شهد جنوب لبنان تصعيدًا خطيرًا جديدًا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، حيث أدت غارات جوية إسرائيلية إلى إصابة عدد من المدنيين، فيما رد حزب الله بهجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية. 

الأحداث تأتي في سياق تصاعد التوترات الحدودية بين الطرفين، تزامنًا مع تهديدات إسرائيلية بشن عملية برية في لبنان.

أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مبنى خالٍ في بلدة كفر مان بقضاء النبطية جنوبي لبنان مساء الجمعة، ما أدى إلى إصابة 10 مدنيين يسكنون في الجوار. 

ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على كفر مان فقط؛ فقد أغار الطيران الحربي أيضًا على مدينة بنت جبيل وأطراف بلدتي مجدل زون والجبين، فيما تعرضت بلدة كفرشوبا وأطراف بلدات الناقورة وطيرحرفا والجبين وحانين لقصف مدفعي عنيف. 

هذا التصعيد يأتي في وقت شهد فيه جنوب لبنان استهدافًا مكثفًا من قبل الطيران الحربي والمسير الإسرائيلي خلال نهار الجمعة، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 20 آخرين، بينهم أطفال.

في ظل تصاعد التوترات، أعلن حزب الله عن تنفيذ سلسلة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية في شمال البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرًا إلى أن عملياته جاءت دعمًا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى اللبنانية الجنوبية. 

وفقًا لبيانات نشرها الحزب عبر منصته على تلغرام، شملت الهجمات إطلاق صواريخ بركان على موقع حدب يارين العسكري، بالإضافة إلى استهداف مواقع زاعورة، المرج، الرمثا، وثكنة زبدين بالأسلحة الصاروخية. كما استهدفت المدفعية التابعة للحزب موقع بياض بليدا، وموقع بركة ريشا بأسلحة مناسبة، إلى جانب استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي في ثكنة بيريا بصواريخ الكاتيوشا.

في إحدى أبرز عملياته، شن الحزب هجومًا بمسيرات على قاعدة فيلون العسكرية جنوب شرق مدينة صفد، التي تعد مقرًا لألوية الفرقة 210 التابعة للجيش الإسرائيلي. ووفقًا للبيانات الصادرة عن حزب الله، فإن جميع الهجمات أصابت أهدافها بدقة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية.

في سياق الإعلان عن عملياته، نعى حزب الله أحد عناصره، ويدعى عباس خضر حمادة من بلدة القماطية، مؤكدًا أنه “ارتقى على طريق القدس”. 

وأكد الحزب أن هجماته على المواقع الإسرائيلية هي رد طبيعي على الاعتداءات المتواصلة التي يشنها الاحتلال على المناطق اللبنانية الجنوبية، وتهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة. التصعيد الأخير يشير إلى احتمال تطور المواجهات إلى صراع أوسع، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم بري شامل على لبنان.

الأحداث المتسارعة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متعددة الجوانب، سواء في قطاع غزة أو على الجبهات الأخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويجعل الوضع على الأرض أكثر هشاشة وخطورة.

اقرأ أيضًا : الأردن يدين اقتحام نتنياهو للأغوار