كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن النائب البرلماني بوب ستيوارت تلقى 10 آلاف جنيه إسترليني من النظام البحريني بعد خطاب ألقاه في المملكة الخليجية احتوى على مدح وإشادة بملك البحرين الذي قال فيه “حفظ الله ملك البحرين”.
وحسب الوثائق، فإن النائب عن حزب المحافظين حصل على المال مقابل رحلته إلى البحرين، وهي ليست المرة الأولى التي يحصل فيها على أموال مقابل هذه الزيارات التي توطد علاقته بالنظام الذي يدافع عنه أمام البرلمان البريطاني ويحاول جاهدًا تلميع صورته الملطخة بسبب سجل الدولة السيء في مجال حقوق الإنسان.
في خطاب ألقاه في البحرين الشهر الماضي، قال ستيوارت لجمهوره إن قيادة البلاد “نفذت تغييرات فعالة في الطريقة التي تعتني بها بمواطنيها”، وأثنى على الحكومة التي يصفها المدافعون عن حقوق الإنسان بأنها استبدادية، قائلًا: “أستطيع أن أقول هذا الآن بصفتي مواطنًا بريطانيًا: حفظ الله ملك إنجلترا، حفظ الله ملك البحرين”.
كان السيد ستيوارت في البلاد قبل الانتخابات النيابية، التي واجهت انتقادات دولية وحقوقية متهمين إياها بأنها كانت صورية وليست نزيهة، إذ حظرت الحكومة البحرينية عددًا من أحزاب المعارضة منذ 2011، كما شددت القيود على حرية التجمع وحرية التعبير، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية.
وكان السيد ستيوارت قد تدخل في وقت سابق في البرلمان لمعارضة نواب آخرون أثاروا مسألة احتجاز البحرين للسجناء السياسيين في البحرين، ودافع عن النظام الخليجي باستماتة.
في تصريحات خاصة لصحيفة الإندبندنت، قال الناشط والمعارض البحريني سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD) ومقره المملكة المتحدة، إنه “مصدوم للغاية” من تصرفات بوب ستيوارت، مضيفًا “لقد تجردت من الجنسية كرد فعل انتقامي لأنني تجرأت على الاحتجاج على وجود ديكتاتور البحرين الذي كان يزور المملكة المتحدة… لا يمكنني العودة إلى بلدي، لمجرد أنني اتخذت موقفًا من أجل حقوق الإنسان”.
وتابع “شعرت بالصدمة لرؤية بوب ستيوارت ذاهبًا إلى البحرين على حساب الشعب المقهور بفعل ممارسات هذا النظام الديكتاتوري… بالطبع لن يوافق شعبنا تمويل نائب برلماني يشرعن الانتخابات الزائفة في وقت يقبع فيه قادة المعارضة خلف القضبان “.
وأضاف الناشط الحقوقي: “نتوقع أن يعلن بوب ستيوارت عن قيمة هذه الرحلة وفقًا للقواعد البرلمانية… ستيوارت امتدح القضاء الفاسد في البحرين وهو يستعد لدعم أحكام الإعدام الصادرة بحق ضحايا التعذيب… من الآن فصاعدًا، يجب أن يعلن عن المكاسب المادية التي يحصل عليها كلما تحدث في البرلمان عن البحرين”.
يشير سجل مصالح النواب إلى أن رحلة قام بها السيد ستيوارت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بقيمة 5349 جنيهًا إسترلينيًا للرحلات والإقامة والوجبات، مُولت بالكامل من قبل وزارة الخارجية البحرينية، كما دفعت الوزارة أيضًا زيارة أخرى في يناير/كانون الثاني 2016، كانت تكلفتها وفق السجلات 4753 جنيهًا إسترلينيًا.
كما ورد أن النائب المحافظ زار البحرين في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لكن قيمة هذه الرحلة لم يُعلن عنها في سجل المصالح لأن البرلمان حُل في الفترة التي سبقت الانتخابات.
وكانت آخر رحلته، التي ألقى خلالها النائب الخطاب الذي مدح فيه ملك البحرين، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ولم يُعلن عنها في سجل المصالح حتى الآن.
تعرض نهج السيد ستيوارت في التعامل مع البلاد لانتقادات من زملائه البرلمانيين أيضًا، من بينهم اللورد سكريفن، وهو نائب ليبرالي ديمقراطي ونائب رئيس المجموعة البرلمانية المكونة من جميع الأحزاب (APPG) بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخليج، والذي قال “كان من الأفضل أن يدعو ستيوارت للسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في البحرين، الذين تعرضوا لتعذيب وحشي وانتزعت منهم اعترافات تحت الإكراه… هؤلاء المعتقلين معرضون للإعدام بجرة قلم من الملك حمد”.
وتابع سكريفن “السيد ستيوارت يتقاضى رواتب من دافع الضرائب البريطاني لتمثيل ناخبيه، لذلك نعرف سبب قبوله وأعضاء آخرين في البرلمان للرحلات الباذخة المدفوعة من قبل مثل هذه الحكومات الأجنبية المشبوهة، ثم يأتي ويروج لهذه الأنظمة داخل برلمان المملكة المتحدة… هذا يضر بشكل خطير بديمقراطيتنا “.
زارا سلطانة، عضوة البرلمان العمالي عن كوفنتري ساوث، قالت لصحيفة الإندبندنت إنه يجب أن يكون هناك “تنظيم أقوى” لأعضاء البرلمان الذين يتلقون الهدايا من الحكومات الأجنبية، مضيفة: “لا ينبغي السماح بحدوث هذا”.
السيد ستيوارت ليس النائب الوحيد الذي دفعت له حكومة البحرين، إجماليًا أنفقت المملكة الخليجية أكثر من 20000 جنيه إسترليني لجلب نواب حزب المحافظين البريطانيين، بمن فيهم بوب ستيوارت، لحضور حدث في المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، إذ استضافت الدولة توبياس إلوود، وبوب سيلي، وروستون سميث.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا