جدد طلبة الجامعات الجزائرية موعدهم مع مظاهرات الحراك الشعبي، إذ خرج الآلاف من الطلبة في مسيرات في العاصمة ومختلف المدن الجزائرية، اليوم الثلاثاء، للمطالبة برحيل رموز النظام السابق، وتنفيذ مطالب الشعب الجزائري، رافقتها تعزيزات أمنية مكثفة وغلق النفق الجامعي وساحة البريد.
وأظهر الطلبة تعاطفا لافتا مع الشعب المصري بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي خلال محاكمته في القاهرة، رافعين صورا له وشعارات تحذر من الثورة المضادة ومن الالتفاف على مطالب الشعب، وتغول المؤسسة العسكرية، ورفع أحد الطلبة لافتة كتب عليها “تعازينا الخالصة لكل أحرار العالم في وفاة الرئيس مرسي”.
وحذرت شعارات أخرى خلال مسيرات الطلبة، اليوم، من تسليم السلطة للجيش والعسكر، ورفع أحد الطلبة لافتة كتب عليها “نتيجة حكم العسكر، عاش مبارك حرا وقتل مرسي مسجونا، (الرئيس المصري) السيسي قتل مرسي”، كما رفع طالب آخر يافطة تقول “وفاة مرسي صورة لما سنعيشه تحت حكم العسكر”.
وقالت الطالبة إيناس بن عودة، لـ”العربي الجديد”، تعليقا على وفاة الرئيس محمد مرسي، إن “ما حدث في مصر أمر مؤسف ومؤلم وسيبقى وصمة عار في تاريخ العرب، نحن كطلبة في الجزائر متعاطفون مع أهل الرئيس مرسي ومع أحرار مصر، بغض النظر عن الموقف السياسي والفكري”، وأضافت أن “الحادثة يجب أن تنبه الشعوب العربية إلى أن الحكم العسكري والدكتاتورية مهلكة للدول والشعوب ولا تنتج سوى الفساد والقمع”.
وطوقت عناصر حفظ الأمن الطريق المؤدي إلى ساحة البريد المركزي وبالقرب من الجامعة المركزية بشارع ديدوش مراد، لكن ذلك لم يمنع الطلبة من الخروج إلى الشارع للتنديد ببقاء حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي، والمطالبة بالرحيل الفوري للحكومة، رافعين شعار “ارحل ارحل يا حكومة البريكولاج”، واصمينها بالفساد وبأنها “رمز من رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة”.
وقال الطالب عبد الغني بن عزوز، لـ”العربي الجديد”، إن “تواصل الاحتجاجات هو تأكيد على تمسك الطلبة بمطالب الشعب الجزائري الرافض لحكومة من إنتاج منظومة الفساد”، على حد قوله. كما أكد الطالب على ضرورة رحيل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، وهو الشعار الذي يرفع في كل مظاهرة ومسيرة، مثل شعار “بن صالح ليس رئيسا”.
ومنعت قوات الأمن الطلبة من الوصول إلى محكمة سيدي محمد، وسط العاصمة الجزائرية، حيث تجري التحقيقات مع رموز الفساد من الوزراء ورجال الأعمال المحسوبين على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وأبدى الطلبة احتفاء بالملاحقات القضائية التي بدأت منذ أسابيع ضد عدد من رموز النظام السابق ورجال الأعمال، على رأسهم رئيسا الحكومة الجزائرية السابقان، وهما أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، فضلا عن وزراء سابقين.
وفي السياق نفسه، تجمع طلبة الجامعات في مدن باتنة وعنابة وقسنطينة وسطيف، شرقي الجزائر، ووهران ومستغانم، غربي الجزائر، وأدرار وورقلة، جنوبي البلاد، في وقفات احتجاجية دعما للحراك الشعبي ومطالبه المتعلقة خاصة برحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وحكومة بدوي.
وعمد طلبة جامعة عنابة وباتنة إلى تنظيم يومي لندوات ومحاضرات في الهواء الطلق يديرها أساتذة ونشطاء لتوعية الطلبة حول مطالب التغيير وكيفية النهوض بالفعل السياسي والجمعوي، وأكد الطالب في كلية الحقوق بجامعة باتنة بلحولة سعيد، لـ”العربي الجديد”، أن “المظاهرات الخاصة بالطلبة ما هي إلا حلقة في سلسلة الاحتجاجات والندوات اليومية التي يشرف عليها الطلبة لتوعية الطالب بحقوقه، والتي تدخل في مضمار التغيير والبحث نحو تحقيق المطالب الشعبية كافة”.
اضف تعليقا