العدسة – إبراهيم سمعان

من جديد قالت السعودية وحلفاؤها: إنهم “يحتفظون بحق الرد” على انتهاكات إيران التي يتهمونها بتقديم دعم مسلح للمتمردين الحوثيين في اليمن.

تحت هذه الكلمات سلطت صحيفة ” lorientlejour” الناطقة بالفرنسية الضوء على التوتر بين طهران والرياض قائلة: تغذية التوترات المتنامية تستمر بين السعودية وإيران؛ حيث إن التنافس بين القوتين الإقليميتين يظهر بوضوح في الأراضي اليمنية.

بعد هجوم صاروخي للحوثيين في السعودية أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين، أعادت المملكة الوهابية التأكيد على اتهاماتها لعدوتها إيران، حيث تقول الرياض وحلفاؤها: إن الجمهورية الإسلامية تقدم دعما مسلحا للحوثيين في اليمن في إطار سعيها لتوسيع قبضتها على المنطقة.

نبرة المملكة وحلفائها كانت أكثر تهديدًا يوم الاثنين من خلال المتحدث باسم التحالف بقيادة الرياض في اليمن، العقيد السعودي تركي المالكي، الذي قال: إن التحالف “يحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت المناسب”. وفي هذا الصدد، أكد أيضا “ستتخذ المملكة جميع التدابير لضمان سلامتها”.

وطبقا للمتحدث، فإن إطلاق الصواريخ الباليستية يشكل “تصعيدا خطيرا”، متهما إيران بنقل الأسلحة إلى الحوثيين عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء الذي يسيطر عليه المتمردون.

هذه ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها المتمردون الصواريخ على الأراضي السعودية، تم اعتراض صواريخ باليستية أطلقت على الرياض في نوفمبر وديسمبر. بعضها استهدف مباشرة قصر اليمامة، المقر الرسمي للملك السعودي ومقر الديوان الملكي.

ومع ذلك، فإن آخر هجوم يعتبر حادثة غير مسبوقة؛ حيث تم إطلاق سبعة صواريخ في وقت واحد؛ ثلاثة منهم استهدفوا العاصمة، واستهدف أربعة بلدة خميس مشيط، حيث تتمركز القوات السعودية في الجنوب الغربي، على الحدود مع اليمن.

التوقيت لافت للنظر أيضا: يوم إطلاق الصواريخ كان موعد الذكرى الثالثة لشن الرياض حربا على اليمن.

المملكة السعودية تجد نفسها في وضع دقيق للغاية بمواجهة هجمات الحوثي المتكررة، في وقت لا يمكنها الخروج من هذا الصراع. بينما تتأكد الشكوك حول الدعم الإيراني للمتمردين أكثر فأكثر، والرياض لا تملك مساحة كافية للمناورة.

وفي هذا السياق يقول أندرياس كريج، الخبير والمحاضر في إدارة الدراسات الدفاعية في جامعة ” كينجز كوليدج”، للصحيفة “التهديدات السعودية ضد طهران ليست سوى سراب”، مضيفا “هذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها الرياض إيران ولم تتبعها سوى أفعال قليلة”.

حرب غير مباشرة

كانت طهران سريعة الرد على المتحدث باسم التحالف، وقال يد الله جواني، أحد قادة الحرس الثوري: “إن الغرض من مثل هذه التصريحات السعودية هو تحويل الرأي العام عن الفظائع التي ارتكبت في اليمن”. وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية تسنيم. والسعودية من بين الذين تتهمهم المنظمات الدولية بارتكاب “جرائم حرب” في اليمن.

وأضاف جواني “الحقيقة هي أن الأمة اليمنية تقاوم العدوان السعودي ونجحت في بناء أدوات دفاعية تستند إلى قدراتها الخاصة، بما في ذلك الصواريخ، وهو أمر لا تملكه السعودية، ولا يمكن أبدا تخيله”.

ووفقا لأندرياس كريج، الرياض “لا تملك الوسائل العسكرية الكافية” لمواجهة طهران، التي تدير “حربًا غير مباشرة” في اليمن وتتمتع بخبرة عسكرية راسخة، على عكس المملكة الوهابية “ما يحدث في الغالب لا يتعدى حرب كلمات”.

هذه القضية يمكن شرحها بسهولة وجزئياً من خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، فعندما نوقش الصراع في اليمن مع القادة الغربيين، وقعت المملكة عقود أسلحة جديدة مع واشنطن، ويقول كريج إن ابن سلمان “يحاول أن يبدو واثقا ويؤكد من جديد على قيادته” في المنطقة.

لكن إذا لم تكن التهديدات السعودية بمثابة إنذار لطهران، فإن الحلفاء الغربيين، وبسبب المصالح السياسية والاقتصادية بالرياض، دون أن ننسى إسرائيل، يسعون لتقويض الجمهورية الإسلامية على الساحة الداخلية، وهو ما يقلق المراقبين.

تضاعفت الإدانات الأوروبية ضد طهران في الآونة الأخيرة، وقالت لندن الاثنين: “إذا كانت إيران ملتزمة بجدية لدعم حل سياسي في اليمن كما تقول علنا​​، عليها أن تتوقف عن إرسال أسلحة تطيل أمد الصراع”.

وبعد صدور تقرير الأمم المتحدة في نهاية فبراير، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا “إيران إلى وقف جميع أنشطتها المخالفة أو التي تنتهك” حظر الأسلحة المفروض على اليمن من قبل الأمم المتحدة منذ عام 2015.