“أنا هنا لأدق ناقوس الخطر بشأن شخص مختل عقليا، وقاتل’.. كانت هذه كلمات رجل المخابرات السعودي السابق حول محمد بن سلمان قبل أيام من زيارته بايدن للتوسل للحصول على النفط، والذي وصفه بأنه ‘يشكل تهديدًا على العالم وعلى أمريكا تحديداً”.
قال سعد الجبري، أحد رجال الدولة السعودية قبل تولي محمد بن سلمان زمام الأمور، إن ولي العهد الشاب “مختل عقليا” و “قاتل”، في إشارة إلى عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
بايدن، الذي انتقد ممارسات النظام السعودي عندما كان مرشحا للرئاسة، ووعد بجعل المملكة “منبوذة”، على وشك بدء جولة في الشرق الأوسط في رحلة تستغرق أربعة أيام بدءً من الأربعاء للتوسل من أجل زيادة إمدادات النفط في مواجهة النفط الروسي بعد غزو أوكرانيا.
قال الجابري لـ 60 دقيقة على شبكة سي بي إس -في حوار سابق-: أنا هنا لأدق ناقوس الخطر بشأن هذا المختل، القاتل الموجود في الشرق الأوسط بموارد لا حصر لها… إنه يشكل تهديدًا لشعبه، وللأمريكيين، وللكوكب بأسره”.
“مختل عقلياً متحجر القلب…لا يمتلك أي عاطفة، لم يتعلم من تجربته أبدًا… الكل شاهد الفظائع والجرائم التي ارتكبها هذا القاتل”…
اضطر الجبري، الذي شغل منصب الرجل الثاني في المخابرات السعودية، إلى الفرار إلى كندا بعد انقلاب بن سلمان في عام 2017، الذي أطاح من خلاله بأهم رجال الأمن السعودي، ابن عمه ووزير الداخلية السابق ورجل المخابرات الأمير محمد بن نايف.
وفي اليوم نفسه، أُبلغ الجبري، وهو أب لثمانية أبناء، بمنع اثنين من أبنائه من مغادرة المملكة، واعتقلوا بعدها وتمت محاكمتهم بصورة سرية والحكم عليهم بالسجن لعدة سنوات.
في تصريحاته، قال الجبري أيضاً إن صهره -زوج ابنته- اختطف من قبل دولة أخرى وأعيد قسرياً إلى المملكة العربية السعودية، حيث تعرض للتعذيب الوحشي والمعاملة المهينة، ولا يزال رهن الاحتجاز التعسفي حتى الآن للضغط على الجبري للعودة إلى السعودية.
بعد مقتل خاشقجي في عام 2018، أخبر صديق في جهاز مخابرات شرق أوسطي الجبري أن فريقًا آخر من المملكة سيستهدفه في كندا.
حول ذلك قال الجبري: ‘التحذير الذي تلقيته كان مفاده: لا تكون على مقربة من أي بعثة سعودية في كندا… لا تذهب إلى القنصلية… لا تذهب إلى السفارة… انا قلت لماذا؟ كانت الإجابة: قطعوا أوصال الرجل، وقتلوه… أنت على رأس قائمة المستهدفين”.
وأضاف الجبري أن فريقًا من ستة أشخاص وصل بالفعل إلى أوتاوا في كندا في أكتوبر/تشرين الأول 2018 -بعد أسبوع من مقتل خاشقجي- لكن السلطات الكندية رفضت دخولهم البلاد بسبب الاشتباه بهم خاصة بعد خضوعهم لتحقيق حول هويتهم والأدوات الطبية التي يحملونها، حيث تضاربت أقوالهم.
يعتقد الجابري أنه مستهدف بسبب المعلومات التي لديه عن بن سلمان، حيث يقول إنها في غاية الخطورة وستضر بسمعته ومخططاته، من بينها بعد التصريحات التي أدلى بها ولي العهد الحالي عام 2014 عندما قال إنه سيغتال الملك عبد الله لتسهيل حصول والده على العرش.
قال الجبري: أتوقع أن أقتل يوما لأن هذا الرجل لن يرتاح حتى يراني ميتا.
المحطة الأولى في رحلة بايدن هذا الأسبوع هي إسرائيل والضفة الغربية المحتلة في الزيارة التي يرى البعض أنها “حساسة” من الناحية الدبلوماسية.
بعد ذلك سيتوجه بايدن إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية حيث تُتهم إسرائيل بفرض حكم عسكري على ملايين الفلسطينيين الذين يعانون من مرارة الاحتلال والفصل العنصري.
السبت الماضي، نُشر مقال رأي لبايدن في صحيفة واشنطن بوست – نفس الجريدة التي كتب فيها خاشقجي الكثير من انتقاداته للحكم السعودي قبل وفاته – حمل هذا المقال رأي بايدن في الشرق الأوسط، الذي قال -وفق ما يرى- أنه أصبح أكثر” استقرارًا وأمانًا ”.
كما دافع بايدن عن زيارته للسعودية رافضاً أن يراها البعض بأنها “تراجعاً عن مواقفه وآرائه”، حيث قال بايدن “فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، لم تعد هناك شيكات على بياض كالماضي”، وأقر بايدن بأن “هناك الكثير ممن يختلفون مع قراره بزيارة المملكة”.
أشار بايدن كذلك إلى جهود إدارته لدفع التحالف بقيادة السعودية والحوثيين للموافقة على وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة – الآن في شهره الرابع – بعد سبع سنوات من الحرب التي خلفت 150 ألف قتيل في اليمن.
كما استشهد بايدن بدور إدارته في المساعدة على ترتيب هدنة في حرب إسرائيل وغزة التي استمرت 11 يومًا العام الماضي، وتقليص قدرة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة وإنهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق، معتبراً أن هذه إنجازات مهمة لإدارته.
كمرشح، وعد بايدن بأن يجعل السعوديين “يدفعون الثمن” لسجلهم الحقوقي المروع، وخاصة اغتيال خاشقجي الذي وعد بأن يُخضع قاتليه للمحاسبة.
تصريحات بايدن النارية أثناء الحملة الانتخابية ساعدته في أن يتفوق في المقارنة التي عقدت بينه وبين ترامب، الذي كانت أول رحلة خارجية رسمية له كرئيس للمملكة والذي أشاد بالسعوديين على أنهم “حليف كبير” حتى بعد مقتل خاشقجي.
جاء تحذير بايدن الصارم للسعوديين في وقت كان يتم فيه بيع النفط عند حوالي 41 دولارًا للبرميل، الآن، الأسعار أقرب إلى 105 دولارات للبرميل الواحد، وهو ارتفاع يضر بالأميركيين ويرفع من أسعار السلع الأساسية، في المقابل، تجني السعودية أرباح مهولة.
قال مسؤولو البيت الأبيض إن المحادثات حول النفط ستشكل أحد الملفات التي سيناقشها الرئيس مع المسؤولين في السعودية، لكنهم قللوا من احتمال موافقة السعوديين على زيادة إنتاج النفط لأسباب تتعلق بالطاقة الإنتاجية للمملكة.
لكن بروس ريدل، الذي شغل منصب كبير مستشاري مجلس الأمن القومي لأربعة رؤساء، قال إن زيارة السعودية “غير ضرورية على الإطلاق” في ظل هذه الظروف.
وأضاف ريدل: “لا يوجد شيء سيفعله جو بايدن في جدة لا يستطيع وزير الخارجية أو وزير الدفاع القيام به…. لا توجد نتيجة ستتحقق تستدعي حقًا زيارة رئاسية.”
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا