كتب – بسام الظافر
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الفترة المقبلة لوضع استراتيجية محددة للتعامل مع كوريا الشمالية ومحاولاتها امتلاك أسلحة نووية وتطوير الصواريخ الباليستية التي تهدد بها أمريكا.
تحركات أمريكا بدا عليها التخبط لناحية التصعيد تارة، أو محاولة التهدئة والتوصل لحلول حقيقية حول هذه المخاطر مع كوريا الشمالية من خلال حلفائها وتحديدا الصين، تارة أخرى.
وتحمل جولة ترامب إلى آسيا أهمية قصوى في هذا التوقيت الهام، من أجل الضغط لإثناء كوريا الشمالية على وقف برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات عنها.
فهل ينجح الرئيس الأمريكي في مهمته، أم أن هناك أهدافا أخرى لهذه الجولة الآسيوية؟.
جولة آسيوية
بدأ ترامب جولته الآسيوية التي تعتبر أطول زيارة لرئيس أمريكي منذ قرابة 25 عاما، والتي تشمل خمس دول، وهى اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وفيتنام والصين.
وتستمر الجولة حتى 13 نوفمبر الجاري، وهى مماثلة لأخرى قام بها الرئيس الأسبق جورج بوش الأب أواخر 1991.
وقال ترامب قبل الجولة، إن العلاقات الجيدة والمتينة التي أقامها مع قادة تلك الدول منذ توليه السلطة ستساعده في حل أزمة كوريا الشمالية التي وصفها بـ”المشكلة العسيرة جدا”.
و أضاف أن الرئيس الصيني ملتزم بالمساعدة على حل أزمة كوريا الشمالية وأن اليابان لن تسكت على بروز الخطر الصاروخي والنووي لكوريا الشمالية.
ويحضر الرئيس الأمريكي خلال جولته، قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في فيتنام ثم هانوي، لينهي جولته بحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في مانيلا، وفق جدول زمني محدد سلفا.
دراسة الخيارات
الجولة الآسيوية ترتكز في الأساس على زيارة لدول حليفة لأمريكا وترفض برنامج بيونج يانج النووي، باستثناء الصين التي تعتبر حليفا لكوريا الشمالية.
ويبدو أن ترامب سيحاول دراسة كل الخيارات المتاحة للتعامل مع أزمة نووي بيونج يانج قبل تفاقم الوضع أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التهديدات لأمريكا ودول المنطقة.
ويجرى الرئيس الأمريكي مباحثات مع نظرائه من قادة الدول الأربعة الحليفة لواشنطن، لرسم سيناريوهات المستقبل، من خلال محاولة الضغط على كوريا الشمالية وحلفائها لوقف هذا التصعيد المرتبط بالبرنامج النووي.
وقال إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض: “الرئيس يدرك أن الوقت ينفد منا (للتعامل مع كوريا الشمالية)، وسيطلب من كل الدول فعل المزيد”.
وأضاف أن ترامب سيحث الدول التي لها أكبر تأثير على بيونج يانج على “إقناع قادتها بأن السعي وراء أسلحة نووية طريق مسدود”، وأن عليها نزع السلاح النووي.
إذن فإن هناك تحركات على مستوى الدول الحليفة لتنسيق المواقف وبحث آليات الضغط على كوريا الشمالية وإحكام الحصار عليها، فضلا عن فتح خطوط اتصال مع حلفاء بيونج يانج.
ولكن من غير المحتمل تنفيذ ترامب تهديده بتدمير كوريا الشمالية تماما، وتوعد الرئيس الأمريكي بيونج يانج “بالتدمير الكامل إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها”.
وقال ترامب في أول خطاب له أمام الأمم المتحدة، إن “الدول المارقة” تشكل تهديدا لباقي الأمم ولشعوبها نفسها ولديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير” في العالم.
وقال مكماستر: “أعتقد أن علينا التحلي بقليل من الصبر لبضعة أشهر، كي نرى ما يمكننا نحن وآخرين فعله بما يشمل الصين… لا أعتقد أننا بحاجة لإعادة تقييم استراتيجيتنا الآن”.
كما يمكن أن يقدم ترامب تطمينات لحلفائه من الدول الأربعة التي تشملهم الجولة الآسيوية، بأن أمريكا لن تتخلى عنهم في مواجهة كوريا الشمالية.
وقبل أيام قليلة من الزيارة، صدقت الولايات المتحدة رسميا على عقوبات كانت قد فرضتها في يونيو الماضي، تهدف إلى منع وصول كوريا الشمالية إلى النظام المالي الأمريكي.
ومن شأن هذه الزيارة أن تكون كاشفة لملف بيونج يانج، حيث سيلتقي ترامب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
محطة الصين
أهم المحطات في جولة ترامب الآسيوية بالتأكيد زيارته إلى الصين، خاصة وأنها حليف كوريا الرئيسية في المنطقة، ويحاول ترامب الاتفاق مع بكين على ضرورة الضغط على بيونج يانج لوقف البرنامج النووي.
ولكن هذه الزيارة صعبة للغاية في ظل فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أول بنك صيني متعلق بأزمة بيونج يانج، وهو مصرف داندونغ، الواقع على الحدود مع كوريا الشمالية.
وتتهم أمريكا المصرف بأنه “قناة للأنشطة المالية غير المشروعة لبيونغ يانغ” ولا سيما لصالح برامجها البالستية والنووية.
ومن شأن هذه الزيارة أن ترسم نهج أمريكا في التعامل مع الأزمة الكورية بموجب الموقف الصيني ومدى جدية التعهدات الخاصة بالضغط على بيونج يانج.
كما أن ثمة جانبا آخر لزيارة الصين يتعلق، ليس فقط بأزمة كوريا، ولكن أيضا بتغول الصين في النواحي الاقتصادية والتجارية عالميا.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مستشار الأمن القومي الأمريكي، الجنرال هربرت ماكمستر قوله، إن زيارة ترامب ستركز على ثلاثة أهداف، أولا: تعزيز العزم الدولي على نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، وثانيا: تعزيز حرية وانفتاح منطقة المحيط الهادئ الهندي أو ما تسمى بـ”الهندو-باسيفيك”، وثالثا: السعي إلى تحقيق معدلات تبادل تجاري منصفة.
اضف تعليقا