انضم مسجدي نيوزلاندا إلى سلسلة طويلة من جرائم استهداف المساجد سواء من الصهاينة أو الهندوس أو المسيحيين المتطرفين أو حتى من المسلمين المتطرفين.

“العدسة” يرصد أبرز الجرائم التي استهدفت بيوت الرحمن الرحيم في زمن بات لا يعرف الرحمة ولا التسامح طالما كان المستهدف مسجدا !.

استهداف غربي 

فتح الاعتداء الإرهابي على مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش  في نيوزيلندا الملف الثقيل بالانتهاكات ضد المساجد في الغرب.

ومن أبرز الجرائم تعرض مسجد المركز الثقافي الإسلامي الموجود بمنطقة “كيبك ” في يناير 2017 لإطلاق نار عليه، مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة ثمانية آخرين، وهم يؤدّون صلاة العشاء.

كما تعرض في نفس التوقيت تقريبا مسجد مدينة “سياتل” بأمريكا والمعروف بـ”إيست سايد” أيضًا للهجوم من قبل مجهولين قاموا بإضرام النار فيه عمدًا منتصف شهر يناير 2017 مما عرضه لحريق هائل أدى إلى تهشم عدد كبير من جدرانه.

وشهدت بريطانيا سلسلة من الهجمات على المساجد بها سواء عبر الاقتحام ،أو الاساءة ،أو القتل في السنوات الأخيرة كان أخطرها في 18 يونيو 2017 باستهداف المصلين قرب مسجد شمالي العاصمة البريطانية لندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، وقالت الشرطة البريطانية إنه يحمل كل سمات العمل الإرهابي.

وتنوعت في ألمانيا أشكال الاعتداء على المساجد سواء بالحرق عبر إشعال النار فيها أو سرقة صناديق التبرعات، وكان من أبرز المساجد التي تعرضت لاعتداءات من قبل متطرفين مسجد “مولانا” الموجود في مدينة “كروزبرج” ، كما تعرض جامع “المسجد الأقصى”، في العاصمة الألمانية برلين، في عام 2018 لاعتداء من قبل مجهولين، أشعلوا النار فيه، ولطخوا نوافذ المسجد وتركوا كتابات فوق الدهان.

ولم تسلم أسبانيا وهولندا والنرويج من الاعتداءات ، ولا ينسى الرأي العام الغربي إضرام مجهولين النار في مسجد بلدة “دون بينيتو” الإسبانية، ما ألحق بالمسجد أضرارا كبيرة جراء الاعتداء عليه في العام 2017 ، فيما تعرض مسجد “قباء” الشهير التابع للجالية الإسلامية في هولندا لاعتداء قاده أربعة أشخاص بزجاجات المولوتوف.
أما في النرويج فقد تعرض إمام مسجد أهل السنة لاعتداء عليه، وهو يحاول الدخول إلى المسجد، حيث فوجئ بأشخاص ملثمين في 16 يونيو 2016 يعتدون عليه أمام المسجد بالفئوس قبل أن تلقي الشرطة عليه القبض، كما تعرض هذا المسجد لاعتداء آخر تمثل في إلقاء رأس خنزير أمامه.

المسجد الأقصى

ويحتل المسجد الأقصى المقدمة في ملف استهداف المساجد في العالم الإسلامي ، بفضل سياسيات ممنهجة من دولة الاحتلال الصهيوني منذ الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام 1967 وفق ما رصدنا.

وبادر  الجنرال موردخاي جور بتسجيل اسمه في مقدمة قائمة المتورطين في الجرائم ضد المسجد الأقصى في  7 يونيو 1967 حينما دخل وجنوده المسجد الأقصى في اليوم الثالث من بداية حرب 67، ورفعوا العلم الصهيوني على قبة الصخرة وحرقوا المصاحف، ومنعوا المصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه .

وفي 21 أغسطس  1969 حين أقدم متطرف أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهان على إشعال النيران بالمصلى القبلي بالمسجد الأقصى، وشبّ الحريق بالجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية للمسجد، والتهم كامل محتويات الجناح، بما في ذلك منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، كما هدد قبة المصلى الأثرية.

