كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية عن وثائق جديدة توضح كيف أصبحت الإمارات مرتعا للمصالح الاقتصادية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية وكيف تحولت إلى قاطرة تجذب العالم العربي للسير في ركاب إسرائيل.
ويظهر التسريب طبيعة التعاون الإماراتي الإسرائيلي وتطورات العلاقة بين الطرفين والأشكال الجديدة في التعاون الذي وصفته بأنه يجري بشكل غير مسبوق.
دور العتيبة
وكما يبدو من التسريب فإن التطبيع الإماراتي يسير على قدم وساق، حيث تظهر التسريبات التي حصلت عليها الصحيفة من موقع ويكيليكس الأمريكي الشهير، أن السفير الإماراتي بواشنطن “يوسف العتيبة” لعب دور العراب بين الطرفين وعمل على دفع دولته باتجاه التطبيع مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة أن “العتيبة” يلعب دورا كبيرا في دفع بلاده للتطبيع مع إسرائيل بشكل غير مسبوق مشيرة إلى أن أبو ظبي لم تتحول فقط لمرتع للمصالح الإسرائيلية بل تحولت إلى قاطرة تعمل على جذب الدول العربية للسير في ركاب المنظور الإسرائيلي للمنطقة وتبني قضاياها وخاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
كما كشفت التسريبات عن تسارع التنسيق بين الإمارات وإسرائيل بشكل غير مسبوق في النواحي الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية.
ووفق وثائق تعود لعام 2010 فقد استقبلت الإمارات منتخب الجودو الإسرائيلي وذلك بالتزامن مع اغتيال محمود المبحوح القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس في دبي بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، مؤكدة أنه لم يعد مستغربا حينها منع رفع العلم الفلسطيني في الإمارات.
من جملة ما أشارت إليه الوثائق تعاقد الإمارات مع شركة إيه جي تي الأمنية الإسرائيلية لتأمين مرافق النفط والغاز وكذلك إقامة شبكة مراقبة مدنية في ولاية أبو ظبي.
كما شاركت الإمارات في مناورات العلم الأحمر في اليونان مع إسرائيل والولايات المتحدة نهاية العام الماضي.
التطبيع الذي أخفته الإمارات لسنوات وأظهرته التسريبات لا يسترعي الانتباه قدر ما نشرته صحف إسرائيلية عن استعداد كل من الإمارات والسعودية لخوض عمليات تطبيع علنية مع تل أبيب جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات لبنيامين نتنياهو نهاية مايو الماضي ألمح فيها إلى أن دولا عربية خليجية تعرض التطبيع الكامل مع إسرائيل.
التطبيع والربيع والعربي
بتتبع مسار تطور العلاقات بين إسرائيل وأبو ظبي وما كشفت عنه تسريبات ويكيليكس يتضح تعاظم العلاقات بين الطرفين في المجالات الاقتصادية والاستخباراتية والعسكرية منذ عام 2010 وحتى الوقت الحالي.
ويكشف التاريخ عن تنامي تلك العلاقات بالتزامن مع الربيع العربي في مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن.
وعلى النقيض أزهر ربيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية فيما ذبل ربيع الشعوب العربية وتحول إلى خريف مظلم، لترتفع مكاسب إسرائيل من خلال هذا التعاون بعد وقوع انقلاب عسكري في مصر عام ألفين وثلاثة عشر وبروز دور اللواء خليفة حفتر في ليبيا واستمرار بشار الأسد ونظامه على رأس السلطة في سوريا برغم عشرات الآلاف من القتلى، فيما تعالت الأصوات الانفصالية في اليمن.
أيضا لم تكن المعلومات التي أعلنت عنها الصحافة العبرية عن زيارة أمير سعودي إلى تل أبيب بمعزل عن التقارب بين أبو ظبي وإسرائيل، الأمر الذي يدفع إلى تفسير التوقيت الذي كشف فيه بنيامين نتنياهو عن تعاون عربي إسرائيلي غير مسبوق منذ نكبة فلسطين.
دور الإمارات في فلسطين
وبالربط بين تسريبات ويكيليكس وتسريبات بريد العتيبة تتكشف أمورا أخرى توضح الدور الذي تلعبه الإمارات مع إسرائيل في القضية الفلسطينية.
حيث تكشف عن مراسلات بين العتيبة والجنرال الإسرائيلي عوزي روبين وهو عميد سابق وقائد نظام القبة الحديدية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة عام 2012.
المراسلات أوضحت متانة العلاقات بين الطرفين حيث جاءت الاتصالات بينهما بعد شهر من الحرب على غزة، بالإضافة إلى تقييم أضرار الحرب على غزة.
كما كشفت التسريبات عن مراسلات سابقة بين سفير الإمارات في واشنطن وروبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن المؤيد لإسرائيل، حيث طلب منه العتيبة ترتيب عقد لقاء مع الجنرال الإسرائيلي عوزي روبين.
اضف تعليقا