منذ أكثر من 8 سنوات قرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك التدخل عسكرياً في الأراضي اليمنية لاجتثات ميليشيا أنصار الله الحوثي الذي استفحل أمرها في الجارة الفقيرة التي تعاني الانقسامات.

وعلى الرغم من كونه لا يملك من العمر غير 30 عاماً فقط إلا أنه قد انصاعت له عدد من الدول العربية في ضربته هذه التي لم يجن منها بن سلمان غير خيبات الهزيمة وويلات الخسران.

ادعى ولي العهد أنه يستطيع اقتلاع الحوثيين من جذورهم في خلال سويعات أو أيام ولقد مر على ذلك الأمر الآن أكثر من 8 سنوات وتحول ولي العهد من مركز المهاجم المتباهي بقوته إلى مركز المدافع الذي بات يتمنى أن تنتهي تلك الحرب اليوم قبل الغد.

بسبب ذكرى الحرب اليمنية التي راح ضحيتها الآلاف وتم تشريد الملايين أصدرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية تقريراً للكاتب الصحفي بوبي جوش تحدث عن شخصية ولي العهد الذي أعلن الحرب والذي وصفه بالمتهور وغير الموثوق.

هزيمة ساحقة 

على الرغم من ادعاء محمد بن سلمان أنه كأكبر دولة خليجية تخوض غمار تلك الحرب يمتلك من “النفس الطويل” إلا أن أنفاس ولي العهد قد تقطعت الآن وراء الحوثيين من أجل إبرام اتفاق معهم بأي ثمن.

تطور الحرب بينهما منذ عام 2015 من قصف سعودي وحصار طويل الأمد راح فيه ضحايا من الشعب اليمني الأعزل إلى ان وصل الأمر بأن استهدفت جماعة الحوثي أماكن حيوية في الرياض كمؤسسة أرامكو ومطار الملك خالد.

يقول كاتب التقرير بوبي جوش أن خطة بن سلمان كانت تدور حول الدخول بعدد قليل من القوات لاستدراج الحوثيين المختبئين في الجبال ويقوم بقصفهم بالطيران ويجهز عليهم ولذلك أعلن من قبل أنه دمر أكثر من 80% من بنك أهدافهم.

لكن تلك الرؤية كشفت عن قصر نظر الشاب المتهور الذي أراد بتلك الحرب أن يردع الجارة الكبرى والتي تدعم الحوثيين وهي دولة إيران فانتهى المطاف بتوسع نفوذ الحوثيين في اليمن وغيرها وبات يتمنى ولي العهد الاتفاق معاهم.

بن سلمان المسؤول الأول 

تطرق المقال إلى سياسة ولي العهد الداخلية والخارجية والذي وصفه بأنه يتمنى أن لا يلاحظ أحد فشل غزوته الخارجية تماماً في اليمن لكن على المستوى الداخلي والخارجي فولي العهد قد تسبب في كوارث للمملكة.

أول الكوارث هو قرار الحرب نفسه غير المدروس الذي أظهر أنه متهور ومندفع وشريك غير موثوق إضافة إلى قراره بإرسال فرقة الموت إلى اسطنبول من أجل اغتيال الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي.

إضافة لذلك فقد تسبب ولي العهد في توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي استمرت لعقود والتي تمتعت فيها الرياض بحماية كاملة من واشنطن.

الخلاصة أن تقرير بلومبيرغ أكد أن محمد بن سلمان هو السبب الأول والرئيس لما يحدث للمملكة من خسائر وتوتر في العلاقات وخسارة حلفاء بفعل ولي العهد الشاب والملك المرتقب وأن قرار الحرب لم يكن هو الوحيد بل تبعته قرارات كارثية تسبب فيها جميعاً الأمير المدلل.

اقرأ أيضًا : في الذكرى الثامنة لحرب اليمن.. هذا ما اقترفته يد محمد بن سلمان