كشفت صحيفة “غلوب أند ميل” الكندية أن المجلس العسكري في السودان وقع عقدا مع شركة ضغط كندية، يديرها الضابط الإسرائيلي السابق آري بن ميناشي، للترويج له وتلميع صورته مقابل 6 ملايين دولار؛ وهو الرجل نفسه الذي يستعين بخدماته الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
وبحسب الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس، فقد وقعت شركة “ديكنز آند مادسون”، ومقرّها في مونتريال بكندا، عقداً لتلميع صورة المجلس العسكري السوداني، الذي استولى على السلطة في إبريل/نيسان الماضي، ومتورّط بارتكاب مجازر بحق المتظاهرين خلال فضّ اعتصام الخرطوم في محيط القيادة العامة للجيش في بداية الشهر الحالي.
ويقول العقد، الذي اطلعت عليه الصحيفة، إنّ الشركة تتعهد ببذل “قصارى جهدنا لضمان تغطية إعلامية دولية وسودانية مواتية (لرؤيا المجلس العسكري)”.
ومن الخدمات التي تقدّمها الشركة أيضاً، العثور على معدّات للقوات الأمنية للمجلس العسكري، والبحث عن مستثمرين نفطيين، والسعي لعقد اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحسين العلاقات مع روسيا والسعودية، إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وربما غيرها من الدول والمنظمات، بحسب ما تظهر وثائق العقد.
ويرأس شركة “ديكنز آند مادسون” آري بن ميناشي، وهو ضابط مخابرات إسرائيلي سابق. وقدّمت الشركة خدماتها، إضافة لحفتر، إلى ديكتاتور زيمبابوي المخلوع روبرت موغابي.
وبحسب الصحيفة، فإنه تم توقيع العقد من قبل بن ميناشي ونائب قائد المجلس العسكري السوداني الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي. والجنرال حميدتي هو قائد قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقاً)، المتهمة بارتكاب مجزرة بحق المتظاهرين في الخرطوم.
وتم توقيع العقد من قبل حميدتي في 7 مايو/أيار الماضي، وفقًا للوثائق المقدّمة إلى الحكومة الأميركية بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، والذي يتطلب من الشركات التي تضغط على الحكومة الأميركية نيابة عن كيانات أجنبية أن تكشف عن علاقتها بتلك الكيانات، وفقاً للصحيفة.
واتصلت صحيفة “غلوب أند ميل” بمكتب الشركة في مونتريال لطلب التعليق على عقد السودان، لكن قيل لها إن بن ميناشي كان مسافراً ولا يمكن الوصول إليه.
ومن الخدمات التي تقدّمها الشركة أيضاً “المساعدة في وضع وتنفيذ سياسات من أجل التنمية المفيدة للأهداف السياسية للمجلس”، و”التأكد من الحصول على الاعتراف كقيادة انتقالية مشروعة لجمهورية السودان وإنشاء دور إشرافي لمجلسكم”، بحسب نصّ العقد.
وبالإضافة إلى البحث عن معدات عسكرية وترتيب لقاء مع ترامب، تقول الشركة إنها “ستسعى جاهدة لترتيب اجتماعات خاصة مع شخصيات روسية وشخصيات سياسية أخرى”، مضيفة أنها “ستتعهد بالحصول على تمويل من الولايات المتحدة والاتحاد الروسي ودول أخرى”. كما تقترح الشركة إقامة تحالف بين النظام السوداني وخليفة حفتر، بحيث يقدّم الأخير “معدّات عسكرية” للنظام السوداني مقابل الحصول على تمويل من السودان.
اضف تعليقا