العدسة _ إبراهيم سمعان
كشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية عن أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يمنع أمه من رؤية أبيه منذ نحو سنتين ويضعها تحت الإقامة الجبرية.
وقالت الشبكة في تقرير مطول إنه عندما يزور ولي العهد البيت الأبيض الأسبوع المقبل، فإنه يتوقع أن يتم الترحيب به كإصلاحي يقوم بالتوسع في إعطاء المرأة حقوقها في واحدة من أكثر بلدان العالم فرضا للقيود، حيث سمح برفع الحظر المفروض على قيادتها للسيارة، كما سمح لها بحضور الأحداث الرياضية.
وأضافت الشبكة أن هناك امرأة سعودية وحيدة، حسبما يقول مسؤولون أمريكيون، لم تستفد من صعود ولي العهد وإصلاحاته الاجتماعية، وهي “أمه” .
وذكرت الشبكة أن 14 مسؤولًا أمريكيًّا (حاليين وسابقين) أكدوا لـ”إن بي سي نيوز”، أن المعلومات الاستخباراتية تظهر أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منع والدته من رؤية والده الملك سلمان، منذ أكثر من عام، وأبعدها عنه حتى يكتسب الأمير الصغير القوة.
ويعتقد المسؤولون الذين تحدثت معهم الشبكة، من أجل هذه القصة، أن محمد بن سلمان اتخذ إجراءات ضد والدته؛ لأنه كان قلقا من أن تعارض خطط استيلائه على السلطة، وكان هذا الأمر كفيلا بحدوث انقسام داخل العائلة المالكة، بل ربما كانت تستخدم نفوذها لمنعه.
وأكد المسؤولون أن ولي العهد السعودي وضع والدته رهن الإقامة الجبرية على الأقل لبعض الوقت في قصر في المملكة، دون علم الملك .
وأفادت الشبكة أن تقييم الاستخبارات الأمريكية لأفعال الأمير محمد بن سلمان ضد والدته، التي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه تم إخفاؤها منذ فترات طويلة عن الملك سلمان والجمهور، هي مثال لاستعداد ولي العهد لإزالة أي عائق محتمل لتعزيز موقفه كملك للبلاد (حسبما نقل مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون) .
وقال المسؤولون إن تقييم التفاعل (الديناميكية) بين ولي العهد وأمه، يعتمد على مزيج من الذكاء البشري، واعتراضات، ومعلومات مشتركة تتشاركها مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى.
وقال المسؤولون إن القرار بإبقاء والدة ولي العهد الأميرة فهدة بنت فلاح آل حثلين، بعيدا عن الملك سلمان تم بدون علمه، كما تم اتخاذه خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهذا التقييم لم يتغير منذ تولي ترامب منصبه، وفقا لمسؤولين حاليين .
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن سفارة المملكة في واشنطن نفت أن تكون الأميرة والدة ولي العهد تحت أي نوع من الإقامة الجبرية أو الانفصال عن زوجها.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين قولهم – شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحساسة للاستخبارات- إن الملك سلمان الذي يبلغ من العمر 82 عاما، أخبر في بعض الأحيان أن زوجته الثالثة خارج البلاد لتلقي العلاج.
وأضاف المسؤولون للشبكة الأمريكية، أن الملك أخبر مقربين منه أنه يفتقدها، ويبدو أنه لا يعرف موقعها الحقيقي أو مكانها، وقد أخبر العديد من المسؤولين الأمريكيين، “إن بي سي نيوز”، في وقت سابق، إن تفاعلاتهم مع الملك تشير إلى أنه ليس صافي التفكير باستمرار.
وفي إحدى المرات، وخلال اجتماع في البيت الأبيض في سبتمبر 2015، أخبر الملك سلمان، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن زوجته تتلقي العلاج في نيويورك، وأنه يأمل أن يزورها أثناء وجوده في الولايات المتحدة حسبما نقل مسؤولون.
وقال المسؤولون إن أوباما لم يخبر الملك أن زوجته ليست موجودة في نيويورك، لكن تعليق الملك ينظر إليه كدليل إضافي على ما جمعه مسؤولو الاستخبارات الأمريكية عن العائلة المالكة.
وفي أوائل 2016، التقط مسوؤلون اتصالات كان يتحدث فيها ولي العهد عن جهوده لإبقاء والدته بعيدا عن والده دون علم الملك، حسبما نقلت الشبكة عن مسؤولين حاليين وسابقين .
اضف تعليقا