في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، عبّر الحاخام مئير مازوز، صاحب النفوذ الكبير في الأوساط الدينية والسياسية الإسرائيلية، عن دعمه العلني لجنود إسرائيليين متهمين بالاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني. دعا مازوز إلى “تكريم” هؤلاء الجنود بدلاً من محاكمتهم، حسبما أفادت هيئة البث العبرية.

التقى الحاخام مازوز مؤخراً مع مجموعة من الجنود الذين خدموا في سجن “سدي تيمان”، الواقع في صحراء النقب، حيث ارتُكبت الاعتداءات. في فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر مازوز وهو يبارك أحد الجنود المتهمين، قائلاً: “سيتم تبرئتكم تماماً… في أي بلد آخر كانوا سيقدمون لكم الجوائز”. كما أبدى مازوز استياءه من الانتقادات التي وجهت للجنود، معتبراً أن أفعالهم تأتي في سياق ما وصفه بـ”ضرب العدو”.

حادثة الاعتداء وقعت في سجن “سدي تيمان” الذي يخضع لسيطرة جيش الاحتلال. تم توثيق الهجوم الجنسي عبر كاميرات مراقبة السجن، والتي أظهرت الجنود وهم يختارون أحد الأسرى الفلسطينيين ويقومون بالاعتداء عليه في زاوية من الساحة بينما حاولوا إخفاء ما كانوا يفعلونه باستخدام الدروع. السجين الفلسطيني نُقل إلى المستشفى بعد الاعتداء في حالة خطيرة، حيث أثبتت الفحوصات الطبية أن الإصابة ناتجة عن إدخال جسم غريب.

النيابة العسكرية الإسرائيلية بدأت تحقيقاً في الحادث بعد أن وصل فريق من المحققين إلى السجن. تسعة جنود تورطوا في الاعتداء، لكن حتى الآن لم توجه تهم رسمية ضدهم، فيما تم إطلاق سراح خمسة منهم. مطالبة العديد من السياسيين واليمينيين الإسرائيليين بإطلاق سراح الجنود واعتبارهم “أبطالاً” زادت من تعقيد الموقف، إذ دعا هؤلاء إلى معاملتهم كأبطال بدلاً من محاكمتهم.

اقرأ أيضًا : جنود الاحتلال الإسرائيلي يقضون إجازاتهم في الإمارات بعد معارك غزة