ترجمة – إبراهيم سمعان
أكدت صحيفة “جارديان” البريطانية، أن اشتباكات غزة يمكن أن تشعل النيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وتساءلت في مقال لكاتبها البارز سيمون تيسدال: “هل ستؤدي هذه الأزمة العنيفة إلى أزمة أوسع نطاقا تجر إليها سوريا ولبنان وإيران؟”.
ومضى “تيسدال” قائلا: “ما يكمن وراء أحدث مواجهة، غياب عملية سلام ذات مصداقية. ذلك كما حدث في عام 2000 عندما اندلعت الانتفاضة الثانية ومرة أخرى في 2014”.
وأردف: “مرة أخرى، تستخدم حركة حماس ومؤيدوها في غزة -المحاصرون من قبل إسرائيل ومصر وفي حالة خلاف مع منافستها حركة فتح في الضفة الغربية- احتجاجا مدنيًّا جماعيًّا لإنهاء عزلتها، مرة أخرى فإن قادة اليمين الإسرائيلي، الغير قادرين أو غير الراغبين في التفكير في حل الدولتين، يضاعفون من التشدد العصبي باستخدام القوة بشكل غير متناسب”.
وتابع الكاتب قائلا: “الفارق الخطير الآن، هو التوقيت والسياق، كان يوم الجمعة بداية 6 أسابيع من الاحتجاجات التي نُظمت لإحياء الذكرى السبعين للنكبة في 15 مايو، والذي يوافق غداة إعلان إسرائيل الاستقلال في 14 مايو 1948، أيضًا ستنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس في مايو، في اعترف فعلي بالمدينة كعاصمة لإسرائيل، وتجاهل لمطالبات الفلسطينيين. باختصار بدأ موسم الربيع من النقاط الساخنة التي تلوح في الأفق”.
وأضاف: “كما تشير السوابق التاريخية، فالمواجهات المحلية تنتج ردود فعل سلبية على المنطقة، أكبر مصدر للقلق هو لبنان، حيث حزب الله، عدو إسرائيل اللدود، وحليف إيران الوثيق، وهو القوة العسكرية والسياسية المهيمنة، تظهر التوترات مع إقامة إسرائيل لسياج على حدودها الشمالية وعلى حقوق النفط والغاز البحرية المتنازع عليها، على غرار الجدار الذي يعزلها عن غزة”.
ومضى قائلا: “بالنسبة لجنرالات إسرائيل، فإن التهديد الرئيسي هو مخزون حزب الله من الصواريخ الحديثة، التي يبلغ قوامها 130 ألف صاروخ قصير ومتوسط وطويل المدى، ومقاتلوه الذين يبلغ عددهم 50 ألفا، وكثير منهم يقاتل في غزة”.
ونوه إلى أنه إذا استمر العنف في غزة وانتشر، فمن المتوقع أن يحاول متشددو حزب الله التدخل، مضيفا: “لقد حذرت القيادة الإيرانية بشكل متكرر بأنها ستساعد حزب الله مباشرة في أي قتال، على عكس حرب لبنان الأخيرة في 2006، قائلة إن إسرائيل سيتم استئصالها”.
وأشار الكاتب إلى أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من بين آخرين، أن الجهود الحالية التي تبذلها إيران لإنشاء وجود عسكري دائم في سوريا ولبنان تعتبر خطًّا أحمر إسرائيليًّا، كما أكد نتنياهو موقفه مؤخرًا من خلال إسقاط طائرة إيرانية بدون طيار، وشن غارات جوية على القواعد السورية التي تستخدمها إيران.
وأردف “تيسدال” بقوله: “الضوابط والتوازنات السابقة مفقودة، لا فائدة من التطلع إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عندما اجتمع في جلسة طارئة ليلة الجمعة لمناقشة وضع غزة، لم يستطع حتى الموافقة على بيان مشترك”.
وأوضح أن السعودية، التي كانت في يوم من الأيام تتبنى خطة سلام خاصة بها، موجودة الآن بقوة في المعسكر المؤيد لإسرائيل (رغم أن ذلك بشكل ضمني) والمعادي لإيران، وبالمثل مصر؛ حيث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهووس بالجهاديين وليس العدالة.
ووصف مسألة حث الأمريكيين على التدخل كوسيط نزيه بأنها أشبه بتبديد للحياة، موضحًا أن الرئيس دونالد ترامب أظهر نفسه في هذا الموضوع جاهلا بقدر ما هو متحيز.
واختتم بقوله: “ها هو يوم آخر مثير للإحباط، ففي 12 مايو، من المتوقع أن ينسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران، الأمر الذي يمكن أن يطيح بكل البيت المصنوع من ورق في الشرق الأوسط”.
اضف تعليقا