وتكررت الاقتحامات ومحاولات الإحراق، ولكن في 28 سبتمبر  2000 ساهم اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرييل شارون  ساحات المسجد الأقصى المبارك، في إطلاق انتفاضة الأقصى.

لكن بدأت سياسة استهداف أخرى وثقت في 28 أغسطس  1981 عندما تم الكشف عن نفق يمتد أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق، وكاد المخطط الجهنمي يصل للنسف ، لولا اعتقال “يوئيل ليرنر” أحد ناشطي حركة كاخ المتطرفة قبيل نسف مسجد الصخرة في 25 يوليو  1982 ، وهو ما تكرر في 26 يناير 1984 وفي 20 ديسمبر 2010.

وانتقلت إلى التصفيات في 11 أبريل  1982 عندما أطلق جندي يدعى “هاري جولدمان”  النار بشكل عشوائي داخل الأقصى، مما أدى لاستشهاد فلسطينيْين وجرح أكثر من ستين آخرين، وهو ما تكرر في 29 سبتمبر  2000 حينما ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق المصلين في المسجد الأقصى كان نتيجتها عشرات الشهداء والجرحى.

ولجأ الكيان الصهيوني إلى سياسة الإغلاق أكثر من مرة ، وهو ما حدث في 29 يونيو 2017 حينما قامت شرطة الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين خلال اقتحامات واسعة لعشرات المستوطنين على رأسهم يورم ليفي قائد شرطة الاحتلال بالقدس، وتكررت الجريمة في الأيام الأخيرة.

والهندوس كذلك 

ويعتبر مسجد بابري بمدينة أيودهيا بولاية أوتار براديش شمالي الهند أبرز النماذج على جرائم الطائفة الهندوسية ضد مساجد المسلمين.

وتعرض المسجد التاريخي الأثري والذي بني في القرن الـ 16، للهدم عام 1992 من قبل متطرفين هندوس يزعمون أنه بني فوق موقع ولد فيه راما الذي يعدونه إلهًا، حيث قاموا باعتداءات متكررة على المسجد انتهت بهدمه بالكامل .

واعتبر المسلمون هدم المسجد بمثابة “يوم أسود” للمسلمين ، ونشبت مواجهات طائفية هي الأعنف في الهند منذ استقلالها عام 1947، وبدأ صراع شامل تدخل فيه القضاء الهندي وأصدر  عام 2010 قرارا يقضي بتقسيم موقع مسجد بابري إلى ثلاثة أقسام، ثلث الموقع للمسلمين، والثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة، وهو الحكم الذي طعنت فيه جماعات إسلامية، ومنذ ذلك الحين لازال الأمر طي النزاع والسجال لكن في العام 2017 وجه القضاء اتهاما رسميا لقادة في الحزب الحاكم منهم إل كيه أدفاني بالتآمر الجنائي في هدم المسجد.

في كل مكان

وتورط الإرهابيون في العديد من جرائم الاستهداف للمساجد منها في مصر و أفغانستان والعراق.


ومن أبرز الجرائم ما قام به إرهابيون عقب صلاة الجمعة في أواخر نوفمبر 2017 ، في مسجد بقرية الروضة تابع لمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، حيث وصل عدد الضحايا الناتج عن التفجيرات الآثمة إلى  184 قتيلا ، و 125 مصابا.

وفي نوفمبر 2018 فجر ارهابيو داعش مسجدا في إقليم خوست شرق أفغانستان، مما أدى مقتل نحو 50 من وإصابة 110 آخرين .

كما قتل نحو 30 شخصًا وجرح أكثر من 63 في تفجير إرهابي استهدف، مسجدا للشيعة في هرات، المدينة الرئيسية في غرب أفغانستان قرب الحدود الإيرانية، في مارس 2018.

وعادة تشهد المساجد الشيعية في العراق تفجيرات متكررة مع المناسبات المذهبية، ومنها ما حدث في مارس 2013 بعد سقوط 18 قتيلا في تفجيرات استهدفت مساجد شيعية في العراق، ولم تسلم مساجد السنة من الإرهاب حيث قتل 41 شخصا وأصيب العشرات بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين الجمعة استهدفتا مصلين قرب مسجد سني وسط بعقوبة في نفس التوقيت تقريبا.