جرت العادة الأمريكية بإنشاء مكتبات للرؤساء الأمريكيين بعد مغادرة مناصبهم، إلا أن تغريدات “ترامب” على موقع “تويتر”، التي تصدرت عناوين وسائل الإعلام المختلفة، استدعت إنشاء “مكتبة” خاصة بتلك التغريدات في مدينة نيويورك الأمريكية، وهو حدث انفرد به “ترامب”، حيث لم يحظ بهذه الفرصة رئيس غيره.

فبعد أقل من عام على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تناول العالم بانتقادات لاذعة، أو بالأحرى شتائم صريحة، وأتاح له موقع “تويتر” الفرصة ليكتب كل ما يحلو له، دون أدنى حساب للمواطنين، أو حتى المسؤولين، سواء في أميركا أو في غيرها.

وقام مقدم البرامج الكوميدي، الجنوب إفريقي، “تريفور نواه”، بإعداد تلك المكتبة في برنامج “The Daily Show” الكوميدي، الذي  تناول أشهر تغريدات “ترامب” وتدويناته الغريبة والكوميدية، والتي لاقت تفاعلا من متابعي الرئيس الأمريكي على “توتير”.

وفي حدث هو الأول من نوعه، حيث أنشئت أقسام لتلك المكتبة تبعا للمواضيع التي تناقشها أبرز تغريدات “ترامب” منذ عام 2009.

يذكر أن برنامج “The Daily Show ” يهتم بتغطية أحدث المستجدات في الساحة السياسية العالمية بأسلوب ساخر.

فعلى الرغم من الاختلاف الحاد في وجهات النظر، حول أداء دونالد ترامب كرئيس، إلا أنه لا يختلف اثنان على أسلوبه الكوميدي الطريف والشخصي فيما يكتبه من تغريدات على موقع “تويتر”، ولعل أبرز هذه التغريدات المضحكة ما كتبه حول كلمة “كونفيفي” التي لا يعلم لها أحد إلى الآن أي معني من قريب أو بعيد، وتغريدات أخرى ناقض فيها نفسه، حين هاجم أطرافا كان قد دعمها في ماض ليس بالبعيد.

وقد استفز إعلان موقع “تويتر” بإجرائه عملية لتحديث جديد يقضي بزيادة عدد أحرف التغريدة من 140 حرفا إلى 280، تعليقات ساخرة وجهت لـ”ترامب” خوفا من استغلاله لهذه الميزه بمزيد من التغريدات المضحكة، فعلقت مجلة “نيوزويك” الأمريكية ساخرة بقولها: “رجاء هل يمكن ألا يخبر أحد دونالد ترامب؟ ربما نستطيع أن نبقيه بعيدا عن مسألة الـ 280 حرفا”، وتابعت الصحيفة تعليقها الساخر مضيفة: “نظرا إلى الضرر الذي يمكن أن ينتج عن تغريدات “ترامب”، كتهديد كوريا الشمالية، ونشر الأخبار الخاطئة، واختراع كلمات جديدة، فإنه من المخيف تخيل ما يمكن أن يحدث إذا تمت مضاعفة مساحة التغريدة”.

واختير لهذه المكتبة موقع إستراتيجي حيث إنها تبعد مسافة ليست بالبعيدة من برج “ترامب” وقد استقبلت عامة الجمهور لمدة ثلاثة أيام.

ويستقبل رواد المكتبة بتغريدة متصدرة لـ”ترامب” يقول فيها إنه يحب اللاتينيين، وهو ما اعتبره قراء تلك التغريده بمثابة ترويج لطبق التاكو المكسيكي، الذي يصنع في أحد مطاعمه، الأمر الذي يثير الدهشة، حيث إنه كرر عدة رسائل معادية للمكسيسك، وأعلن عن خططه في بناء جدار فاصل على الحدود المتاخمة لها.

 

أبرز التغريدات

ولعل أبرز هذه التغريدات التي  أطلقها الرئيس الأمريكي ما يلي ..

