ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، اليوم الجمعة، أن معاوني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومستشاريه، يعملون على وضع سيناريوهات لبقائه في السلطة بعد انتهاء ولايته الرابعة والأخيرة، بموجب الدستور في عام 2024، بينما أظهر استطلاع للرأي تراجعاً جديداً لشعبية حزب “روسيا الموحدة” الحاكم إلى أدنى مستوى منذ عام 2006.
ونقلت “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الكرملين ينظر في خفض عدد أعضاء مجلس الدوما (النواب) الذين يتم انتخابهم بالقائمة النسبية من 50 إلى 25 في المائة، لزيادة عدد النواب المستقلين بالدوائر الفردية من الموالين للكرملين دون وصمة “روسيا الموحدة” الذي يتزعمه رئيس الوزراء دميتري مدفيديف.
وأوضح أحد المصادر أن تعديل نظام الانتخابات الذي قد يدخل حيز التنفيذ قبل الاستحقاق التشريعي المقبل في عام 2021، سيوفر لبوتين السيطرة الكاملة على البرلمان أثناء آخر ثلاث سنوات من ولايته.
وأضاف مصدران مقربان من الكرملين ومشرّع بـ”روسيا الموحدة” أن ذلك سيتيح لبوتين “قلب الأدوار مع الحفاظ على مقاليد الحكم بصفته زعيماً للحزب الحاكم، ورئيساً للوزراء بصلاحيات دستورية موسعة، على حساب مؤسسة الرئاسة”.
وسبق لـ”بلومبيرغ” أن نشرت، في نهاية مارس/ آذار الماضي، تقريراً حول سيناريو آخر لبقاء بوتين في السلطة بعد عام 2024، وذلك إما عن طريق تأسيس دولة موحدة جديدة مع بيلاروسيا، وإما تكرار تجربة كازاخستان في انتقال السلطة، حيث لا يزال الرئيس المستقيل، نورسلطان نزارباييف، يحظى بصلاحيات واسعة. إلا أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، وصف هذين السيناريوهين بأنهما “تمرينات حرة لا علاقة لها بالقضايا التي تجرى مناقشتها في الكرملين”.
بدوره، قلل الخبير في شؤون أوروبا الشرقية والوسطى، إيفان بريوبراجينسكي، في حديث لـ”العربي الجديد” آنذاك هو الآخر، من واقعية تكرار سيناريو كازاخستان في روسيا بسبب الاختلاف في المنظومتين السياسيتين للبلدين، مرجحاً احتمالات إقامة دولة جديدة مع بيلاروسيا، أو الانتقال إلى نظام حكم برلماني، وتعيين بوتين رئيساً للوزراء أو تعديل الدستور.
في غضون ذلك، واصلت نسبة تأييد “روسيا الموحدة” تراجعها إلى أدنى مستوى منذ عام 2006، لتبلغ 32.2 في المائة فقط بحلول بداية يوليو/ تموز الجاري، وفق نتائج استطلاع أجراه “مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام” ونشرت اليوم.
هذا وبدأت نسبة تأييد بوتين والحزب الحاكم في التراجع منذ يونيو/ حزيران 2018 على خلفية الإعلان عن الإصلاح القاضي بالرفع التدريجي لسن التقاعد، والذي أثار خيبة أمل الروس حتى بين المؤيدين للسلطة.
ويتولّى بوتين، البالغ من العمر 66 عاماً، قيادة روسيا منذ عام 2000، سواء بصفته رئيساً للدولة أو رئيساً للوزراء.
والتف بوتين على الدستور الروسي، الذي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، عبر شغله منصب رئيس الوزراء أثناء رئاسة مدفيديف (2008 – 2012)، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد بعد تعديل الولاية الرئاسية من أربع إلى ست سنوات، أي حتى عام 2024.
اضف تعليقا