كشف القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، “خليل الحية”، عن أسف الحركة بسبب حملة الاعتقالات التي قامت بها المملكة العربية السعودية، لعشرات الفلسطينيين داخل سجونها.
وقال “الحية”: “آسفون أن السعودية التي احتضنت الشعب (الفلسطيني) وقدمت الدعم المادي له، وكانت محطة هامة لدعم القضية، تعتقل في سجونها أناسا من الشعب، لم يضروا بأمن البلاد ولم يعبثوا به”، في حوار مع وكالة “الأناضول”، على هامش زيارته لتركيا.
وأضاف: “جريمة هؤلاء أنهم فلسطينيون ينتمون للأرض والوطن، ويرسلون مساعدات لبعض الفقراء بغزة”.
وأعرب “الحية” عن أمله في أن تسعى السعودية لحل ملف المعتقلين، واصفا إياه بـ”المؤلم على الأصعدة الاجتماعية والوطنية والدينية والإسلامية”.
ويرى “الحيّة” أن من حق السعودية محاكمة أي شخص “يثبت عليه أنه أضر بأمن الدولة، لا نمانع في ذلك”، لكنه نفى أن يكون هناك تهما ضد المعتقلين.
الحصار الإسرائيلي
وقال القيادي في حماس، إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة لعامه الـ13 على التوالي، “يُطبق على جميع مناحي الحياة”.
وتابع مستكملاً: “هناك حالة من العوز والفقر؛ لدينا مئات الآلاف من العاطلين عن العمل الذين لا يجدون قوت يومهم، فيما ألقت هذه الأوضاع بظلالها السلبية على القطاعات التجارية والصناعية بغزة”.
وقال إن السلطة الفلسطينية “تشارك في هذا الحصار من خلال قطع رواتب موظفيها بغزة، ورواتب عائلات الشهداء والجرحى، والأسرى، وقطع الدواء والعلاج عن القطاع”.
وأضاف إن السلطة الفلسطينية تفرض عقوبات على قطاع غزة، من باب “إرباك الحالة الفلسطينية بغزة وتوليد المزيد من الضغط”.
لكنه قال إن أي انفجار سيتولد عن الضغط الداخلي “سيتم توجيهه نحو الاحتلال الإسرائيلي”.
مسيرات العودة
وبيّن “الحية” أن لمسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في مارس/آذار 2018، أثر إيجابي في البعديْن السياسي، وتخفيف الحصار.
وذكر أن أزمة الكهرباء بغزة، شهدت تحسنا ملحوظا خلال العام الجاري.
وتابع: “كان برنامج الكهرباء في السابق من ساعتين لثلاثة ساعات وصل، أما حاليا 8 ساعات وصل مقابل 8 فصل”.
وثمّن “الحيّة” مساعدات دولة قطر المالية، التي تصل قطاع غزة، لتخفيف من معاناة مئات الآلاف من الأسر الفقيرة، والتي فتحت باباً للتشغيل المؤقت للآلاف من الشباب والخريجين.
إلى جانب ذلك، قال “الحية”، إن مصر ساهمت أيضا في تخفيف الحصار من خلال فتح معبر رفح بشكل دوري، وتسهيل سفر المواطنين إلى الخارج.
وأوضح أيضا أن مصر، طورت علاقاتها الاقتصادية مع غزة، من خلال إدخال البضائع، وهو الأمر الذي ساهم في تحسين إيرادات الحكومة عبر الضرائب التي تفرضها عليها (لم يوضح قيمتها).
وأكمل: “تلك الإيرادات، تساهم حاليا في دعم الخدمات الضرورية التي تقدّمها المؤسسات الحكومية بغزة”.
وحول تأثير علاقة حركته مع إيران، على توتر علاقتها مع السعودية، قال “الحيّة” إن حماس “لها علاقات مع السعودية وإيران منذ عشرات السنين، ولم تقم يوما علاقة مع دولة على حساب دولة أخرى”.
واستكمل قائلاً: “نحن كشعب بشكل عام، وحماس بشكل خاص، نمد أيدينا لكل الشعوب والدول، في علاقات متوازنة خدمة للقضية الفلسطينية”.
وكانت مؤسسات حقوقية، منها “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” (مقره جنيف)، قالت في تقارير سابقة، إن السعودية تخفي قسريا 60 فلسطينيا.
وحتى اليوم، لم يصدر تعقيب من السعودية حول اعتقال الفلسطينيين.
العلاقة مع الجهاد
وقال “الحية”، إن العلاقة بين حماس، وحركة الجهاد الإسلامي “متينة”، نافيا وجود أي توتر في الوقت الحالي.
واعتبر “الحيّة” أن الادّعاءات التي تقول إن العلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي متوترة، تأتي لضرب “الأسافين بين الشعب وأذرع المقاومة، وبين (كتائب) القسّام وسرايا القدس (الذراع المسلح للجهاد)”.
وذكرت تقارير صحفية محلية، أن توترا شديدا، حدث بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، على خلفية عدم مشاركة الذراع العسكري لحماس (كتائب القسام) في المواجهة العسكرية مع (إسرائيل).
وقال “الحية”، إن المواجهة مع (إسرائيل) “مستمرة ومختلفة الأوجه والأدوات بين الفلسطينيين والاحتلال”.
وأشاد “الحية”، بما قال إنه نجاح المقاومة الفلسطينية في إيلام (إسرائيل) خلال المواجهة الأخيرة.
