تشهد المملكة العربية السعودية فترة حرجة اعتبرتها صحيفة “برافدا” الروسية هي الأخطر من نوعها في تاريخ المملكة الحديث مؤكدة صعوبة التكهن بما سيحدث في المستقبل القريب في ظل استياء الأمراء المخضرمين من “استفزازات” ولي العهد الشاب محمد بن سلمان الذي وصفته الصحيفة بالفتى المدلل.
وتحدثت الصحيفة الروسية في تقرير لها عن تفاقم حالة عدم الاستقرار في المملكة التي تواجه العديد من التحديات في الوقت الراهن مشيرة إلى أن الأشهر المقبلة ستكون الأكثر إثارة في تاريخ السعودية الحديث.
وأشارت الصحيفة إلى حالة عدم الرضا الواسعة داخل الأسرة الحاكمة من الصعود السريع لقمة السلطة لولي العهد الشاب وسيطرة بن سلمان على الاقتصاد والجيش بدعم من والده الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما تحدثت الصحيفة عن وجود اضطرابات داخلية بين العشائر المتنافسة.
وألمح التقرير إلى رغبة العديد من أفراد العائلة المالكة في السعودية في التخلص من محمد بن سلمان لكنها عادت لتتحدث عن عدم وجود أي معلومات تشير لإمكانية حدوث محاولة اغتيال لولي العهد السعودي، رغم الهجوم الذي شهدته جدة في وقت سابق.
وفي حين أقر البعض بتورط أحد الأمراء في هذا الهجوم، لم يتم تأكيد هذه المعلومات من قبل المسؤولين في الرياض، حسب زعم الصحيفة.
وترى الصحيفة، وفقا للشائعات، أنه من الممكن أن يتولى محمد بن سلمان، في الأشهر القليلة المقبلة، مقاليد الحكم، نظرا لتدهور حالة والده الصحية، الذي غادر المملكة نحو المغرب لقضاء إجازة. وفي ظل الأوضاع الراهنة، يرى البعض أن ولي العهد يخضع خلال هذه الفترة لاختبار.
وعددت الصحيفة بعض العوامل التي قد تساهم في تفاقم المخاطر المحيطة بالمملكة، والتي جاء أبرزها الحرب اليمنية، وتبني الكثير من الشباب السعوديين أفكار الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم داعش، فضلا عن ارتفاع حدة التوتر في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية.
وقالت الصحيفة إن حرب اليمن مثلت أول اختبار فشل فيه محمد بن سلمان، نظرا لأنه المُلام الأول على تورط المملكة في هذه الحرب، فهو من اتخذ هذا القرار أثناء توليه منصب وزير الدفاع، وأشارت إلى أن الحرب كلفت المملكة أموالا طائلة ، ولا تزال مستمرة دون تحقيق أي نتائج تذكر، وتسببت في توجيه العديد من الانتقادات اللاذعة للرياض بعد سقوط عدد كبير من الضحايا، بالإضافة إلى ما تعانيه اليمن من ويلات، وفق الصحيفة.
كما أفادت الصحيفة بأن الحرب في اليمن لا تحظى بدعم تام من قبل قوات الجيش السعودي، حيث استوردت المملكة كميات هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك لم يساعدها في كسب الحرب، وبما أن المملكة لم تحرز أي تقدم يذكر في اليمن، فإن تنامي التدخل العسكري السعودي في هذه الحرب قد يصبح عاملا من عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة، كما تقول الصحيفة.
وبينت الصحيفة أن كل هذه المخاطر المذكورة تبقى مجرد احتمالات إلا أن التهديد الذي يفرضه الشباب المتطرف يعد أكثر خطورة على المملكة “وقد يواجه النظام السعودي عواقب وخيمة جراء سياسته غير الحكيمة في دعم الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم الإسلامي”، على حد زعم الصحيفة.
ووفقا لهذه التهديدات اتهمت الصحيفة “الرياض” بالنفاق، على خلفية موقفها من الدوحة لدعمها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات.
وزعمت الصحيفة الروسية أن تنظيم الدولة نشأ من المال السعودي، إلا أنه عندما تحول إلى تهديد ضد الرياض، أعلنت “الحرب ضد الإرهاب والتطرف”. وأضافت الصحيفة: “الفكر الإرهابي متجذر بعمق في عقول العديد من الشباب في المملكة”.
كما أشارت الصحيفة إلى الاضطرابات الواقعة في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشعيية والتي تشكل تهديدا لا يستهان به على مستقبل المملكة مشيرة إلى أن الاحتقان الاجتماعي في هذه المنطقة يعد فرصة مناسبة لكل من إيران وقطر للتعبير عن سخطهم تجاه المملكة وإدانة استعمال القوة.
وختمت الصحيفة بأن “السعودية تشهد فترة حرجة هي الأخطر من نوعها في تاريخها الحديث، وبناء على المؤشرات الحالية، يصعب توقع ما سيحدث للمملكة في المستقبل القريب”، بحسب تعبير الصحيفة.
اضف تعليقا