جائزة بن راشد لصحافة حمالات الصدر
كعادة الإمارات التي لم ولن تتغير، في محاولتها للاختراق لكل المنظومات والأعمال في جميع البلاد العربية، تسربت معلومات قبل عدة أشهر عن قيام أبو ظبي بتمويل مشروع إعلامي مهم داخل لبنان، وذلك بالتزامن مع الأزمات السياسية المتصاعدة منذ سنوات في البلاد والاحتجاجات ضد الحكومة والحراك الذي وصل ذروته في أعقاب الانفجار الكارثي الذي ضرب مرفأ بيروت.
النهار العربي
أطلقت جريدة “النهار” اللبنانية موقعاً الكترونياً موجهاً للجمهور العربي تحت اسم “النهار العربي” وهو الموقع الذي رآى النور في الرابع من آب/أغسطس الماضي والذي تبنى سياسة مؤيدة لدولة الإمارات وسياساتها في المنطقة منذ إطلاقه، وإن كان يختلف في تناوله عن القنوات والصحف والمواقع المعروفة بأنها تابعة لدولة الإمارات، وتساءل تقرير وقتها لجريدة “الأخبار اللبنانية” عن سر ظهور الموقع الجديد الذي يحمل اسم “النهار العربي” في الوقت العصيب الذي يمر به الإعلام اللبناني وفي ظل الأزمة المالية التي تعصف بالجميع، في اشارة غير مباشرة إلى أن جريدة “النهار” ربما تكون قد تلقت تمويلاً خارجياً مستقلاً لاطلاق موقعها الجديد والمستقل.
جائزة بن راشد للصحافة العربية
قبل ثلاثة أسابيع مضت، احتفلت المؤسسات الصحفية في الوطن العربي بتتويجها بجائزة الصحافة العربية ضمن دورتها التاسعة عشرة، في حفل افتراضي نظّمه، نادي دبي للصحافة تحت رعاية وبحضور حاكم دبي”محمد بن راشد آل مكتوم”، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي، والذي قد منح فيها رئيسة مجلس إدارة صحيفة “النهار” نايلة تويني بجائزة شخصية العام الإعلامية، كما منح الجريدة جائزة أفضل إعلام في عام 2020.
جريدة حمالات الصدر!
تسعى الجريدة وموقعها الإلكتروني في تمجيد دولة الإمارات وحكامها دون النظر لما يفترفونه من انتهاكات وقمع بحق شعبهم وبحق الشعوب الأخرى، وبينما تدعي أنها صاحبة فكرًا صحفيًا حرًا، ينقل نبض الشعوب، تتحدث الجريدة عن أمور التجميل والموضة وما شابه دون النظر لما يحدث في العالم العربي من أزمات وصراعات.
ومع ذلك منحها بن راشد جائزة أفضل إعلام في العام الماضي، لتستمر محاولات الإمارات في تغييب العالم العربي عن الانتهاكات التي تمارسها بحق الشعب اليمني وبحق الفلسطينيين وتطبيعها مع الاحتلال، والكثير والكثير من الانتهاكات التي لا تحصى ولا تعد.
الإمارات من أواخر دول العالم في حرية الصحافة
أدرجت منظمة “مراسلون بلا حدود” في تصنفيها السنوي، دولة الإمارات في المرتبة 131 من أصل 180 دولة في نسخة 2020 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، بسبب غياب الصحافة المستقلة، والتجسس الإلكتروني على الصحفيين.
فلا توجد صُحف مستقلة، كما أن حرية تكوين الجمعيات والنقابات أقرب إلى المعدوم، وتحظر وتغلق الجمعيات التي تنتقد السلطات أو تدعو إلى إصلاحات أو تنتقد أفعال السلطات. لذلك فإن معظم الجمعيات إما قريبة من جهاز الأمن أو تابعة للسلطات أو بعيدة كل البُعد عن المجالات الحيوية التي تهم المواطنين والمقيمين.
فمنذ عام 2011 فرضت السلطات الإماراتية قيوداً شديدة على حرية التعبير وابداء الرأي في مسائل مختلفة تخص البلاد خاصة الشأن السياسي حيث أن أي انتقاد علني للحكومة أو الوزراء يعد جريمة قد ترسل صاحبها الى السجن.
كما اتهمت منظمة العفو الدولية “أمنستي”، مؤخرًا الإمارات بممارسة اعتقال تعسفي وتعذيب وإخفاء قسري بحق مواطنين ومقيمين فيها، وبفرض قيود على حرية التعبير، كما أن “السلطات الإماراتية تستمر بالاعتقال التعسفي والملاحقة القضائية للمعارضين السلميين، وقمع أي انتقاد للحكومة”، مشيرًة أن “العشرات من سجناء الرأي ظلوا يرزحون في الاعتقال بظروف بالغة السوء”.
اقرأ أيضًا: مات القاتل.. أسرة عمر خورشيد تتلقى عزاءه بعد 40 عامًا.. ماعلاقة صفوت الشريف؟
اضف تعليقا