وأشار إلى أن “حماس” شاركت في المواجهة التي قادتها “سرايا القدس”، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف: “حماس شاركت في تلك المواجهة بأدوات مختلفة ويعرفها من هم بالميدان (..) ليس من الحكمة الإفصاح عن كل شيء، حول آلية الرد على العدوان الإسرائيلي”.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، شنّت إسرائيل عدوانا على غزة استمر يومين بدأته باغتيال القائد البارز في “سرايا القدس”، أبو العطا، حيث أسفرت إجمالا عن استشهاد 34 فلسطينيا وأكثر من 100 جريح، فيما ردت “الجهاد” بإطلاق أكثر من 300 قذيفة على مناطق إسرائيلية دون أن تسفر عن قتلى.
الاستيطان
وجدّد “الحية” رفض حركته لقرار الخارجية الأمريكية، الذي يعتبر الاستيطان غير مخالف للقوانين الدولية.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، “مايك بومبيو”، أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة “مخالفة للقانون الدولي”.
وقال “الحية” في هذا الصدد: “ندين الموقف ونرفضه بكل أشكال الرفض وعلى الإدارة الأمريكية التوقف عن تمرّدها على الأسرة والقوانين الدولية، التي تثبت أن الاستيطان باطل، وهذا القرار هو صدام مع الأسرة الدولية بأكملها”.
ودعا “الحية” القيادة السياسية الفلسطينية إلى مغادرة ما وصفها بـ”أوهام الحل السياسي للقضية، أو قبول أن تكون واشنطن وسيطا، أو جزء من الحل بين الفلسطينيين والعدو المدمّر للأرض والمقدّسات”.
الانتخابات الفلسطينية
وفي موضوع الانتخابات الفلسطينية الداخلية، قال “الحية” إن حركته “على جهوزية لخوضها، في جو من التوافق الوطني، والحريات، دون معوّقات أو قيود”.
وأوضح أن رد حركة حماس الرسمي والمكتوب، على قبولها إجراء الانتخابات التشريعية أولا، على أن يتبعها بعد ما لا يزيد عن 3 أشهر انتخابات رئاسية، كان من المفترض أن يسلّم يوم الثلاثاء الموافق 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
لكن أحداث التصعيد الإسرائيلي، أعاق تسليم الرد الرسمي إلى الرئيس “محمود عباس”، كي يصدر بعده المرسوم الرئاسي الخاص بالانتخابات.
وأوضح “الحيّة” أن رد حركته المكتوب “جاهز”، وفي انتظار وصول أحد مبعوثي الرئيس الفلسطيني من أجل استلامه.
وأضاف “الحية”: “جاهزون لمزيد من المرونة على قاعدة أن نذهب لانتخابات تعيد ترتيب البيت وتصل للمجلس الوطني (أعلى هيئة تشريعية فلسطينية)، على قاعدة الشراكة في القرار الفلسطيني لمواجهة التحديات”.
وشدد “الحية” على ضرورة أن تكون الانتخابات الفلسطينية شاملة لـ”قطاع غزة، والضفة الغربية ومدينة القدس”.
وبيّن أن حركته تسعى، عقب إجراء الانتخابات، إلى العمل (فلسطينيا) على 3 مسارات متوازية، الأولى: تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير الشعب في قطاع غزة والضفة والقدس.
المسار الثاني، بحسب “الحية”، فيتمثّل في انتخاب مجلس وطني وتشريعي، يعتبر صاحب اليد العليا في رسم السياسات للكل الفلسطيني.
وأما المسار الثالث فهو أن تمارس فصائل المقاومة دورها في مقاومة الاحتلال، ومن ثم التوافق على رؤية في ممارسة العمل السياسي والدبلوماسي وصولا لتحقيق الدولة.
صفقة التبادل
ونفى “الحيّة” صحة أنباء، تحدثت عن وجود تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى مع (إسرائيل).
وقال: “لا يوجد تقدم بعملية التفاوض مع الاحتلال (..) الحكومة الإسرائيلية غير جاهزة لدفع ثمن صفقة تبادل جديدة”.
وأضاف “الحية” أن حركته “جاهزة للتفاوض في أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى”.
وتابع في هذا الصدد: “نحن جاهزون لمفاوضات ماراثونية مسقوفة بزمن، شرط أن يكون الاحتلال جاهز لدفع الثمن، لكن إسرائيل غير جاهزة”.
وعدّ “الحيّة” تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، مؤخرا، مع عائلات الجنود المفقودين في غزة، بمثابة “تصريحات للاستهلاك الإعلامي، ولتحقيق مكاسب انتخابية، وتهدئة روع عوائل هؤلاء الجنود”.
وكانت فضائية فلسطينية محلية، قد ذكرت الخميس، نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها، أن هناك تقدما في ملف مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة حماس و(إسرائيل).
وفي أبريل/نيسان 2016، أعلنت كتائب القسام، لأول مرة، عن وجود 4 جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن حالاتهم الصحية ولا عن هوياتهم، باستثناء الجندي “آرون شاؤول”.
وأشاد “الحيّة” بعلاقة حركته والشعب الفلسطيني مع الجمهورية التركية.
وقال إن هذه العلاقة “قديمة جديدة”، لافتا إلى أن تركيا تفتح أبوابها وتقدّم خدماتها للفلسطينيين.
واستكمل: “كما نجد المواقف السياسية التركية، خاصة مواقف الرئيس رجب طيب أردوغان، داعمة للقضية، ونشكره عليها كما شكرناه سابقا”.
اضف تعليقا