تغريدة يقول فيها: إن المكسيكيين سيتكفلون بالجدار الفاصل على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية، ثم يبرز تعليق ساخر إلى جانب التغريدة يقول: “صحيح! لا يوجد جدار حتى الآن، ما يعني أن المكسيك غطت كل التكاليف إلى اليوم”.

وفي سخرية من رجال الشرطة غرد “ترامب” عقب الهجوم الإرهابي على قطار مترو الأنفاق بسكوتلاند في لندن، جراء إلقاء عبوة ناسفة أسفرت عن إصابة 22 شخصا، بقوله: “هجوم آخر في لندن نفذه إرهابي فاشل، هؤلاء أشخاص مرضى مخبولون، كانوا في متناول يد سكوتلانديارد، يجب اتخاذ إجراءات استباقية، فالأمر حدث تحت أعين رجال الشرطة”.

كما هاجم  وزير العدل، حول قضية متابعة التسريبات الاستخباراتية، لملاحقة هيلاري كلينتون، في قضية بريدها الإلكتروني، بقوله: “موقف المدعي العام جيف سيشنز، حيال جرائم هيلاري كلينتون ضعيف جدا”، وسأل: “لماذا لا تقوم اللجان والمحققون، وبالطبع وزير العدل المحاصر بالمشكلات، بالتحقيق في جرائم هيلاري الملتوية والعلاقات مع روسيا؟”.

وقال أيضا: “أبلغت ريكس تيلرسون، وزير خارجيتنا الرائع، أنه يهدر وقته، في محاولته للتفاوض مع رجل الصواريخ الصغير”.

وأضاف “ترامب” تغريدة جديدة، قبل مشاركته في مباراة للجولف، في بطولة كأس الرؤساء بنيوجيرسي: “أن تكون لطيفًا مع رجل الصواريخ، أمر لم يفلح منذ 25 عاما، لقد فشل كلينتون وبوش وأوباما، لكن أنا لن أفشل”.

وقال أيضا: “هيلاري كلينتون غير صادقة، تلوم الجميع إلا نفسها، وترفض أن تعترف اليوم بأنها كانت مرشحة سيئة، وهي تواجه اليوم عقوبة الإعدام، وكل مؤيديها سيتركونها”، ولكنه حذف هذه التغريده من حسابه عقب تنديد مؤيديها بما كتبه.

في إحدى تغريداته، أطلق “ترامب” مصطلحا غريبا غير موجود باللغة الإنجليزية

فقد قال مصطلح “covfefe”، وكان يقصد بها “الإعلامية السلبية المستمرة”، والكارثة أن أحد القواميس على الإنترنت نسب تفسير هذه الكلمة لـ”ترامب”.

كما وجه “ترامب” إهانات بالغه للمذيع جو سكاربورو، والمذيعة ميكا في شبكة قنوات MSNBC، عقب انتقادهما لسياساته، وغرد قائلا: “إن المجنون جو سكاربورو وميكا (بريجنسكي) الغبية جدا، ليسا سيئين، لكن برنامجهما السيئ يهيمن عليه رؤساؤهم”.

وتخطى “ترامب” حدود اللياقة عندما تدخل في أمور شخصية غير لائقة في تغريدات أخرى، حيث قال: “سمعت أن برنامج مورنينج جو، الذي تشاهده قِلَّة، ذكرني بشكل سيئ- في إشارة إلى البرنامج الإخباري الذي يقدمه ميكا بريجنسكي وزميلها جو سكاربورو- لماذا إذا جاءت ميكا البلهاء المجنونة وجو المختل إلى مارالاجو لثلاث ليال متتالية خلال فترة ليلة رأس السنة، وأصرا على الانضمام إلي، كانت تنزف بشدة بعد عملية شد وجهها، قلت لا!”.

كما تناول زوجة ستيف جوبز، بتلك التغريدة: “بالتالي.. دعونا نحصل على حقنا.. توفي ستيف جوبز وترك لزوجته كل شيء، المليارات من الدولارات.. الآن، زوجته لديها صديق (حبيب).. خسارة يا ستيف!”.