إبراهيم سمعان

قال موقع “تي آر تي ورلد” التركي إن قرارات السعودية ضد كندا ارتدت بنتائج عكسية ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأوضح الموقع أن بن سلمان كان يأمل في أن يكون موقف الرياض من أوتاوا التي أدانت نهج السعودية في مجال حقوق الإنسان خلال تعليقها على اعتقال الناشطة سمر بدوي، بمثابة درس يضع القواعد الأساسية للغرب في التعامل مع المملكة، لكن ما حدث أن السعوديين لم يحظوا بأي دعم وبقوا في موقف حرج.

ومضى يقول “ما شهدناه مع أحدث كارثة مع كندا قد يخدع الرياض في التفكير في أن هذه الخطوة الجريئة على الأقل قد تضع نقطة تحول جديدة في تعاملات المملكة مع القوى الغربية – لا سيما تلك التي تشتري السلاح منها ، في حين تمنح النخبة الحاكمة دفعة من جديد”.

وأضاف الموقع “لا ينبغي لنا أن ننسى أن المملكة العربية السعودية لا تعاني من مشكلة في صورة دولية فحسب ، بل إنها مشكلة محلية أيضا ، حيث يرغب الشباب هناك رغبة شديدة في تحديث بلدهم إلى مستوى يتجاوز دور السينما”.

ونوه بأن السعودية كانت تعتقد أنه بشراء الأسلحة فهي تشتري صمت البائع، لافتا إلى أن ذلك يفسر رد فعل السعوديين الذين أبرموا صفقة في عام 2014 مع أوتاوا لشراء 900 مركبة مدرعة كانت موجهة إلى اليمن وتمثل صفقة بقيمة 11 مليار دولار.

وتابع “في ضوء الاعتراض الأخير من كندا على احتجاز النساء الناشطات، يتساءل المرء عما إذا كان السعوديون يعتقدون أنهم خنقوا، بالجملة، جميع الانتقادات لحكمها”.

ومضى يقول “في الواقع ، إذا كان لنا أن ننظر إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – وكلاهما تجار سلاح كبار – فإنه من الصعب العثور على أي تعليق على الإطلاق ضد سجل حقوق الإنسان في المملكة ، أو فيما يخص سلوكها في اليمن”.

وأضاف “لكن ما كشف عنه الخلاف الكندي هو عقلية السعوديين ، وهي أن نشر خطة إنفاق مبيعات الأسلحة على نطاق أوسع هي في الحقيقة كل شيء يتعلق بالسياسة وكبح الإعلام الغربي (اهتمامها بنظام الصواريخ S-400 في روسيا هو مثال آخر). في الواقع ، كان بإمكان السعوديين شراء تلك “الشاحنات” من الولايات المتحدة”.

ومضى الموقع يقول “لا شك في أن الخلاف الكندي كان سيعطي الشباب السعوديين بعض الفخر المكتسب حديثاً في هويتهم ، حيث قام زعيمهم بموقف ضد تدخل العالم الغربي. لكن للأسف ، بالنسبة لـمحمد بن سلمان، فإن هذه الخطوة قد جاءت بنتائج عكسية”.

ولفت إلى أن القائمة الطويلة من البلدان التي دعمت الخطوة السعودية، ومن بينها الإمارات، لم تتوقف عن التجارة مع كندا .

وتابع “لقد جعل الخلاف الكندي السعودية تبدو أكثر ضعفاً وضعفاً، وأظهرت بن سلمان وإلى حد ما والده ، كحُكّام لا يسعون فقط لأسوأ مشورات شركات العلاقات العامة الغربية ، ولكن أظهرت أن مصداقيتهم آخذة في التراجع”.

وأشار الموقع إلى أن أزمة الرياض مع كندا تضاف إلى سجل أخطائهم الممتد مثل اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في نوفمبر من العام الماضي ، والحصار الذي فرضته الرياض على قطر ، ومؤخرا دعمهم لأحدث نسخة من خطة السلام في الشرق الأوسط التي أطلقها ترامب.

وانتقد الموقع سعي المملكة لاستثمارات غربية في الوقت الذي يسجن فيه أو يعدم كل معارض، لافتا إلى أن أذكى شيء يمكن أن يفعله ولي العهد هو إطلاق سراح المعارضين للحصول على بعض المصداقية من الغرب بأن المملكة العربية السعودية ، تحت قيادة بن سلمان ، لا تعود في الواقع إلى الوراء.

ونوه بأن وجود 13 سيدة في السجون بتهم تتعارض مع الحريات وحقوق الإنسان يضاعف اللوم لبن سلمان ويلقي بضوء قبيح على رؤيته، الأمر الذي يؤدي بأقدم حلفاء المملكة  إلى الابتعاد مسافة من آل سعود.

ومضى يقول “سحب ماليزيا لقواتها من اليمن هي دعوة للاستيقاظ قد يتجاهلها ولي العهد. لكن الإمارات التي لم تلغ تجارتها مع كندا هي أمر لا يمكن تجاهله”

وتابع “ما لا يفهمه بن سلمان بوضوح هو أنه حتى لو كان يؤمن برؤيته لعام 2030 عن السعودية الأكثر حداثة ، فليس لديه 12 عامًا لتنفيذها. ليس لديه حتى 12 شهرا حتى إذا قام بتصحيح هذه الأخطاء الفادحة في السياسة، لأنه فقد كل المستثمرين الأجانب الذين يحتاجهم”.

واختتم الموقع بقوله “لكن هل يستمع السعوديون لهذه الأجراس الأخيرة؟ هل يمكنهم حتى رؤية الحبل يشتد على أعناقهم”.