قال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، الإثنين، إن القطار الهوائي “التلفريك” الذي تزمع إسرائيل إقامته في القدس الشرقية المحتلة، سيغيّر معالم المنطقة، ويؤثر بشكل مباشر على المسجد الأقصى.
وقال الشيخ في حديث لوكالة الأناضول، إن إسرائيل تحاول جاهدة “إضفاء الصبغة اليهودية على المدينة بمختلف التوجهات والاتجاهات”.
وأضاف:” هذا القطار سيغير من معالم المنطقة وسيؤثر على الآثار الإسلامية، وسيؤثر أيضا بشكل مباشر على المسجد الأقصى، لأن المركبات ستكون محاذية للأقصى، بالإضافة إلى أن التعليمات التي ستعطى للسياح هي أن هذه المدينة هي مدينة يهودية”.
وأضاف رئيس الهيئة الإسلامية العليا:” لهذه الاعتبارات، فإننا نرى أن هذا القطار الهوائي غير مناسب، بل هو مرفوض بالنسبة لنا، لأن المشاريع التي تقوم بها سلطات الاحتلال في منطقة الأقصى ومنطقة حارة المغاربة، وما يسمى بالحوض المقدس هي بالنسبة لنا أمر مرفوض”.
وكانت لجنة وزارية إسرائيلية قد أقرت الأسبوع الماضي تمويل قطار هوائي “تلفريك”، يربط ما بين القدس الغربية والبلدة القديمة من مدينة القدس.
ويمتد القطار من القدس الغربية الى جبل الزيتون في القدس الشرقية، المطل على البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ومن ثم يصل الى باب المغاربة، إحدى بوابات البلدة القديمة، المؤدي الى ساحة البراق، التي يسميها اليهود الحائط المبكى، والملاصقة للمسجد الأقصى.
وقالت منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، إنها تعتزم الالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، أعلى هيئة قضائية في إسرائيل، ضد المشروع.
ومن جهة ثانية، حذر الشيخ صبري من تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وخاصة في فترة الأعياد اليهودية.
قال الشيخ صبري:” هذا أمر واضح ومرفوض، فاليهود يستغلون الأعياد التي تخصهم، بما في ذلك ما يعرف بعيد العرش، فقد كانت الاعداد تتزايد بحجة انهم يريدون ان يحتفلوا بهذه الأعياد ويحاولون من خلال هذه الأعياد أن يفرضوا واقعا جديدا على المسجد الأقصى”.
وأضاف:” وزير الامن الداخلي الإسرائيلي (جلعاد اردان) يدعي ويقول: نريد تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، بمعنى انه يريد السماح لليهود بأداء صلوات في المسجد الأقصى”.
وتسمح إسرائيل للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، ولكنها لا تسمح لهم رسميا بالصلاة فيه، وإن كان بعضهم يحاول إقامة طقوس تلمودية خلال الاقتحامات.
وأشار الشيخ صبري الى ان الاقتحامات الإسرائيلية، تستهدف بشكل خاص مصلى باب الرحمة في الناحية الشرقية من المسجد الأقصى.
وقال الشيخ صبري:” لهذه الاقتحامات هدف عدواني وهدف تغيير الواقع في الأقصى، وبخاصة بعد أن تمكن المصلون من إعادة فتح مصلى باب الرحمة وإبطال المشروع العدواني المبيت من قبل اليهود بتغيير هذا المبنى إلى كنيس، وكان التركيز خلال السنوات الثلاث الماضية على مبنى باب الرحمة بالذات حتى أن المقتحمين يدخلون من باب المغاربة ويتوجهون مباشرة الى المنطقة الشرقية التي فيها باب الرحمة”.
وأضاف خطيب المسجد الأقصى:” فهذه الاعداد المتزايدة من المقتحمين لها أهداف عدوانية تريد من خلالها أن تغير من الواقع في المسجد الأقصى”.
كما حذّر الشيخ صبري من تبعات الدعوات الإسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى “زمانيا ومكانيا” بين المسلمين واليهود.
وقال:” اليهود طرحوا سابقا ما يسمى بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، هذه أهدافهم ولكنهم لم يتمكنوا من تحفيف هذه الأهداف العدوانية العنصرية، وكان الرد في شهر يوليو/تموز 2017 حاسما بمنع الاحتلال من أن يبسط سيادته على المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف الشيخ صبري محذرا:” لو حاول الاحتلال أن يعيد هذه المحاولة الخبيثة بتقسيم زماني أو مكاني، فسيجد الرد المباشر من المسلمين المرابطين والمرابطات”.
وقد تصدى عشرات آلاف الفلسطينيين لمحاولة إسرائيل نصب بوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى في العام 2017.
وكانت إسرائيل قد احتلت القدس الشرقية عام 1967، وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من عاصمتها، فيما يؤكد الفلسطينيون على أن القدس الشرقية مدينة محتلة وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وسمحت إسرائيل بشكل أحادي في العام 2003 باقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى رغم الدعوات المتصاعدة من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد والتابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، بوقف هذه الاقتحامات.
اضف تعليقا