كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الأحد، عن سعي دولة الإمارات الحثيث لشراء ولاء الفقراء وأصحاب الحاجة في محافظة تعز اليمنية، عبر المال الإماراتي بهدف دعم جبهة القتال مع “طارق صالح”، ابن شقيق الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح”.
وأشار الموقع البريطاني، في تقريره الصادر، أن كثيرا من سكان تعز يناصبون “طارق صالح” العداء منذ فترة طويلة بسبب ذكريات القمع وسوء الحكم التي شارك فيها مع عمه.
خاصة وأن كثيرا من أهالي المنطقة يرون أنه مسؤول عن سقوط مئات القتلى عبر قيادته حملات القمع القاتلة التي واجهت الاحتجاجات السلمية عام 2011.
وذكر التقرير أن الأموال الإماراتية باتت اليوم وسيلة لانضمام فقراء المحافظة إلى “طارق”، الذي سلم سلاحه لاحقا إلى رعاة جدد مدعومين من السعودية والإمارات، وعمل على إنشاء قوات مدربة، تتعارض مع مخططات حزب الإصلاح اليمني، المحسوب على تيار “الإخوان المسلمون”.
ولا يعد التوتر بين القوات المدعومة من الإمارات ومقاتلي “الإصلاح” في تعز ليس أمرا جديدا، لكن تدخل قوات “جبهة الخلاص الوطني”، المشكلة مؤخرا بقيادة “طارق”، هو التطور الأكبر.
حيث استعان حليف الإمارات بأموال أبوظبي لدفع آلاف المقاتلين من داعمي حكومة الرئيس “عبدربه منصور هادي”، المعترف بها دوليا، للانضمام إلى قواته، ومعظم هؤلاء الآن يتواجد بين تعز ومدينة عدن.
في الوقت الذي يحصل فيه الجنود بقوات “طارق صالح” على رواتبهم بالريال السعودي، على عكس الرواتب التي يحصل عليها المقاتلون الداعمون لـ”هادي”، الذين يحصلون على أموالهم بالعملة المحلية.
ولذا انضم عديد الفقراء إلى القوات المدعومة إماراتيا، خاصة بعدما فقد الكثير منهم وظائفهم خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب الموقع البريطاني.
ومنذ مارس/آذار 2015؛ يعاني اليمن من الحروب وكوارث إنسانية، بعدما تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لمحاربة الحوثيين الذين أطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليا من السلطة في صنعاء في أواخر 2014.
وفشل التحالف المدعوم من الغرب في سحق تمرد حركة “الحوثي” وحلفائها، وتشهد الحرب جمودا منذ سنوات مع سيطرة الحوثيين على أغلب المراكز العمرانية الكبرى.
وتسبب الصراع في سقوط أكثر من 100 ألف قتيل منذ 2015 فيما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يعتمد حوالي 24 مليون يمني يمثلون 80% من السكان على المساعدات ويواجه حوالي 10 ملايين نسمة الجوع.
اضف تعليقا