في إطار حملة العلاقات العامة المكثفة التي يشنها النظام الإماراتي لتحسين صورته قبل قمة المناخ COP28، كشفت تقارير مسربة تعاون كبار المسؤولين التنفيذيين من شركة النفط الوطنية الإماراتية مع إدارة القمة التابعة للأمم المتحدة من أجل السيطرة على كافة الخطوات التنظيمية لضمان توافقها مع “هوى” النظام.

ووفقًا لوثيقة مسربة حصل عليها مركز تقارير المناخ (CCR) وصحيفة الغارديان فإن اثنين من المتخصصين في العلاقات العامة من شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) يقدمان “دعمًا إضافيًا” للفريق الذي يدير القمة، لتضاف هذه الفضيحة إلى قائمة الأدلة المتزايدة على غموض العلاقة بين إدارة الشركة النفطية وبين تنظيم قمة المناخ بالرغم من تعارض المصالح.

يُذكر أنه في يناير/كانون الثاني من العام الجاري تم الإعلان عن الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، سلطان الجابر، والذي يشغل أيضًا منصب المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة لتغير المناخ، كرئيس لمؤتمر Cop28، الذي تستضيفه دبي في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من العام الحالي، ومنذ ذلك الحين، أثارت تقارير متعددة مخاوف بشأن العلاقات بين فريقه، بالرغم من تصريحات فريق Cop28 سابقًا أن هناك “إرشادات حوكمة واضحة لضمان قدرة الفريق على العمل بشكل مستقل تمامًا عن أي كيان آخر”.

وقال باسكو سابيدو، الباحث في مرصد الشركات في أوروبا الذي ينسق تحالف “Kick Big Polluters Out”: “إنه من غير المناسب على الإطلاق أن يقوم موظفو أدنوك بالعلاقات العامة في مؤتمر Cop28 ، وأضاف أن النتائج تظهر بوضوح الروابط الوثيقة بين شركة النفط وفريق تنظيم القمة.

وفي وقت سابق من هذا العام، كشف مركز CCR وصحيفة الغارديان أن العديد من أعضاء فريق عمل أدنوك تولوا أدوارًا مهمة في القمة، مثل مفاوضين بشأن المناخ، وقد تم إعارة البعض من مناصبهم “الجارية” في شركة النفط.

في يونيو/حزيران، ذكرت صحيفة الغارديان أن Adnoc وCop28  يشتركان في نظام تكنولوجيا المعلومات وأن موظفي Adnoc  لديهم صلاحيات الدخول لصندوق البريد الإلكتروني الخاص بالقمة وقراءة الرسائل المرسلة منه وإليه، والتحكم في الردود أيضًا.

المديران التنفيذيان للاتصالات في شركة أدنوك المذكوران في الوثيقة المسربة – فيليب روبنسون وبالوما بيرينجير – يتمتعان بخبرة 28 عامًا في صناعة الوقود الأحفوري، وفقًا لحساباتهما على LinkedIn وقد عمل كلاهما سابقًا لدى شركة شل قبل الانضمام إلى أدنوك.

وقال متحدث باسم Cop28 إن المديرين التنفيذيين لم يسافرا كجزء من فريقها إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع ولم يشاركا في أنشطة الاتصالات هناك، بالرغم من ذلك، كشفت الوثائق وجود دور كبير لهما في العملية التنظيمية.

وتحدد الوثيقة استراتيجية العلاقات العامة لفريق Cop28 ونقاط الحديث الرئيسية للجابر وكبار أعضاء الفريق الذين يحضرون الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما تنص الوثيقة على أن الاجتماع في الأمم المتحدة سوف “يحدد النغمة، ويوجه أجندة المناخ، ويشكل السرد المناخي في الفترة التي تسبق مؤتمر COP28”.

وفي حديثه في الأمم المتحدة يوم الأربعاء، أكد الجابر أن “التخفيض التدريجي” للوقود الأحفوري أمر لا مفر منه وضروري، لكن خطابه لم يتجاوز ذلك، ولم يدع إلى التخلص التدريجي الكامل عكس ما طالب به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي قال إنه ضروري للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال جوتيريس: “الإجراءات غير كافية إلى حد كبير… لكي نحظى بفرصة مقاومة للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يجب علينا التخلص التدريجي من النفط والفحم والغاز بطريقة عادلة ومنصفة.”

ولم تذكر خطة الاتصالات المسربة التخفيض التدريجي أو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وبدلا من ذلك، يركز البرنامج على الرسائل حول “تسريع التحول في مجال الطاقة” من خلال تعزيز قدرة الطاقة المتجددة العالمية، والحد من الانبعاثات الناجمة عن الصناعات الملوثة، وتوفير التمويل للاستثمارات الخضراء.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا