اعتبر دبلوماسي إسرائيلي بارز أن الصفقات التي عقدتها المملكة السعودية مع الجانب الروسي خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية بمثابة حبر على ورق إذا لم تتدخل روسيا بشكل جاد فى تقييد النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة.

وقال السفير السابق لدى إسرائيل في القاهرة، تسفي مزئيل فى مقال بصحيفة جيروزاليم بوست تحت عنوان “أمريكا تعود للقيلولة مرة أخرى”: إن زيارة الملك سلمان فى الخامس من الشهر الجاري، لم تكن بالقرار السهل على السعوديين، ولكن الحيرة الناتجة عن افتقار واشنطن لاتخاذ قرارات حاسمة لم تترك لهم أي خيارات أخرى.

ورأت المملكة أن الوقت قد حان لبدء الحديث مع روسيا، التي أصبحت بسرعة لاعبا رئيسيا وحاسما فى منطقة الشرق الأوسط، سواء سياسيا أو عسكريا للدرجة التي أصبحت فيها جزءا من أي حل.

وأشار الكاتب إلى أن أبرز بنود أجندة أعمال الملك السعودي كان هو ضرورة إقناع بوتين بالخطر الذي تشكله إيران لجميع دول المنطقة بما فيها دول الخليج، لافتا أن الملك كان واضحا جدا فى تلك النقطة خلال حديثه مع الرئيس بوتين.

وأوضج الكاتب أنه بعد سنوات من التجاذب والتوافق بين الجانبين السعودي والروسي، خلصت المملكة إلى أنه يجب عليها التحوط على رهاناتها، بأن تظل قريبة من أمريكا، وتلتزم بشراء أسلحة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 110 مليارات دولار، رغم أن الائتلاف السنوي الذي كان من المفترض أن يتم تأسيسه بعد زيارة ترامب هو والعدم سواء.

ولفت الكاتب أن قطر لن تشارك فى هذا التحالف بعد الحصار العربي المفروض عليها من الدول الأربعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) كما توثقت علاقتها بإيران، كما أنها تدعم جماعة الإخوان وحماس والمليشيات المتطرفة فى سوريا وليبيا.

وأمريكا التي تريد المحافظة على أكبر قاعدة جوية لديها فى قطر لن تنضم هي الأخرى، أما مصر فانضمامها لمثل هذا التحالف يتعارض مع علاقاتها المتنامية مع روسيا.

وبعد كل هذا يقول الكاتب بأن الممكلة شعرت أنه يجب عليها الذهاب وحيدة إلى روسيا لشراء دعمها حيث تم توقيع ما لا يقل عن 15 اتفاقا فى مجالات متنوعة، أمن وتسليح وفضاء واستثمار وتجارة واتصالات وغيرها.

وتزامنت الاتفاقات الروسية السعودية مع مسارعة واشنطن بيع نظام ثاد للدفاع الصاروخي للمملكة، ربما لمنع المملكة من إتمام صفقة مضادات الصواريخ S-400 والتي من شأنها أن تحدث اتصالات عسكرية وتكنولوجية وثيقة بين موسكو والرياض.

وختم الكاتب أن كل هذه الاتفاقات مع الجانب الروسي ليست نهائية، بل مجرد إعلان للنوايا، وتنفيذ هذه الاتفاقات يعتمد بشكل رئيسي على إجابة موسكو على سؤال التهديد الإيراني.