كشف رئيس وزراء قطر الأسبق “حمد بن جاسم”، الخميس، عن اعتقاده بأن ما يجري بين روسيا والسعودية ليس “حربا نفطية” كما يثار وإنما عمل منسق بين البلدين ضد شركات النفط الصخري الأمريكية.

وغرد “بن جاسم” عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أزمة أسعار النفط الحالية تحدثت عنها كثيرا في السابق، وأنا لست خبيرا بأسعار النفط. لكن إذا استمر وضع الأسعار الحالي على الأقل 3 أشهر، سنصل إلى نتيجة إيجابية على المدى المتوسط والبعيد؛ حيث ستخرج كثير من شركات النفط الصخري” الأمريكية من السوق.

وأضاف: “ما يجري بين روسيا والسعودية هو تنسيق بينهما لهذا الغرض، وليس كما يقال وضجيج أنها حرب أسعار. وأنا مع هذا التصرف إذا كان متبوعاً باستراتيجية واضحة لإنقاذ سوق النفط بشكل مستدام ، المهم هل ستصمد هاتان الدولتان أم لا!”

وانهارت مباحثات “أوبك=+” (تحالف منتجي النفط من أوبك والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا)، في 6 مارس/آذار المنصرم؛ جراء رفض موسكو مطالب تقودها الرياض بخفض إضافي في إنتاج النفط من أجل الحفاظ على أسعار نفط عند حدود مقبولة للمملكة.

وردا على ذلك، أطلقت السعودية استراتيجية إغراق السوق المحفوفة بالمخاطر، معلنة أنها ستزيد الإنتاج بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان؛ لدفع الأسعار إلى الانخفاض وإجبار روسيا على الاستجابة لدعوتها.

ونتيجة لذلك، وبصفة خاصة في ظل أزمة “كورونا” التي أدت إلى تراجع الطلب على الخام، تراجعت أسعار النفط بشكل حاد إلى أقل من 30 دولارا للبرميل؛ ما شكل ضربة قاصمة لمنتجي النفط الصخري في الولايات المحدة. فالنفط الصخري، مرتفع التكلفة، ولا يستطيع الاستمرار في ظل أسعار نفط منخفضة.

والثلاثاء، كشف الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أنه أجرى بالفعل محادثات “عظيمة” مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” وولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، بشكل منفصل.

وأضاف “ترامب”، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أنه منفتح على الانضمام إلى زعماء روسيا والسعودية في المحادثات؛ لمحاولة حل أزمة حرب الأسعار بين البلدين.

وأشار إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط بمثابة تهديد لصناعة الطاقة الأمريكية.