منذ إعلان حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” للمرة الأولى بشكل رسمي في إبريل/نيسان 2016، عن احتجازها أربعة أسرى إسرائيليين، تدفع الحكومات الإسرائيلية -في محاولة للتقليل مما حققته الحركة- بمزاعم تقول فيها إن الأسرى عبارة عن مدنيين دخلا قطاع غزة بالخطأ، بالإضافة إلى جثماني عسكريين، هما الضابط هدار غولدن، والمجند أورون شاؤل، سحبهما مقاتلو “حماس” من أرض المعركة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014. 

وطيلة السنوات التي تلت الإعلان الرسمي من جانب كتائب “عز الدين القسام” الذراع العسكرية لـ”حماس” على لسان المتحدث باسمها أبو عبيدة، ترفض “حماس” الكشف عن أية معلومات تفصيلية بشأن حالة الأسرى الأربعة، معتبرة أن ذلك جزء من الصفقة، بل أولى مراحلها. كما تمسكت بمبدأ الكشف عن طبيعة المحتجزين لديها بعد أن تقوم حكومة الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى المحررين في صفقة “وفاء الأحرار” الأولى، الذين أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم.

وأضفت “حماس” مزيداً من الغموض والحيرة بشأن طبيعة الأسرى الإسرائيليين، عندما كشفت للمرة الأولى عن تسجيل صوتي لأحد الجنود الذين تصفهم إسرائيل بـ”المدنيين”، خلال حلقة بثتها قناة “الجزيرة” تضمنت حواراً مع رئيس أركان “القسام” مروان عيسى، في يونيو/حزيران الماضي، لتزيد التساؤلات بشأن العسكريين غولدن، وشاؤل. وتصرّ حماس على تضمين أي صفقة تبادل أسرى سجن جلبوع .

في غضون ذلك، اعتبر مصدر قيادي في حركة حماس، في حديثٍ مع موقع “العربي الجديد”، أن هناك تسليماً من جانب حكومة الاحتلال بأن الأسرى عبارة عن جثمانين وأسيرين مدنيين، معتبراً أن “هذا التسليم تقوم بتصديره حكومة الاحتلال لتخفيف وطأة الضغوط السياسية عن كاهلها، والتي تشعلها من وقت لآخر عائلات الأسرى الإسرائيليين”. 

وأضاف أنه “ربما تكون هناك مفاجأة عظيمة ستظهر حينما يتم الشروع في تنفيذ الصفقة المعطلة حتى الآن، رغم تدخل عدد من الأطراف، وعلى رأسها مصر وألمانيا”. 

وقال إن “الجانب الإسرائيلي يحاول أن يضغط على الحركة بشتى الطرق ليعرف مصير جنوده الأسرى لدينا”، مضيفاً أنه “استخدم تقارير إعلامية روّج خلالها معلومات خاطئة كثيرة ليدفع الحركة للرد عليها، ولكن حماس تعي كل تلك الأساليب، وقيادة القسام لن تتزحزح عن موقفها أو تمكن الاحتلال من أهدافه”. 

وسأل القيادي في الحركة: “كيف علمت إسرائيل أن غولدن وشاؤل مجرد جثامين؟ أريد أن أقول لأسر الجنديين: إذا كانت أجهزة معلومات سلطاتكم استطاعت أن تجزم بأنهما قُتلا وأن ما بحوزة حماس مجرد جثامين، فلماذا لم تستطع هذه الأجهزة الوصول إلى مكانهما خلال سبع سنوات؟”.

وكشف أن الحركة “تملك من الإمكانيات الطبية التي تمكّنها من علاج مقاتليها، فهل سيكون من الصعب عليها علاج أسير بهذه الأهمية، إذا كان مصاباً؟”. وشدّد على أنه “منذ اللحظات الأولى لأسر الجنود الأربعة، وعناصر حماس والقسام يدركون أهمية الصيد الثمين الذي بين أيديهم، لذلك يتم الاهتمام بهم اهتماماً فائقاً”، مشيراً إلى أن “اهتمام القسام بالأسرى للبقاء على قيد الحياة ربما يفوق الاهتمام بتأمين المستويات القيادية في الحركة”.

وأكد أنه “لن يجبر أحد حماس على تغيير خريطة الطريق التي حددتها وتوافقت عليها مع الوسيط المصري بشأن تنفيذ الصفقة، في انتظار الموقف الأخير لحكومة الاحتلال”. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أكد فيه رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة “حماس” خليل الحية، أن الحركة عرضت خريطة طريق لإنجاز صفقة تبادل، و”نحن مصممون عليها”. 

وأوضح في تصريحات إعلامية، أن حركته طرحت مبادرة إنسانية للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن، مقابل الإفراج عن معلومات عن الجنود، لكن الاحتلال رفضها.