يخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة الشرق الأوسط نهاية هذا الشهر، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تولى الرئاسة مطلع العام الماضي.

يتوقع خبراء ومحللون أن هذه الزيارة سيترتب عليها تغيرات جيوسياسية كبيرة في المنطقة، من حيث إعادة ترتيب الأولويات والتحالفات، كما يتوقع البعض أنها قد تسفر عن تطبيع للعلاقات بين السعودية وإسرائيل، سيتبعه تهدئة للتوترات التي تخللت علاقة الولايات المتحدة في عهد بايدن والسعودية.

 

التقارب العلني بين السعودية وإسرائيل بدأ بالفعل، إذ من المقرر أن توافق إسرائيل على ترتيبات أمنية جديدة تسمح لمصر بنقل السيطرة على جزيرتين في مضيق تيران إلى المملكة العربية السعودية، كما توجد حاليا قوة متعددة الجنسيات في جزيرتي تيران وصنافير، تقول السعودية إنها لا تريدها بمجرد سيطرتها على الجزيرتين.

 

بموجب الصفقة التي سيتم الإعلان عنها قريبًا، ستوافق إسرائيل على نشر القوات على ما سيظل تراباً مصرياً، على بعد عدة كيلومترات من الأراضي التي ستستحوذ عليها السعودية.

 

في المقابل، ستسمح المملكة العربية السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي دون قيود، حتى الآن يمكن فقط للرحلات الجوية الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين التحليق فوق المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى رحلات طيران الهند من وإلى إسرائيل، لكن بعد هذه الاتفاقية من المتوقع أن يُفتح المجال الجوي تماماً أمام الرحلات الإسرائيلية.

خلفية

قامت القوة متعددة الجنسيات بدوريات في الجزر، الواقعة في موقع استراتيجي عند فتح البحر الأحمر وطريق الشحن الوحيد إلى إيلات، منذ توقيع إسرائيل ومصر معاهدة سلام في عام 1979.

جاء هذا الشرط لأن الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر أغلق مضيق تيران في الفترة التي سبقت حرب الأيام الستة عام 1967.

 

تقول المملكة العربية السعودية، إنها منحت مصر السيطرة على الجزر في الخمسينيات من القرن الماضي، لذلك وافقت مصر على إعادتها في السنوات الأخيرة، وهو أمر يعارضه المصريون.

كما وافقت إسرائيل أيضًا، من حيث المبدأ، في عام 2016، لكن لم يتم الانتهاء من الترتيبات الأمنية البديلة.

 

من جانبها، تعمل إدارة بايدن الآن على تحقيق اتفاق بين الجانبين سيساعد في احتفاظ الولايات المتحدة بنفوذها التاريخي في المنطقة.

 

لا يوجد اجتماع علني بين المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين للإعلان عن الاتفاقية، لكن بايدن سيقدمها على أنها إنجاز إدارته خلال رحلته إلى المنطقة، والتي من المتوقع أن تشمل القدس والرياض.

 

بينما لم ينفِ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المفاوضات، أوضح أن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ليست في الأفق القريب.

 

قال بن فرحان في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع: “لقد رأينا دائمًا التطبيع على أنه النتيجة النهائية في حال تم تحقيق السلام مع الفلسطينيين”.

 

وبالمثل، قال وزير الخارجية يائير لابيد لصحيفة جيروزاليم بوست، في مقابلة ستنشر يوم الجمعة، إن التطبيع مع السعودية “سيحدث في غضون خطوات صغيرة”.

 

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لمجلة فورين أفيرز هذا الأسبوع إن “المملكة العربية السعودية شريك حاسم لنا في التعامل مع التطرف في المنطقة، وكذلك في التعامل مع التحديات التي تمثلها إيران… آمل أن ينجح تحالفنا معاً في بناء علاقات بين إسرائيل وجيرانها على حدٍ سواء عاجلاً أو آجلاً، وذلك عبر استمرار وتوسيع اتفاقيات أبراهام “.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا