في تصريح قوي يعكس القلق المتزايد من انحدار تونس نحو الاستبداد، دعا السيناتور الأمريكي الجمهوري جو ويلسون إلى قطع المساعدات الأمريكية عن تونس، محذرًا الرئيس قيس سعيّد من مصير مماثل لبشار الأسد. 

وقال ويلسون إن تونس تحولت إلى دولة بوليسية، في إشارة واضحة إلى سيطرة الأجهزة الأمنية والقضائية على المشهد السياسي في البلاد.

ممارسات قمعية وأحكام قاسية

تأتي تصريحات ويلسون في وقت يواجه فيه المعارضون في تونس حملة قضائية غير مسبوقة، حيث صدرت أحكام جائرة بحق شخصيات سياسية بارزة، على رأسهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي حُكم عليه بالسجن 22 عامًا في قضية “أنستالينغو”، وسط اتهامات بمحاكمة سياسية تهدف إلى إسكات المعارضة. 

ولم يكن الغنوشي الوحيد في مرمى القمع، إذ نال رئيس الوزراء الأسبق هشام المشيشي حكمًا بالسجن 35 عامًا، في خطوة تعكس إصرار سعيّد على القضاء على أي تهديد محتمل لحكمه.

هذه الإجراءات تأتي ضمن نهج ممنهج لقمع كل صوت معارض، حيث زُجّ بالعشرات من السياسيين والصحفيين والنشطاء في السجون، تحت ذرائع واتهامات مبهمة، وسط تنديد واسع من المنظمات الحقوقية الدولية التي اعتبرت تونس تنزلق بسرعة نحو حكم الفرد الواحد.

دعم إماراتي مشبوه.. هل تحولت تونس إلى نظام عميل؟

بالتوازي مع التصعيد القمعي، يبرز دور الإمارات في دعم نظام قيس سعيّد، حيث لوحظ تقارب مشبوه بين الجانبين، خاصة بعد الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية التونسي إلى أبوظبي، قبل ساعات فقط من صدور الأحكام القضائية القاسية ضد المعارضين. هذا التوقيت المريب يثير تساؤلات حول مدى تدخل الإمارات في المشهد السياسي التونسي، وما إذا كانت تموّل وتدعم النظام لقمع الإسلاميين والمعارضة السياسية، تمامًا كما فعلت سابقًا في مصر وليبيا.

تاريخ الإمارات في دعم الأنظمة الاستبدادية ليس خافيًا، فقد لعبت دورًا رئيسيًا في انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر، وكانت وراء تمويل مليشيات حفتر في ليبيا، مما يجعل تونس أحدث ساحة نفوذ لأبوظبي، بهدف تحييد أي تجربة ديمقراطية محتملة في المنطقة.

مستقبل غامض.. تونس إلى أين؟

مع استمرار قيس سعيّد في فرض قبضته الحديدية، وبدعم غير معلن من الإمارات، تواجه تونس مستقبلًا سياسيًا مجهولًا. لكن التحذيرات الدولية، بما فيها تصريحات السيناتور ويلسون، قد تكون مؤشرًا على تحول الموقف الغربي ضد سعيّد، مما قد يضعه تحت ضغط مماثل لما واجهه الأسد، إذا ما استمر في خنق الحريات وقمع المعارضة.