريكية في حرب اليمن الدعم للملكة السعودية، من خلال الأسلحة الحربية والدعم المخابراتي ضد الحوثيين.

 

وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت خبر سابق عن وصول 12 جنديا، ضمن مجموعة من قوات العمليات الخاصة، لمساعدة القوات الإماراتية في الحرب ضد تنظيم القاعدة في اليمن.

 

وأضافت الصحيفة: “تخوض قوات الجيش الوطني، بدعم من القوات الإماراتية، والتحالف العربي، منذ عدة أسابيع، عملية عسكرية واسعة ضد عناصر القاعدة، في محافظات حضرموت وأبين ولحج، وشبوة، جنوب البلاد”.

 

وقال النقيب “جيف ديفيس”المتحدث باسم البنتاجون “أن وزارة الدفاع الأمريكية قامت أربع غارات استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن”.

 

ويقدم “البنتاغون” مساعدات ودعم للعمليات التي تخوضها القوات اليمنية، والتحالف ضد تنظيم القاعدة، بما في ذلك، تعزيز القدرات الاستخباراتية وعمليات الاستطلاع والمراقبة الجوية، إضافة إلى تقديم المشورة والمساعدة في تخطيط العمليات الميدانية، فضلا عن القيام بمهام الاعتراض البحري، وتعزيز الامن، وكذا الدعم الطبي، والتزود بالوقود لطيران التحالف.

 

وعلق “ديفيد ميليباند” رئيس لجنة الإنقاذ الدولية إن فيتو ترامب يمثل “ضوءا أخضر فعالا لاستراتيجية الحرب التي أدت إلى استمرار أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

 

وأضاف “ميليباند” “أن 10 ملايين شخص على شفا مجاعة في اليمن، وهناك ما يصل إلى 100 ضحية مدنية في الأسبوع، واحتمالية مقتل اليمنيين في منازلهم أكثر من أي مكان أخر”.

 

وأدانت رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” وهي من أبرز السياسيين الديمقراطيين في البلاد، استخدام ترامب للفيتو.

 

وجادل الديمقراطيون بأن تورط الولايات المتحدة في الصراع اليمني، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي وإعادة التزويد بالوقود الجوي لطائرات التحالف، غير دستوري بدون سلطة الكونغرس.

 

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، قتل حوالي 10 آلاف شخص في اليمن على مدار السنوات الأربع الماضية، في حين أن جمعيات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى قد يزيد خمس مرات.

 

ووجهت منظمات دولية اتهامات إلى التحالف والحوثيين بارتكاب أفعال يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، في حين أدرجت الأمم المتحدة التحالف في القائمة السوداء لقتله وتشويهه الأطفال.

 

بدأت الحرب في اليمن عام 2015 وأدت إلى مقتل آلاف اليمنين. وجراء الحرب عمت المجاعة مناطق كبيرة في اليمن، ويعاني ملايين اليمنيين من المجاعة.

 

يطالب الكونجرس بإنهاء دعم الولايات المتحدة للصراع في اليمن منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، نظرا للأعداد الضخمة من القتلى المدنيين

 

ويوجه مجلس الشيوخ اللوم على “محمد بن سلمان” ولى العهد السعودي  بسبب مقتل خاشقجي، ولا يشعرون بالرضى عن تعامل ترامب مع القضية.

 

وفي سياق متصل، أشادت الإمارات المتحدة باستخدام “ترامب” لحق الرفض ” الفيتو”ضد قرار الكونجرس،  وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش” على “تويتر” أن ” تأكيد الرئيس ترامب على دعم التحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية”. ووصف قرار “ترامب” بأنه استراتيجي وجاء في الوقت المناسب.