قال جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن واشنطن مصرة على إبرام صفقة القرن، حيث أعلنوا عن ورشة البحرين، والتي ستوضع فيها الأسس الاقتصادية لمشروعهم للسلام، مع بدء تجنيد المشاركين.
وأضاف أن المدعويين الأهم هم الدول العربية ولا سيما دول الخليج، السعودية والإمارات، كما أعلنت القاهرة أنها ستشارك، ولا غرو في ذلك، فهؤلاء هم أصدقاء البيت الأبيض، ولكن حضورهم لا يدل على شيء، حتى لو جاؤوا”.
وتساءل خوجي: “اذهب لتعرف كم سيوافق على التبرع، ولنقل إنهم سيوافقون، من يضمن أن يحولوا المال حقا، فقد سبق لمثل هذه الأمور أن حصلت”.
وقال خوجي بمقاله بصحيفة معاريف الإسرائيلية: “من المحتمل أن يكون هذا المؤتمر محكوما بالموت حتى قبل أن يولد، بسبب الانتخابات في إسرائيل، فأي حكومة يمكنها أن تبدأ بمسيرة سلمية قبل أن تكون انتخبت، وحتى قبل أن تقع علينا بشرى الانتخابات من جديد، بصق الأمريكيون دما في المساعي لتجنيد مشاركين بالورشة، فليس الجميع متحمس”.
وقال خوجي إن وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أبا ايبان كان قد اتهم الفلسطينيين بأنهم “لم يفوتوا فرصة لتفويت الفرص”، وكان ايبان تولى منصب وزير الخارجية بين الأعوام 1966 – 1974.
ولفت إلى أن ابيان صدر على لسانه تصريحات في 1975، بعد اعتزاله منصب الوزير، قال فيها بلقاء مع تلاميذ إنه يمكن العيش في دولة في حدود 1967، مع تعديلات حدودية استراتيجية.
وقال خوجي إنه “مشكوك أن يكون أحد ما يتذكر أن إسرائيل، بواسطة وزير خارجيتها، سبق أن وافقت على ما يطالب به الفلسطينيون اليوم”.
وأضاف: “أحد لم يفحص على مدى السنين إذا كنا نحن أيضا، الإسرائيليين، لم نفوت الفرص لتفويت الفرص، فقد سبق أن قال أحد ما (ليس أبا ايبان) أن العرب لا يفهمون إلا لغة القوة، والسنوات أظهرت أننا نحن الإسرائيليين، نفهم بالضبط الأمر ذاته”.
ولفت إلى أنه “بعد قليل سيطرح على الفلسطينيين اقتراح آخر، وقد أعلنوا منذ الآن بأنه في نيتهم أن يفوتوه، وهي خطة الرئيس ترامب، المختلفة عما سبقها من مشاريع، ففي الاقتراحات السابقة تقررت خطوط أساس سياسية وبدأ الطرفان بالحديث فورا عن سبل تطبيقها، أما اليوم فتسعى الخطة الجديدة إلى حل النزاع من الاسفل”.
أما المبادئ الوطنية فسيضعها جانبا، وأضاف: “دعكم من القدس والمستوطنات، يقول الأمريكيون للفلسطينيين، تعالوا نطور الاقتصاد. وهم يعدون بأن يجندوا المال من المتبرعين والذي سيسمح للانطلاق على الدرب”.
ولفت خوجي للمقاطعة الفلسطينية للورشة بقوله: “منذ أن علم بانعقاد المؤتمر، قبل أسبوعين ونصف، شرع الفلسطينيون بمساعي إحباط حثيثة بهدف تجفيفه، فهناك 13 من رجال الأعمال الفلسطينيين وجهت لهم دعوة للمشاركة، لكن وصلهم توجه من رام الله بعدم الحضور”.
موقف الأردن
وفيما يرتبط بالموقف الأردني من حضور الورشة قال إن الملك عبدالله يخشى أن تحقق الخطة الأمريكية تطلعات اليمين المتطرف داخل إسرائيل، والتي تقوم على جعل الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، مشيرا إلى أن “القصر الملكي في عمان لم يعد الابن المدلل لواشنطن في العالم العربي، مثلما في الماضي. وعليه، فقد قل التزامه بالأمريكيين”.
اضف تعليقا