إبراهيم سمعان

يعتقد مستشار باراك أوباما السابق، نورمان آيزن، الملقب بـ “قيصر الأخلاق” ، أن أي عرقلة محتملة للعدالة يمكن أن تكون قاتلة لدونالد ترامب وذلك على خلفية إدانة أدين مانافورت مدير حملة الرئيس السابق بثماني مخالفات مالية، وكذلك اعتراف مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق ترامب بأنه أصدر تعليمات له بارتكاب جريمة بترتيب مدفوعات قبل انتخابات الرئاسة عام 2016.

نورمان أيزن أخصائي الحوكمة في معهد بروكنجز ، هو رئيس منظمة “مواطنون من أجل المساءلة والأخلاقيات” في واشنطن  (Crew)، التي تشرف على أخلاقيات السياسات الأمريكية.

خلال ولاية باراك أوباما الأولى، كان المستشار الخاص للرئيس حول هذه القضايا، وبفضل نهجه في مكافحة الفساد بشدة اكتسب لقب “قيصر الأخلاق” في الصحافة الأمريكية.

مراسلة صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إيزابيل أنان أجرت حوارا مع أيزن حول الأحداث التي هزت عرش دونالد ترامب خلال الأيام الماضية وتأثيرها على مستقبل ساكن البيت الأبيض.

 

ما هي الآثار المترتبة على ما إدانات يوم الثلاثاء لترامب؟

هذه ليست بداية النهاية، إنها فقط نهاية البداية، لكن الأحكام القضائية الصادرة يوم الثلاثاء مهمة للغاية، خاصة لأن مايكل كوهين، تحت القسم، قال إن ترامب شارك في جريمة فدرالية. سيكون لهذا الانتهاك للقانون نتائج في أي محكمة أو في الكونجرس. في ضوء الإجراءات الحالية للتحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر، وما قد يقوله مانافورت وكوهين للمحققين إذا حاولوا التفاوض بشأن أحكام السجن، فإن الكشف عن المزيد من الانتهاكات سيحدث.

 

 

أي من هذه يمكن أن يعرض رئاسة ترامب للخطر؟

بالإضافة إلى التدخل الروسي في الحملة وأواصر فريق ترامب مع روسيا، يعمل مولر على عرقلة محتملة للعدالة، بما يشتبه بسبب إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق جيمس كومي. تاريخيا، نحن نعلم أن هذا الحصار هو قاتل للرؤساء، مثل ما حدث مع ريتشارد نيكسون عام 1974، وقد يكون مصير ترامب أسوأ من نيكسون.

 

 

ماذا عن تواطؤ فريق حملة ترامب مع روسيا؟

إذا استمر   مولر في التحقيق بنفس الكفاءة كما في قضية   مانفورت، فهناك سبب للاعتقاد بأن التواطؤ مع روسيا سيتم إثباته. وهذا سوف يسقط حتما هذه الرئاسة، سواء في الكونجرس، عبر إجراءات الاتهام في أي محكمة أو في صناديق الاقتراع عام 2020، ومن السابق لأوانه القول متى تأتي النهاية، لكنها ستأتي.

 

 

مقارنة بالإدارات الأخرى، ما درجة الفساد في رئاسة ترامب؟

بدون قياس، إلى حد بعيد ، تعد هذه الإدارة الأكثر فسادا في التاريخ. لم يسبق لرئيس أن يكون في قلب تحقيق جنائي بعد وقت قصير في السلطة [عين مولر في مايو 2017، بعد أربعة أشهر من وصول ترامب للسلطة]. هناك الكثير من أعضاء حاشيته الذين أدينوا أو في موضع اتهام، فبالإضافة إلى مانفورت وكوهين، هناك أيضا ابنه، دونالد ترامب الابن وصهره جاريد كوشنر، والمستشار السابق جورج بابادوبولوس الأمر سيء جدا كما يبدو.