سلطت صحيفة “لوموند أرب” الفرنسية الضوء على ما نشر مؤخرا حول محاولات الإمارات التلاعب بالصحفيين في القارة السوداء للمشاركة في حملة ضد قدرة قطر على استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وفي مقابلة مع الباحث في العلوم السياسية سيباستيان بوسوا من جامعة بروكسل الحرة قالت الصحيفة: اتهم اتحاد الصحفيين الأفارقة، أبو ظبي بالرغبة في استخدام أعضائها ومنظماتهم لأغراض جيوسياسية.
وأوضحت أن الاتحاد أكد سعي أبو ظبي لتشويه قدرة قطر على تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامته في 2022.
ولفتت إلى أن العلاقات بين البلدين متوترة منذ بدء الأزمة الدبلوماسية التي قادتها السعودية ضد الدوحة في يونيو/ حزيران 2017، وفي وقت سابق من هذا العام أنهت الرياض وأبو ظبي حصارًا على قطر استمر ثلاث سنوات.
وفي بيان، لهم أعرب مندوبو اتحاد الصحفيين الأفارقة خلال مؤتمر كبار الصحفيين الأفارقة الذي عقد أوائل هذا الشهر في العاصمة الغانية أكرا، عن مخاوفهم بشأن “الجهود المبذولة لاستخدام إفريقيا ومؤسساتها سياسيًا في كرة القدم من أجل تصفية الحسابات في النزاعات السياسية”.
وجاء في البيان “نلاحظ مع الأسف المحاولات الأخيرة من عناصر خارجية من الإمارات التي حاولت عمدا التلاعب بمنظمات الصحفيين في إفريقيا لإصدار بيانات عامة أو حملة ضد كأس العالم 2022″، مضيفا “نرفض بازدراء هذه المحاولات الحقيرة لاستخدام والتلاعب بالصحفيين الأفارقة ومنظماتهم كأدوات لتحدي تنظيم مونديال قطر 2022”.
ودعا اتحاد الصحفيين الأفارقة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم على “التحقيق ومعاقبة الأشخاص والقوى التي تقف وراء هذا التدخل غير المسبوق في أحداث كرة القدم العالمية”.
المعركة مستمرة
وعن هدف الإمارات من “محاولات التلاعب” هذه، قال بوسوا: منذ أربع سنوات توجد معركة صورة وتواصل سياسي بين الدوحة وأبو ظبي، والتي تجسدت عندما فُرض الحصار على قطر في عام 2017.
وأكد أن هذا الحصار جاء بعد نسب كلام كاذب إلى أمير قطر جاء فيه أنه أساء إلى جيرانه بالخليج، ورغم إعلان انتهاء الحصار بين القطريين والسعوديين المعركة ما زالت مستمرة بنفس النشاط.
ونوه بأنه رغم الإعلان عن إنهاء الحصار لم يتم تسوية أي شيء خاصة حول معركة النفوذ بالشرق الأوسط، كما أن البلدين لديهما رؤيتين مختلفتين تمامًا لمستقبل العالم العربي الإسلامي.
ووفقا للخبير الفرنسي فإن الإماراتيين، الذين دربهم الإسرائيليون على القرصنة الإلكترونية، وأصبحوا أساتذة في هذا المجال مع الروس، ويستخدمونها لأهدافهم الخاصة، ولذلك ستكون حروب الغد مختلفة عن حروب اليوم، لكننا انتقلنا بالفعل إلى عالم المعلومات وحرب المعلومات المضادة.
ويرى بوسوا أن إنهاء الخصومة بين القطريين الإماراتيين لن تحدث قريبا، فأبو ظبي تريد أن تجعل اكسبو دبي 2020 المعرض العالمي الأكبر في التاريخ، في حين يناضل القطريون مع الهجمات المستمرة، التي تشن بعضها الإمارات، بهدف تقديم أجمل بطولات كأس العالم التي تقام لأول مرة في العالم العربي، ما يخلق التوتر والغيرة والكراهية.
حقوق العمال
وأشار إلى أنه على سبيل المثال في ظل التدريب على القرصنة من قبل الإسرائيليين بات يسهل على أبو ظبي إطلاق أخبار عن قضية حقوق العمال من أجل لفت انتباه وسائل الإعلام، في وقت تحاول فيه قطر إنشاء قانون عمل في المنطقة لا وجود له بأي مكان آخر.
وأكد أن الإمارات تحلم بانهيار هذا الحدث العالمي (تنظيم كأس العالم 2020) وهي مستعدة للقيام بأي شيء وبأي وسيلة بتحقيق هذا الأمر، بما في ذلك “استخدام” الصحفيين لجعلهم ينشرون معلومات كاذبة، وهو عمل مربح حقيقي لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
وفي إجابته عن سؤال حول إمكانية معاقبة الإمارات، كما يطالب اتحاد الصحفيين الأفارقة؟ قال الخبير الفرنسي: من يعاقب الإمارات؟ وكيف؟ وهل سنعاقب كل ناشري الأكاذيب على شبكة الإنترنت العالمية؟، مؤكدا أنه هذه المسألة لا تزال مهمة معقدة للغاية، بما في ذلك تتبع شبكة النفوذ الإماراتية، والتي يمكن أن تختفي بسرعة إذا حاولت تتبع المصادر.
وعن تأثير هذه القضية على التقارب بين الإمارات وقطر، الذي بدا أنه يتشكل في الأشهر القليلة الماضية، تساءل بوسوا عن أي تقارب نتحدث؟ لافتا إلى أنه لا يوجد تقارب حقيقي أو زائف، فالبلدين لهما حلفاء أقوياء ودول متعارضة كبيرة في المنطقة كما أن الأجندات مختلفة.
وتابع غالبًا ما تختار أبو ظبي الحرب كأداة للانخراط في السياسة، ويختار القطريون القوة الناعمة للتأثير الثقافي أو الاجتماعي، معتمدين على المجتمع أكثر من الجيش.
وشدد على أن الإمارات نأت بنفسها بالفعل عن الرياض منذ تورط الأخيرة في المستنقع اليمني وشرعت في تقارب طفيف مع إيران، لأسباب اقتصادية أساسية وهي إنقاذ دبي، التي طالما كانت وجهة مفضلة للتجار الإيرانيين.
كما أشار إلى أنه بينما تسعى تركيا الموالية لقطر إلى التقارب من مصر الموالية للإمارات، سيكون من الضروري مراقبة إعادة انتشار تحالفات البلدين الصغريين في المستقبل.
ولضمان سيادتهما، يواصل الكاتب، يجب أن يحظى البلدين بدعم من الولايات المتحدة الحذرة للغاية في الوقت الحالي تجاه منطقة الشرق الأوسط.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا