قال تقرير عبري إن “جهاز الاستخبارات المصرية أخفق مؤخرا في محاولاته للجم قيادة تنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني والحفاظ على التهدئة بين (إسرائيل) والفلسطينيين”، وذلك وسط تنامي نفوذ إيران على التنظيم الذي تتصاعد قوته في قطاع غزة.
جاء ذلك في تقرير لموقع “نيوز وان” العبري حمل عنوان “فشل المخابرات المصرية”.
ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن “أحد قادة تنظيم الجهاد والمسؤول عن إطلاق الصواريخ ضد (إسرائيل) يختبئ الآن خوفًا من قيام تل أبيب باغتياله”.
وتزايد غضب القاهرة من التصعيد العسكري الأخير بالقطاع، واستدعت مسؤولي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في الفترة الماضية، ليبلغوهم احتجاجهم إزاء إطلاق الصواريخ الفلسطينية على (إسرائيل)، بحسب التقرير.
وأضاف التقرير أن “القاهرة هددت بالانسحاب من دور الوساطة بين (إسرائيل) والفصائل الفلسطينية في غزة إذا ما استمر خرق التفاهمات مع تل أبيب”، بحسب ما نقله موقع “الشبكة العربية”.
وأخطرت (إسرائيل) المخابرات المصرية بأن “أحد مسؤولي الذراع العسكرية لحركة الجهاد يقف وراء إطلاق الصواريخ، بينما يستعد وفد من المخابرات المصرية لزيارة القطاع قريبا؛ لمناقشة التطورات الأخيرة مع قادة المنظمتين الفلسطينيتين”.
وكان رجال جهاز المخابرات المصرية قد دعوا قادة “الجهاد الإسلامي” لزيارة القاهرة، قبل 3 أسابيع وكان الغرض من الاجتماع إقناعهم باحترام التهدئة مع تل أبيب وإبعادهم عن التأثير الإيراني.
وخلال ذلك الاجتماع، استخدم “المصريون عددا من المغريات مع تنظيم الجهاد تزامنا مع أسلوب التهديد؛ حيث وعدوا بإطلاق سراح 26 معتقلاً من التابعين للذراع العسكرية للتنظيم من المعتقلات المصرية”.
وذكر التقرير بأنه “في عهد عبدالله رمضان شلح الأمين العام السابق للجهاد الإسلامي ، كانت العلاقات بين التنظيم وقيادات المخابرات المصرية ممتازة، وفي المقابل كانت علاقات الجهاد مع إيران باردة”.
وكانت مصر تسعى إلى إعادة العلاقات مع قيادة “الجهاد الإسلامي” الجديدة، إلى الفترة الذهبية التي تميزت بها قيادة “رمضان شلح”، واتباعا لأسلوب العصا والجزرة، هددت القاهرة أيضا بأنه حال استمرار مهاجمة تل أبيب، فإنها ستشن حربا ضد غزة وتدمر البنى التحتية العسكرية لـ”حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
ورغم كل ذلك، يبدو أن المخابرات المصرية فشلت فشلاً ذريعًا سواء بالترغيب أو بالترهيب في إبعاد قيادة “الجهاد الإسلامي” عن النفوذ الإيراني، وفقا للتقرير العبري.
ظهر ذلك بوضوح مع إطلاق الصواريخ في نهاية الأسبوع الماضي على (إسرائيل)؛ نتيجة لتوجيهات طهران، والذي يأتي في أعقاب المظاهرات الضخمة في لبنان والعراق وتآكل مكانة الجمهورية الإسلامية في كلا البلدين.
واعتبر التقرير أن “إيران تحاول تسخين الجبهة الشمالية عبر حزب الله والجنوبية عبر الجهاد الإسلامي؛ لتبعد الأنظار عما يحدث في لبنان والعراق ورفض المواطنين للتدخل الشيعي في كل من البلدين”.
ويرى الإيرانيون أن الوضع السياسي في (إسرائيل) هو الأنسب للعمل في وقت تعاني فيه الحكومة الإسرائيلية حالة من الشلل وتعجز عن اتخاذ قرارات مصيرية فيما يتعلق بقطاع غزة، وتؤيد سياسة ضبط النفس وتخشى من هجوم إيراني مفاجئ من غرب العراق أو سوريا.
اضف تعليقا