دائمًا ما تثبت إمارات الشر أن سيفها لن يكون مسلطًا إلا على أشقائها العرب والمسلمين، فهي دائمًا ما تستثمر مواردها وإمكاناتها، لا سيما الموارد المادية الضخمة، في تشويه صورة أو تقويض ديمقراطية أو محاربة لحرية الشعوب أو تحريض على عنف أو تطبيع مع عدو أو غير ذلك.

لكن يبدو أنها اعتادت في الآونة الأخيرة على الفشل والإخفاق، فغالبًا ما يعود ما ينفقون على حكامها حسرة، حيث إنهم يعودون صفر اليدين خاليي الوفاض.

وهو ما وقع بالفعل في الفيلم الأمريكي “The misfits”، أو “غريبو الأطوار”، المُنتَج في العام الجاري. و “غريبو الأطوار” فيلم أكشن من إخراج ريني هارلين وكتبه روبرت هيني وكورت ويمر، من بطولة بيرس بروسنان ورامي جابر وهيرميون كورفيلد وجيمي تشونغ ومايك دي أنجيلو وتيم روث ونيك كانون.

 

تشويه الإنسان العربي..

ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن أي دولة عربية تقتحم عالم هوليود سيكون هدفها هو نقض الصورة السلبية عن الإنسان العربي والمسلم التي تكرسها كثير من الأفلام الغربية عن طريق تصوير الإنسان العربي على أنه غني غبي أو زير نساء أو إرهابي. لكن تأتي الإمارات وتنفق أموالها لتعزز هذه الصورة النمطية المشوهة عن الإنسان العربي.

فقد تضمن الفيلم أفكارًا ومشاهد تحرض على الكراهية وتشويه سمعة دولة قطر وعدد من مؤسساتها العسكرية والإعلامية والطبية، كما استهدف الفيلم تمرير صورة مشوهة للمشاهد الأمريكي والغربي، حول التهم المعلبة والمكررة التي دأبت الإمارات وأذنابها على إلقائها على قطر، حيث تزعم أن قطر وعددًا من مؤسساتها يدعمون العنف والإرهاب والجماعات المسلحة في المنطقة.

وتدور أحداث الفيلم حول ما سُمي بـ (مكافحة تمويل الإرهاب) إذ تم الزج بمشاهد وأسماء حقيقية مرتبطة بدولة قطر، وكشفت رسالة مسربة عن طلب من الشركة الإماراتية من منتج ومخرج الفيلم تضمين مقاطع سياسية محددة مسيئة لقطر وربطها برعاية الإرهاب، من بينها طلب بتخصيص مشهد يجسد شخصية الشيخ يوسف القرضاوي يظهره محرضًا على أعمال العنف.

 

إنتاج إماراتي..

جدير بالذكر أن الفيلم الأمريكي ممول من شركة إنتاج إعلامي إماراتية وتتخذ من أبو ظبي مقرًا لها.

وفضلًا عن شركة الإنتاج الإماراتية، فقد صُورت غالب مشاهد الفيلم داخل دولة الإمارات، وقد بدا دعم الدولة واضحًا في الفيلم،  لا سيما دعم القوات المسلحة الإماراتية لفريق إنتاج الفيلم بمعدات وتجهيزات عسكرية لاستخدامها في التصوير.

ووفقًا لما ورد في تسريبات قناة الجزيرة القطرية، فإن الشركة المنتجة للفيلم حصلت على تحويلات مالية كبيرة من شركة يديرها أحد أفراد العائلة المالكة في الإمارات، وهو الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي.

وحين البحث والتدقيق، نجد أن منصور اليهبوني الظاهري، المنتج الإماراتي الذي استحوذ على 40٪ من إنتاج الفيلم، يتقلد مناصب حكومية نافذة في ديوان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. الظاهري اشترط في عقده مع كاتب الفيلم أن يكون له الحق في أن يطلب من الكاتب إجراء تعديلات غير محدودة على السيناريو الأصلي للفيلم وتغيير وقائع قصته بالإضافة أو الحذف، وفي المقابل، يتقاضى الكاتب مبلغ 50 ألف دولار، علاوة على حصوله على نسبة 2.5٪ من إجمالي صافي الأرباح من عائدات الفيلم بعد عرضه. وهو ما يعبر عن رغبة حقيقية لدى الإمارات في التحكم في السيناريو ومخرجات الفيلم بشكل كامل.

 

خسارة مادية فادحة..

لكن يبدو أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، وعادت الأموال على منفقيها حسرة، أو بالأحرى لم تعد إليهم بالأساس، فرغم الإنتاج الضخم للفيلم، والذي بلغ 15 مليون دولار أمريكي، إلا أن إيرادات الفيلم كانت ضئيلة للغاية، حيث إن الفيلم لم يحقق سوى مليون و200 ألف دولار. وحسب مواقع متخصصة، فقد افتتحت عروض الفيلم في كوريا الجنوبية، لكنه لم يحقق منها سوى 8000 دولار فقط، وسجلت أفضل الأرقام في الإمارات وروسيا، لكن غالب هذه الأرقام كانت في الأسبوع الأول من العرض، لكنها عادت لتتهاوى مرة أخرى في الأسبوع الثاني، حيث انخفضت الأرقام بنسبة تتجاوز الـ 80٪.

تقييم الفيلم هو الآخر كان منخفضًا للغاية، حسب المواقع المتخصصة في تقييم الأفلام طبقًا لآراء الجمهور، حيث بلغ التقييم على موقع IMDB ٤.٢/١٠، بينما حصد على ٢٠ بالمئة من موقع Rotten Tomatoes.

 

دعاوى قضائية..

من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام قطرية محلية بأن مجموعة “دار الشرق الإعلامية” القطرية قررت تحريك دعوى جنائية ضد صناع وممولي فيلم “The Misfits”، حيث تضمن الفيلم مشاهد صريحة لمركبة عسكرية تحمل شعار “لخويا” بجوار رقم هاتف “دار الشرق” القطرية، بالإضافة إلى ورود اسم أحد المستشفيات الخاصة الذي قرر بدوره مقاضاة الفيلم.

وعلى هذا الأساس، قدمت المجموعة، الأربعاء الماضي، بلاغاً جنائياً لإدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية في وزارة الداخلية.

وقد تم قبول البلاغ، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وقالت المجموعة في بلاغها: إن الفيلم تضمن وضع رقم الهاتف الخاص بدار الشرق “44557777” بقصد الإساءة للدار وانتهاك حقوقها، وطالبت باتخاذ التدابير المؤقتة والإجراءات القانونية اللازمة المتبعة مع حفظ حق دار الشرق في إحالة الأمر للمحكمة المختصة وطلب الادعاء بالحق المدني.

كما أعلن عبدالرحمن محمد العمادي، الرئيس التنفيذي لمستشفى العمادي، من جانبه  أنهم بصدد رفع قضية على الشركة المنتجة لفيلم (The Misfits)، لاستخدامهم الاسم التجاري للمؤسسة دون إذن مسبق، و الإساءة لدولة قطر.

كما صرح عايض العذبة المحامي والوكيل القانوني لمستشفى العمادي، أن القضية المزمع تحريكها سوف تتناول المطالبة بمنع الفيلم المسيء من العرض.

إضافة إلى المطالبة بالتعويض عن كافة الأضرار المادية والمعنوية، التي لحقت وستلحق بالمستشفى جراء عرضه.