صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الاثنين، إن أي طرف في الحرب الداخلية الليبية لن يحقق النصر، وأن هذه الحرب ستطول إذا لم يتم إيقافها.

جاءت تصريحات تشاووش أوغلو، خلال تقييمه للسياسة الخارجية التركية في عام 2019.

وتابع قائلا: “على الجميع أن يدرك بأن لا منتصر في الحرب الليبية، ويمكن أن تطول كثيرا إذا لم نوقفها، وفي حال دخلت قوات حفتر العاصمة طرابلس، فإن هذه الحرب ستطول كثيرا وسيموت أناس كثر”.

وتعليقا على قصف الكلية العسكرية في العاصمة طرابلس قبل أيام، قال تشاووش أوغلو: “مثل هذه الغارات قد تفتح الطريق لتطورات تؤدي إلى انقسام ليبيا”.

وأوضح تشاووش أوغلو أن “الانقلابي خليفة حفتر يتفوق في ليبيا من ناحية القوة الجوية”.

والأحد الفائت، أعلن “مركز الطب الميداني والدعم”، التابع لوزارة الصحة الليبية، أن “القصف الذي تعرض له طلبة الكلية العسكرية، مساء السبت، راح ضحيته 30 شهيدا وأكثر من 33 جريحا”.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/ نيسان الماضي، هجومًا متعثرًا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة الشرعية.

وأجهض هذا الهجوم جهودًا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع الليبي.

وبخصوص مذكرة التفاهم المبرمة مع ليبيا حول مناطق السيادة والنفوذ في البحر المتوسط، والتي صادق عليها البرلمان التركي، الخميس الماضي، على تفويض الحكومة بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، قال تشاووش أوغلو، إن المذكرة تهدف للمساعدة في العودة إلى وقف إطلاق النار والعملية السياسية في ليبيا.

وأضاف أن بلاده عملت على تغيير التوازنات في المتوسط عبر الاتفاقية الموقعة مع ليبيا، وإفساد محاولات عزل تركيا على المستويين الثنائي والثلاثي.

وأشار إلى أن تركيا وروسيا لاعبين أساسيين في ليبيا، وأن الحوار بين الجانبين مستمر لإزالة اختلاف وجهات النظر حول مجريات الأحداث هناك.

وأكد الوزير التركي أن بلاده تواصل التباحث مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا.

وردا على سؤال حول امكانية استئناف المحادثات بشأن حل القضية القبرصية، قال تشاووش أوغلو، إن إدارة قبرص الروسية هي من تعرقل حل الأزمة القائمة في الجزيرة.

وعن مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أكد تشاووش أوغلو أن بلاده مستمرة في إجراء الاصلاحات اللازمة لتسريع عملية الانضمام، مطالبا في هذا السياق التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته حيال مسألة اللاجئين.

وأضاف أن بلاده تولي اهتماما لمسألتي رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في زيارة منطقة شنغن الأوروبية وتحديث الاتفاق الجمركي بين الطرفين.

وتطرق الوزير التركي إلى القضية الفلسطينية، مبينا أن اسرائيل واصلت خلال العام الماضي عدوانها وتوسعها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية.

وشدد على ضرورة محاكمة اسرائيل على ممارساتها بحق الشعب الفلسطيني.

وبخصوص عمليات تركيا العسكرية ضد الإرهاب، أكد أن بلاده طهرت أكثر 8 آلاف كيلومتر مربع من الإرهابيين، عبر عملياتها “غصن الزيتون” و”درع الفرات” و”نبع السلام”.

وأضاف أن العمليات العسكرية التركية، أفسدت مشروع الدولة الإرهابية شمالي سوريا، وساهمت في المحافظة على وحدة التراب السوري، مشيرا أن تركيا أصبحت أهم القوى الفاعلة في العملية السياسية.

وأكد أن بلاده تواصل اتصالاتها مع روسيا بشأن التطورات الأخيرة في إدلب السورية، للحفاظ على الهدوء ووقف إطلاق النار.

وحول علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، قال تشاووش أوغلو، إن العام 2019 شهد مراحل صعبة في العلاقات بين البلدين، في عدة قضايا منها منظومة الصواريخ الروسية “إس-400” وعمليات تركيا العسكرية ضد تنظيم “ي ب ك/بي كلا كا” الإرهابي بسوريا.

وأضاف أن العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سليمة، إلا أن الأجواء السلبية مستمرة مع الكونغرس الأميركي.