أعلن نائب الرئيس الأمريكي “مايك بينس”، الخميس، أنه اتفق مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” على وقف العملية العسكرية التركية “نبع السلام” شمالي سوريا 5 أيام؛ من أجل السماح للمسلحين الأكراد بالانسحاب من المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إنشاءها بالمنطقة.
وأوضح “بنس”، في مؤتمر صحفي مشترك مع “أردوغان” بالعاصمة التركية أنقرة، أن “تركيا ستوقف العملية العسكرية للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب (الكردية) خلال 120 ساعة”.
ونص الاتفاق على وقف لإطلاق النار في شمال سوريا، وتجميد تركيا لعملية “نبع السلام” وانسحاب الوحدات الكردية خارج المنطقة الآمنة.
كما يشمل الاتفاق، تدمير تحصينات قوات “سوريا الديمقراطية”، وتوقف العملية العسكرية بشكل كامل عند استكمال الوحدات الكردية انسحابها بعمق 20 ميلا بعيدا عن الحدود التركية، وفقا لما نقلته وكالة “الأناضول”.
وشارك في الاجتماع من الجانب التركي، نائب الرئيس “فؤاد أوقطاي”، ووزارء الخارجية “مولود جاويش أوغلو”، والخزانة والمالية “براءت ألبيرق”، والدفاع “خلوصي أكار”، ورئيس هيئة الأركان العامة “يشار غولر”. ومن الجانب الأمريكي: وزير الخارجية “مايك بومبيو”، ومستشار الأمن القومي “روبرت أوبراين”، والمبعوث الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري”، وسفير واشنطن لدى أنقرة “ديفيد ساترفيلد”.
وقبل تصريح “بنس”، كتب “ترامب” عبر حسابه الموثق على تويتر، مبشرا بورود أخبار “عظيمة” من تركيا، ووجه شكره إلى “أردوغان”، مشيرا إلى أن الاتفاق يمثل “إنقاذا لأرواح الملايين”، حسب تعبيره.
ووصل “بنس” إلى تركيا، الخميس، في مهمة لإقناع أنقرة بوقف هجومها على شمال شرق سوريا، واجتمع على الفور مع “أردوغان”، رغم إعلان الأخير، أمس الأربعاء، أنه لن يلتقيه على خلفية تصعيد الرئيس الأمريكي تهديدات بـ “تدمير الاقتصاد التركي” في حال خروج أنقرة عن الحدود المسموح بها في شمالي سوريا.
ويواجه “ترامب” اتهامات في الداخل الأمريكي، بالتخلي عن المقاتلين الأكراد الذين كانوا شركاء واشنطن الرئيسيين في معركة القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، حين سحب القوات الأمريكية من على الحدود تزامنا مع بدء تركيا “نبع السلام” في التاسع من الشهر الجاري.
ودافع “ترامب” عن سحب قواته، الأربعاء، ووصفها بأنها خطوة “عبقرية من الناحية الاستراتيجية”، وبينما عبر عن اعتقاده بأن اجتماع “بنس” و”أردوغان” سيكون ناجحا، حذر من عقوبات ورسوم جمركية “ستكون مدمرة للاقتصاد التركي” في حال فشله.
وبحسب موفد “الخليج الجديد” بالرئاسة التركية، فإن اتفاق “أردوغان” و”بنس” في صالح تركيا تماما، إذ لا يقيد عمليتها العسكرية شمالي سوريا مستقبلا، ويرفع عنها أي لوم دولي في حال استهدافها أي تواجد لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، العمود الفقري لقوات “سوريا الديمقراطية”، داخل عمق الـ 20 ميلا بعد مهلة الأيام الخمسة، ما يعني إمكانية تحقق أهداف “نبع السلام” المعلنة دون قتال.
وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية فرعا لـ”حزب العمال الكردستاني” الانفصالي، وتصنفها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وترفض سيطرتها على الشريط الحدودي لسوريا مع تركيا.
اضف تعليقا