الحملة تروج لأخبار تحسن من صورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

أعلنت إدارة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اكتشافها وجود حملات دعائية ضخمة لدعم السعودية يتم الترويج لها بكثافة من مصادر غير موثوق بها، من المرجح بحسب التحقيقات الأولية أنها مرتبطة بالحكومة السعودية.

وأضاف الموقع إنه حتى الآن اكتشف عمليتين مريبتين من مصادر غير موثوقة مصدرها الشرق الأوسط وإفريقيا، الأولى مرتبطة بشركات تسويق كبرى في مصر والإمارات، ولا يبدو أنها مرتبطة بأي حكومة.

أما العملية الأخرى، والتي شملت مئات الحسابات والتي بلغ عدد المتابعين لبعضها نحو 1.4 مليون متابع، يقومون بالترويج لكافة الخطوات والقرارات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، وفي المقابل يقومون بمهاجمة أعدائها وبث مواد الهدف منها تشويههم، وبتتبع تلك الحسابات اكتشفت إدارة الفيسبوك أنهم تابعين للحكومة السعودية.

ناثانيل غليشر- رئيس سياسة الأمن السيبراني في موقع “فيسبوك” قال في هذا الخصوص في مقال نشره على مدونة الموقع أن “المسؤولون عن تلك الصفحات وأصحاب الحسابات يقومون بنشر مواداً باللغة العربية حول الأخبار الإقليمية والقضايا السياسية، خاصة ما يتعلق بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي أو ما يسميها “رؤية 2030″.

كما تروج تلك الصفحات والحسابات لنجاحات القوات المسلحة السعودية خاصة في حرب اليمن”.

وأضاف غليشر في مقاله “أولت تلك الصفحات والحسابات اهتماما خاصا لمهاجمة الدول الأعداء، كإيران وتركيا وقطر، كما شككوا في مصداقية شبكة قناة الجزيرة وكذلك ما يصدر من بيانات عن منظمة العفو الدولية.

وبين عليشر أنه “على الرغم من أن أصحاب تلك الحسابات حاولوا إخفاء هوياتهم، إلا أن مراجعاتنا استطاعت الوصول إلى مصادرهم ووجدت أن بعضهم مرتبط بحكومة المملكة”.

ولي العهد السعودي التي تحاول تلك الحملات تحسين صورته، أصبح الآن حليفاً رئيسياً لعدة دول قوية كالويلات المتحدة الأمريكية، والذي خرج رئيسها دونالد ترامب مدافعاً عن ولي العهد فيما يرتكبه من انتهاكات وحاول تبرأته من تهمة اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي.

ومن ناحية أخرى، نفت المملكة العربية السعودية بشدة أن تكون لولي العهد أي علاقة بعملية الاغتيال والتي اتهمت فيها أحد كبار المسؤولين السعوديين؛ سعود القحطاني، وهي الاتهامات التي اعتمد عليها ترامب في دفاعه عن الأمير الشاب، بل وفي المقابل قام بدعمه على كافة المستويات، واستخدم حق الفيتو ضد قرارات الكونغرس التي كانت ستنهي دعم الولايات المتحدة لحرب المملكة ضد الحوثيين في اليمن، وهي الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين وتسببت في كارثة إنسانية قالت عنها الأمم المتحدة أنها أسوأ أزمة إنسانية على مر التاريخ.

دفاع ترامب المستميت عن بن سلمان جاء على الرغم من تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية التي نُشرت العام الماضي، والتي خلصت إلى أن الأمير البالغ من العمر 33 عامًا قد أمر باغتيال الصحفي، الذي قُتل بعد دخوله إلى القنصلية السعودية في اسطنبول للحصول على أوراق تتعلق بزواجه.

وفي يونيو/حزيران الماضي جاء في تقرير أعدته أغنيس كالامارد، المقررة الخاصة لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ انه ينبغي على الولايات المتحدة فتح تحقيق مع الأمير بن سلمان بشأن مقتل خاشقجي؛ لأن هناك أدلة موثوقة تربطه بالمسؤولين عن العملية.

إدارة الفيسبوك قامت بمراسلة الحكومة السعودية للاستفسار والتعليق عن الحملات الدعائية التي تم اكتشافها، كما تم مراسلة السفارة السعودية في واشنطن، إلا أن الإدارة لم تتلق أي رد حتى الآن.

كما قام الموقع بفتح تحقيقات جادة تخص عددا من الحسابات المزيفة، وهي تحقيقات اكتسبت أهمية واسعة في ضوء التحقيق الذي أجراه المحقق الأمريكي روبرت مولر سابقا حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

أطلق Facebook سلسلة من التحقيقات في حساب مزيف ، وهو تعهد اكتسب أهمية متزايدة في ضوء تحقيق روبرت مولر في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، وقد أشارت إدارة الفيسبوك أنها تلقت في تحقيقاتها على مساعدات من الموقع الصحفي Bellingcat .

الفيسبوك أعلن أيضاً أنه يشن حملات قوية ضد الحسابات المزيفة لإزالتها أياً ما كان غرضها، ففي يناير/كانون الثاني الماضي تم إغلاق 364 صفحة وحساب تعمل من روسيا وتستهدف دول البلطيق وآسيا الوسطى والقوقاز ودول وسط وشرق وأوروبا، كما تم إغلاق 783 صفحة وحساب تابعين لإيران، و234 صفحة وحساب على شبكتي فيسبوك وانستغرام يعملون كجزء من شبكة محلية في إندونسيا.

وفي فبراير/شباط الماضي أتم إغلاق 168 حساباً على الفيسبوك، و28 صفحة وثمانية حسابات على شبكة انستغرام كانوا يستهدفون أشخاصاً في مولدوفا.

وفي مارس/آذار، تم إغلاق 137 حساباً على فيسبوك وانستغرام وعدد من الصفحات والمجموعات تابعين لشبكات في بريطانيا.