في مساء يوم الجمعة، 3 أبريل، أعلنت الصفحة الرسمية لنقابة الأطباء في مصر، تحويل عدد من أفراد الطاقم الطبي بمعهد الأورام في القاهرة، لمستشفى العزل الصحي، بعد تأكد إصابتهم بفيروس كورونا.

كل الدعم والتقدير للفريق الطبي في المعهد القومي للأورام بالقاهرة .حيث تم تحويل عدد من الأطباء والتمريض لمستشفى العزل…

Publiée par ‎نقابة أطباء مصر – الصفحة الرسمية‎ sur Vendredi 3 avril 2020

 

وكان المنشور الأول للصفحة بهذا الشأن، يقول: “تم تحويل عدد 10 أطباء وتمريض لمستشفى العزل بعد تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا”.

ثم تم تعديله إلى الصيغة التالية: “تم تحويل عدد من الأطباء والتمريض لمستشفى العزل بعد تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا”. مما يعني أن الرقم المذكور لم يكن دقيقا، أو أن الأعداد في تزايد.

بدا ذلك بوضوح، حين أجرى برنامج “إيه الحكاية” للإعلامي عمرو أديب على قناة “إم بي سي مصر” مداخلةً مع مدير معهد الأورام، الدكتور “حاتم أبو القاسم»؛ قال خلالها “أبو القاسم” إن “العدد الإجمالي 3 أطباء و12 من طاقم التمريض”.

في صباح اليوم التالي أعلنت جامعة القاهرة، عبر صفحتها الرسمية، التكفل بإجراء فحوصات لكل الأطقم الطبية والعاملين والمرضى في معهد الأورام، بعد فتحها تحقيقا بالواقعة، وتسجيل “17” حالة إصابة بكورونا.

جامعة القاهرة إجراء الفحوصات والمسحات لكل الأطقم الطبية والتمريض والعاملين والمرضى بمعهد الأورام علي نفقة الجامعة…

Publiée par ‎جامعة القاهرة Cairo University‎ sur Samedi 4 avril 2020

وبعد ساعات، كشفت مصادر في وزارة الصحة لصحف محلية تزايد العدد إلى 26 مصابا، ثم في مساء الأحد، قالت جريدة “الشروق”، نقلا عن مصادر خاصة في الوزارة، إن عدد المصابين ارتفع من جديد، ليبلغ 33 شخصا؛ 3 أطباء، و20 ممرضا، و4 عاملات بالإضافة إلى 6 من أفراد أسرهم، وذلك حسب الدفعة الأولى من التحاليل.

ومع تداول مقاطع مصورة تبرز تجمهر الطاقم الطبي في معهد الأورام أمام مكتب مدير المعهد “حاتم أبو القاسم” يطالبون بأخذ مسحات منهم للكشف على حالة كورونا لديهم، نظرا لأن لهم أسرا وأطفالا قد يتأذون في حال تجاهل المرض، وهو ما رد عليه مدير المعهد: “طلبنا من وزارة الصحة وممكن تقول مفيش”، مشيرا إلى احتمالية الاكتفاء بما أجري من فحوصات، مع غض الطرف عن بقية العاملين.

ويضم المعهد 600 ممرض و700 طبيب و2000 عامل وإداري، و60 مريضا، يجري فحصهم جميعا، وفحص المخالطين بهم.

السيسي يدخل على الخط

ظهر الأحد، صدر بيانٌ من رئاسة الجمهورية، يقول إن السيسي وجه الحكومة بسرعة إجراء الكشف الطبي على جميع العاملين بمعهد الأورام، من الأطباء وأطقم التمريض، وجميع المرضى الذين ترددوا على المعهد خلال الأسبوعين الماضيين، وكذلك حصر كافة المخالطين لأى حالات إيجابية للكشف الطبى عليهم، مع توفير الرعاية الكاملة لكافة الحالات المصابة من إجراءات طبية فورية للعزل والعلاج.

وعن مستجدات التحاليل، قال “محمود علم الدين” المتحدث باسم جامعة القاهرة، إنه “تم الكشف على عدد كبير وبدأنا من المرضى وكل النتائج سلبية وعددهم 60 مريضا”.

 من جهته، وبعد انتشار الأخبار ومنشور النقابة عن حالات المعهد، اضطر مدير المعهد إلى الاعتراف بوجود حالات، وقرار إغلاق المعهد 3 أيام للتعقيم، دون إعلان عن أي إجراءات تتعلق بصحة العاملين من الأطقم والإداريين وغيرهم، أو المرضى.

إذ قال “أبو القاسم”، في مداخلته مع عمرو أديب، إن “موضوع الإصابات بكورونا بدأ منذ أسبوع كان هناك ممرض ظهرت عليه أعراض وعزلناه وبعد التحليل اكتشفنا أنه مصاب أو حامل للفيروس”.

وتابع: “أخدنا المخالطين ليه وكانوا 5 وعزلناهم وأجرينا لهم تحليل، لم يكن أحد منهم لديه أعراض لكننا اكتشفنا 2 منهم حاملين للفيروس فتم عزلهم”.

وأضاف: “يوم الأحد الماضي ظهرت الأعراض على مشرفة تمريض وقمنا بعمل تحليل لها واكتشفنا أنها حاملة للفيروس فعزلنا الطاقم كله حوالي 40 واحد واكتشفنا منهم 9 مصابين، والعدد الإجمالي 3 أطباء و12 من طاقم التمريض”.

واستطرد: “قمنا بعمل تعقيم كامل للمعهد أمس (الخميس) واليوم (الجمعة) وسنجري السبت أيضا تعقيم وقللنا أعداد المرضى الموجودين ولم يتبقى سوى 60 واحدا ووضعنا خطة عمل للايام المقبلة”.

وختم أبو القاسم حديثه قائلا: “معهد الأورام مش ممكن يتقفل لأن بيجيلنا مرضى من كل مكان وغدا أوقفنا العمل ولن نستقبل غدا مرضى لكن العاملين موجودين وأجرينا لهم تحاليل، وعاملين مجلس لإدارة المعهد”.

 شهادات العاملين

وننتقل إلى شهادة أفراد الطواقم الطبية العاملين بالمعهد، بالعودة إلى الوراء قليلا، وتحديدا في 21 مارس الماضي، إذ شعر أحد الممرضين بالأعراض أثناء إشرافه على طفلة مصابة بورم، ولجأ إلى إدارة المعهد منذ أن شعر بأول أعراض كورونا، قبل 12 يومًا من اعتراف إدارة المعهد إثر الضغط الإعلامي، لكن الإدارة حينها رفضت فحصه أو إجراء مسح لمخالطيه من الدرجة الأولى، بدعوى أن “الأمر مكلف”.

وأضاف المصاب الذي يدّعي مدير المعهد أنه الحالة “صفر” ملقيا عليه باللوم في عدوى زملائه: “حولوني من ضحية إلى جانٍ، إصابتي جت وأنا بأدي واجبي”، نافيا أنه الحالة “صفر” التي نشرت المرض، وأكد أنه لم يخضع للعزل إلا بعد جهود ذاتية أدت إلى نقله لمستشفى الحميات.

وأشار إلى أن زميلته التي سعت إلى عزله صحيا ومتابعة حالته عوقبت من قبل الإدارة، موضحا أن مشرفة تمريض “هرمل” التي حاولت مساندته وعزله عوقبت بتحويلها من كبيرة المشرفين بمبنى هرمل (مبنى تابع لمعهد الأورام)، إلى مشرفة دور بالمبنى الرئيسي.

وتشير معظم الشهادات إلى تهديد مدير المعهد للأطباء والممرضين في حال حديثهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما خالفوه مما أدى إلى ذيوع الواقعة، وفتح التحقيق فيها.

إذ قالت صيدلانية في المعهد: “طالبنا بعزل المعهد بكامل طاقمه ومرضاه لمدة 14 يومًا، حتى لا يتحول لبؤرة لفيروس كورونا، لكن عميد المعهد رفض، وحذرنا من الحديث عن المعهد عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى إثارة الذعر بين الأطباء وأحدث نقصًا في صفوفهم الأسبوع الماضي”.

وهو بالضبط ما أكده “أرميا محسن شفيق” أحد أفراد الفريق الطبي بالمعهد، وكان من أوائل المتحدثين عن الواقعة في مواقع التواصل، مما عرضه للتهديد.

انا بكتب الكلام ده و انا عارف كل تبعاته و متحمل نتايجها و اتكلمت بما يكفى الفترة اللى فاتت فى جروبات نواب معهد الاورام و…

Publiée par Armia Mohsen Shafeek sur Vendredi 3 avril 2020

خاتمة

وبين هذا وذاك، ومع تدني مستوى الرعاية الطبية للأطباء قبل المرضى، ورغم غياب المستلزمات الأساسية لحمايتهم من العدوى لكونهم الخط الأول في التعامل مع المصابين، ترسل مصر طائرتين عسكريتين مع وفد ترأسه وزيرة الصحة، بتوجيهات رئاسية، لمساندة إيطاليا، ومن قبلها الصين، فيما يبدو تخبطا في الموقف المصري مع مواجهة الوباء العالمي، في هدوء ما قبل العاصفة، ومع تزايد الأعداد حتى وصلت ذروتها في 3 أبريل باكتشاف 120 حالة في يوم واحد، مما ينذر بانفجار الوضع في وقت قريب.

 

 

اقرأ أيضًا: صحيفة فرنسية: السجون المصرية ملغومة بوباء كورونا لكن السيسي لا يبالي!