بعد محاكمة سرية غابت عنها معايير العدالة الأساسية، قام القضاء السعودي بتأييد حكم الإدانة الصادر ضد نجلي رجل المخابرات السابق سعد الجبري، الذي أكدت عائلته أن ما يحدث ضد الشقيقين هو محاولة من قبل الرياض لإكراه الجبري على العودة إلى المملكة.

 

وكانت محكمة سعودية قد قضت -العام الماضي- بالسجن ضد عمر وسارة الجبري بعد اتهامهما بغسل الأموال والتآمر للفرار من المملكة بشكل غير قانوني، لكن الثنائي قدما استئنافاً على الحكم في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ووفقاً لوثيقة قدمها محامو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق من هذا الشهر كجزء من دعوى الجبري ضد ولي العهد في محكمة أمريكية، تبين أن محكمة الاستئناف بالرياض أيدت إدانة عمر وسارة في 24 ديسمبر/كانون الأول.

 

وقالت الوثيقة، التي ختمها مكتب المدعي العام السعودي، إن عمر قد حكم عليه بالسجن تسع سنوات، وسارة قد حكم عليها بالسجن ستة أعوام ونصف، مع غرامة إجمالية على الشقيقين قدرها 1.5 مليون ريال سعودي (400 ألف دولار) وحظر من مغادرة البلاد بعد انتهاء مدة السجن.

 

تعليقاً على الأمر أكدت الأسرة أنه لم يتم إبلاغها بأي من الإجراءات التي اتخذها القضاء السعودي والنيابة العامة في مرحلة الاستئناف، مضيفة أنه لم يتم إخطارهم بالحكم النهائي، لافتين أن القضية اختفت من جدول المحكمة بحلول يناير/كانون الثاني من هذا العام.

 

قال خالد نجل الجبري الذي يعيش في كندا لرويترز إن المخالفات القانونية في هذه القضية تشير إلى تدخل مباشر من ولي العهد محمد بن سلمان.

 

من تفضل الإدارة الأمريكية؟

 

تسبب خبر تأييد الحكم على نجلي الجبر في إثارة مخاوف مضاعفة لدى إدارة بايدن التي حاولت الضغط على بن سلمان من قبل لإطلاق سراحهما.

 

قال متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المتعلقة باحتجاز نجلي الجابري وإصدار الأحكام عليهم، وندين بشدة أي عمل غير عادل ضد أفراد عائلات المتهمين”.

 

وأضاف “لقد كنا على اتصال مباشر مع كبار المسؤولين السعوديين بشأن القضية وسنواصل إثارة مخاوفنا… سعد الجبري كان شريكاً مهماً في مكافحة الإرهاب.. ساعد عمله في إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأمريكيين والسعوديين”.

 

كما قالت منظمة الشؤون العالمية الكندية في تصريح خاص لموقع “ميدل إيست آي” إنها “قلقة للغاية” بشأن استمرار احتجاز نجلي جبري، لافتة أن السلطات الكندية “كثيراً ما أثارت مخاوف كندا بشأن حقوق الإنسان مع الحكومة السعودية، في العلن والخاصة”.

 

معركة قانونية مستمرة

 

يأتي الحكم بتأييد سجن عمر وسارة في خضم نزاع قانوني مستمر بين الجبري ومحمد بن سلمان في قاعات المحاكم في الولايات المتحدة وكندا والمملكة العربية السعودية.

 

في الصيف الماضي، رفع الجبري دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد ولي العهد، متهماً إياه بإرسال عملاء إلى كندا في 2018 لقتله.

وفي يناير/كانون الثاني، زعمت مجموعة من الشركات المملوكة للدولة في دعوى قضائية في كندا أن الجبري اختلس مليارات الدولارات من أموال الدولة أثناء عمله في وزارة الداخلية، وهي اتهامات ينفيها الجبري.

 

كان الجبري، وهو مسؤول مخابرات سعودي سابق له علاقات عميقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وسيطًا رئيسيًا بين وكالات الاستخبارات الغربية وجهاز المخابرات السعودي.

 

عمل عن كثب تحت حكم ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، الذي أطيح به عام 2017، ووضع رهن الإقامة الجبرية، وحل محله محمد بن سلمان كولي للعهد في البلاد، والجدير بالذكر أن الجبري فر من البلاد إلى كندا -حيث يقيم حالياً- قبل الانقلاب الذي قام به بن سلمان ضد بن نايف.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن ولاء الجبري لابن نايف ومعرفته الممتدة لعقود بأسرار وزارة الداخلية في المملكة جعلت منه هدفًا لمحمد بن سلمان.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضاً: رائف بدوي وسعد الجبري.. معركة حقوقية بين السعودية وكندا بواجهة قانونية