العدسة – إبراهيم سمعان
فاز عبد الفتاح السيسي في 2014 بنسبة 97٪ من الأصوات؛ حيث خاض الانتخابات الرئاسية وقتها ضد منافس غير مرغوب فيه، وبعدها وجد المصريون، الذين استنزفوا اقتصاديًا، بلادهم تعود مرة أخرى إلى ديكتاتورية المدرسة القديمة.
تحت هذه الكلمات سلطت مجلة “لوبوان” الفرنسية الضوء على الانتخابات الرئاسة المصرية وصور السيسي التي تنتشر في جميع أنحاء مصر بصحبة أطباء أو مهندسين أو ملك المملكة العربية السعودية، والإعلانات التي تملأ شوارع القاهرة لتمجديه.
وبما أن نتيجة هذه الانتخابات الرئاسية مفروغ منها ومحسومة سلفا لصالح المشير السيسي، فإن الحملة الإعلانية التي غطت أنحاء الجمهورية تهدف إلى تشجيع الناس للإدلاء بأصواتهم في محاولة على ما يبدو لتعزيز شرعية التصويت.
يتوقف توم كروز بسيارته في ميدان تايمز سكوير، بشكل غير طبيعي؛ حيث لا يوجد أحد في هذا المكان الشهير والمكتظ بالناس في نيويورك، سوى لوحات إعلانات كوكاكولا وماكدونالدز وأخرى لفيلم مارفال وغيرها من الإعلانات التجارية التي استبدلت بصورة المشير، السيسي في كل مكان، ساخر، مبتسم، ومنزعج، يشاهد كروز كل هذا فيحاول الهروب.
هذا المشهد المأخوذ من فيلم Vanilla Sky لاقى رواجا كبيرا على الشبكات الاجتماعية، حيث أشار بنوع من الفكاهة إلى تأثير السيسي على وسائل الإعلام المصرية وصوره التي تملأ شوارع البلاد، بعد أن أطاح بجميع خصومه المحتملين من الترشح للانتخابات (بما في ذلك اثنان ينتميان للجيش).
باب السجن مفتوح على مصراعيه لكل من يجرؤ على انتقاده، إذ سُجن حتى الآن تسعة وعشرون صحفياً وحُظر أكثر من أربعمائة موقع، خصصت السلطات أرقام هواتف للمواطنين لمن يرغب في تقديم شكوى حول “معلومات مضللة” تبثها وسائل الإعلام أو الشبكات الاجتماعية.
في 26 و 27 و 28 مارس، سيصوت المصريون في الانتخابات الرئاسية، للاختيار بين: السيسي وموسى مصطفى موسى، الخصم المختار من قبل النظام والداعم للمشير، لكن يبقى هناك نقطتان من التشويق: نسبة المشاركة والنسبة التي سيحصل عليها الرئيس الحالي.
هل سيكون بأكثر من 97 ٪، من النقاط كما في عام 2014؟ يبدو هذا مستحيلاً، باستثناء إذا كان هناك تزوير هائل، خاصة من الناحية الاقتصادية، بعد أن طبقت مصر طلبات صندوق النقد الدولي للحصول على قرض (تخفيض قيمة الجنيه بنسبة 50٪، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 13٪).
السؤال الوحيد: لماذا تجرى هذه الانتخابات؟ المرشح والفائز تم اختياره، لماذا إذًا الحاجة إلى إضفاء الشرعية على الدكتاتورية عن طريق التصويت؟ السيسي كمبارك يريد تأسيس سلطته على ما يشبه الشرعية الشعبية. لذلك، اذهب للانتخاب المشير، فبعد سبع سنوات من سقوط زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك، النتيجة هي العودة إلى النظام القديم.
إعادة انتخاب السيسي ستعمل على ترسيخ النظام بقوة في أيديولوجية عسكرية، فالمشير الذي زج بأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في السجن أو قتلهم، وفاز في انتخابات ما بعد الثورة، يتمتع بدعم السلفيين. وإعادة انتخابه ستؤدي إلى تشويه صورة الجيش الذي يتحدى تهديد الملتحين.
اضف تعليقا