طالبت رئيسة لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي “ماريا أرينا” الاتحاد الأوروبي، بإعادة النظر في مشاركته بقمة مجموعة العشرين بالعاصمة السعودية الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على خلفية “احتمال ضلوع” ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، في اختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة “أمازون” ومالك صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية “جيف بيزوس”.

وقالت المسؤولة الأوروبية إن تلك المزاعم تؤكد أن الممارسات السعودية تندرج ضمن استراتيجية موسعة تقوم من خلالها الرياض بالتجسس على من ترى أنهم منشقون أو معارضون، بمن فيهم “جمال خاشقجي”، الصحفي السعودي وكاتب عمود الرأي بصحيفة “واشنطن بوست” الذي تم اغتياله بالقنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وعبرت المسؤولة الأوروبية عن دهشتها من التقارير المتداولة بشأن هذه القضية، في بيان لها الجمعة، قائلة: “أنا مندهشة من القرصنة السعودية المزعومة للهاتف المحمول للسيد بيزوس، كما كشف عن ذلك خبراء الأمم المتحدة”، وذلك في إشارة إلى كل من مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء “أغنيس كالامارد”، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية التعبير “ديفيد كاي”، اللذين شددا في بيان مشترك، على أن تلك المزاعم “تتطلب تحقيقا فوريا من الولايات المتحدة وغيرها من السلطات المعنية”.

وأضافت أن مزاعم التجسس على “بيزوس” تمثل مصدر قلق بالغ، بما أنها تجسد ألا أحد في منأى عن الهجمات الإلكترونية، والتنمر السيبراني، مع ما يمثل ذلك من إمكانية للتلاعب بمعطياتهم الشخصية سواء من قبل الدول أو المنظمات التي تشتغل مع تلك الدول.

ودعت “ماريا” الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان بقاء معطيات المواطنين الشخصية آمنة، كما حثث الاتحاد على التعبير عن أقصى درجات القلق.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن مصادر مطلعة على نتائج تحقيق جنائي أممي قولها إن رسالة بعثها “بن سلمان” إلى “بيزوس” عبر تطبيق “واتس آب” احتوت على ملف خبيث اخترق هاتف الملياردير الأمريكي.

ولاحقا، أعلن مسؤولان أمميان أن لديهما معلومات تشير إلى احتمال ضلوع “بن سلمان” في اختراق هاتف “بيزوس”، وطالبا بتحقيق فوري، لكن الرياض سارعت إلى النفي وقالت السفارة السعودية في واشنطن على حسابها بموقع “تويتر” إن التقارير الإعلامية الأخيرة التي تلمح إلى أن المملكة كانت وراء قرصنة هاتف “جيف بيزوس” سخيفة.

وأثار تقرير الشركة الأمنية “أف تي آي” حول اختراق هاتف “بيزوس”، وما تضمنه لـ” بن سلمان”، الكثير من الجدل حول العالم.

واستند التقرير في تحليله إلى ملاحظات ونتائج اختبارات تظهر أن هناك تسريبا لكم هائل من المعلومات من هاتف “بيزوس” بعد تلقيه ملف فيديو من “بن سلمان” على حسابه في “واتس آب”.

ولم يتهم التقرير ولي العهد السعودي بشكل مباشر بمحاولة الاختراق، إلا أنه أوضح أنه لا يزال هناك اختباران سوف يجريان لاحقا لتحديد هل كان ملف الفيديو المرسل هو السبب في الاختراق.