كتب: باسم الشجاعي:

استغلت السعودية في الآونة الأخيرة ورقة الحج والعمرة عِدّة مرات لصالحها؛ حيث بات المنع عنوانًا رئيسيًا للمرحلة الحالية للقطريين، وكل من يخالف سياسات الرياض.

ولكن مؤخرًا، تداول مغردون مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنه لمواطن قطري وهو يؤدي مناسك العمرة.

ونشر الإعلامي “ناصر حبتر”، مقدِّم برنامج “من الحرم”، فيديو خاصًا بالمعتمر يبرز فيه هويته الخاصة.

وتعمد ناشر الفيديو، سؤال الأخير عن منع السلطات السعودية القطريين من الحج، ليجيبه صديقه بأن هذا لم يحدث وهو يعتمر الآن.

وأثار المقطع غضب القطريين الذين وصفوا هذا المشهد بـ”الكذب والتدليس”، مؤكدين أنهم ممنوعون من الحج ودخول السعودية إلى الآن.

رفيق الهارب “سلطان بن سحيم”

وحول حقيقة المعتمر القطري، غردعبدالله الوذين“،  قائلًا: “المواطن القطري قد يغامر بنفسه وماله للوصول لبيت الله، وبإمكانكم الضغط عليه لعمل مقابلة للتطبيل لحكومتكم البائسة، إلا أن قصة هذا المعتمر “القطري”مضحكة؛ لأنه من مرافقي “سلطان  بن سحيم”، مشيرًا إلى أنه تعمد الظهور بالنظارة وتهيئة مختلفة للتمويه والتنكر.

وذيل “الوذين” تغريدته، بعدد من الصور تجمع المعتمر القطري، بـ”سلطان سحيم”، في أماكن مختلفة.

 

ومن المعروف أن دول الحصار تلعب بورقة القطري الهارب “سلطان بن سحيم”، الذي صدّرته على أنه معارض قطري ناقم على نظام الحكم.

و”ابن سحيم” لم يغادر قطر بصفته معارضًا لسياسة الدولة، ولكن نتيجة غرقه بالديون؛ حيث تلقفته مخابرات الإمارات ووعدته بتحسين وضعه، وذلك عبر والدته الشيخة “منى” التي شجعت على الأمر وذلك لوجود أطماع سابقة لديها بتمكين ابنها لحكم قطر.

ويتقاضى “ابن سحيم” مقابلًا ماديًا نظير مهاجمته دولة قطر؛ حيث سبق وأن كشف المغرد الشهير “بوغانم” عن المبلغ الذي تقاضاه الهارب القطري مقابل الظهور على قناة “العربية” السعودية وقول ما قاله.

وقال “بوغانم” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغرتويتر“، في مارس الماضي: “معلومه مؤكدة.. تم صرف مبلغ 50 مليون ريال سعودي مقابل لقاء سلطان سحيم في قناة العربية”.

أما عادل المغيران، فكتب: “فى المقطع يقوله مرحبًا يابو سعيد وصورة الجواز اسم الرجال سعيد كيف تجي..؟!).

فيما واصل نشطاء “تويتر”، التفاعل مؤكدين أنهم مازالوا ممنوعون من دخول السعودية؛ حيث غردمبارك بن زايد ال شهوان ، قائلًا: “ولازال الكذابون يستمرون في الكذب، وغصب يخلونا ان حنا اعتمرنا “الرجال سعودي وانت وياه تكذبون” (بحسب وصفه).. والعمره ممنوعين منها جعل إلي منعنا يضيق عليه قبره”.

وقبل أشهر، قامت السلطات السعودية بترحيل مجموعة من المواطنين القطريين من مطار جدة وإعادتهم إلى دولة الكويت بينما كانوا في طريقهم لأداء العمرة.

فيما طالبت “اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان” السعودية، مرارًا، بعدم الزج بالشعائر الدينية في الخلافات السياسية القائمة أو استعمالها كأداة للضغط السياسي.

المنع يطال الجميع

كما لم يقتصر المنع على القطريين وحسب، فسبق وكشف، “محمد غلام الحاج”، نائب رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، الشهر الجاري، أن “سفارة المملكة العربية السعودية في نواكشوط لم تمنحه تأشيرة أداء العمرة في العشر الأواخر من شهر رمضان”.

وكتب “غلام”- على صفحته بموقع “فيسبوك” تدوينة مطولة ضمنها أشواقه للأراضي المقدسة -، وقال في آخرها: “في كل شهر رمضان يتجدّد الشوق وتشرئب النفس، فتذلل الأشواق، عقبات الطريق إلى العمرة”.

وعن أسباب هذا المنع، أضاف النائب “غلام”مستدركًا: “في الفترة الأخيرة وقفت في البرلمان ضد قطع العلاقة مع قطر ومازلت أعتبر حصارها ظلمًا من ذوي القربى؛ وقلت لـ”عادل الجبير” مرة، لقد ذهبت بعيدًا عندما تحدثت عن إرهاب “حماس”، وهي شامة الأمة ورمز المقاومة وخلاصة أهل السنة اليوم، ولو أحسنت التخطيط لدبلوماسية السعودية لكنت مستندًا لـ”حماس” لا لغيرها، فهي سندك والظهير الذي لا يخون، لكني أقول أكثر من هذا لفرنسا وتمنحني التأشيرة ومثلها بقية دول العالم المتحضر، التي لا تعاقب لمجرد رأي يخالف صاحبه موقفًا من مواقفها، فما بالك بالحرمان من البلاد المقدسة ومشاعرها التي حكم الله بسوية العاكف فيها والبادي”.

“الحاج” ليس الضحية الأخيرة، فقد كشفت الفنانة لطيفة التونسية أنها منعت من أداء مناسك العمرة، وقالت إنها أُجبرت على مغادرة السعودية بعد وصولها إلى المطار، وإنها محرومة من زيارة البلاد لأداء العمرة.

و قالت، خلال استضافتها عبر شاشة mbc السعودية ، إنها دخلت المطار في السعودية سنة 2011، ومرّت كل الإجراءات من دون مشاكل، وغادرت باب المطار لتتفاجأ بمنعها بعد ذلك.

وأضافت وهي تذرف الدموع، إن أحد موظفي المطار استدعاها إلى داخل المطار بعدما غادرته إلى سيارتها، وأخبرها بأن دخولها إلى السعودية غير مسموح به، ما اضطرها إلى أخذ الطائرة والمغادرة إلى دبي.

“لطيفة” أشارت إلى أن هذا الحادث جعلها محرومة من دخول السعودية طيلة السنوات السبع، وأنها كانت تأمل في أداء مناسك العمرة، في شهور رمضان الماضية، لكن لم تكن تجرؤ على التقدم بطلب الفيزا من السلطات السعودية.

قطر تستنكر

وتأتي واقعة المعتمر القطري المثيرة للجدل بعد أيام من استنكار وزارة الأوقاف القطرية “استمرار العراقيل والإجراءات التعسفية” من جانب السعودية بحق مواطني قطر والمقيمين فيها بشأن الشعائر الإسلامية، ودعت الوزارة الجهات المعنية في السعودية للنأي بالشعائر الدينية بعيدًا عن التجاذبات السياسية.

ونفت “الوزارة”، في بيان تناقلته وسائل إعلام محلية “الأربعاء” الماضي، الادعاء بعدم تمكين دولة قطر المواطنين والمقيمين فيها من الحج والعمرة، مؤكدة “استمرار العراقيل والإجراءات التعسفية التي تفرضها المملكة على قاطني دولة قطر جملةً ودون غيرهم من مسلمي العالم”.

وذلك ردًا على بيان وزارة الحج والعمرة السعودية التي قالت فيه إنّ القطريين مرحَّب بهم لأداء المناسك، وأدانت “الموقف السلبي للسلطات القطرية وتعنتها تجاه عدم تمكين المواطنين والمقيمين في قطر من أداء مناسك الحج والعمرة”.

وأبدت الوزارة القطرية استغرابها الشديد من البيان السعودي، وقالت: إنه “لم يأتِ بجديد يدفع بالأمور تجاه حل العراقيل القائمة منذ الخامس من يونيو 2017″، وهو اليوم الذي أعلنت فيه كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر.