في بيان لوكالة PA الإخبارية، حاول ديفيد كاميرون -رئيس وزراء بريطانيا السابق- تبرير لقائه السري بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مرور عام على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي -بطريقة مروعة- في وقت لم يكن التعامل مع بن سلمان مرحباً به دولياً بعد خروج تقارير تفيد احتمالية تورطه في الجريمة.

جاء بيان كاميرون بعد أن فجرت “فاينانشال تايمز” -لأول مرة- تفاصيل اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي بالممول الأسترالي والمسؤول البريطاني، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في الفترة التي سبقت انهيار مجموعة “غرينسيل كابيتال” في مارس/آذار المنصرم، لم يتوقف “ليكس غرينسيل” عن التحدث عن رحلة تخييم قال إنه قام بها برفقة محمد بن سلمان ورئيس الوزراء البريطاني السابق “ديفيد كاميرون” في السعودية، ما لفت الأنظار إلى هذا اللقاء الذي ظل سرياً قبل فضحه من قِبل غرينسيل.

في بيانه، حاول كاميرون الدفاع عن مشاركته في هذا اللقاء، الذي عُقد في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أي بعد حوالي مرور 15 شهراً على مقتل خاشقجي، قائلاً إنها كانت رحلة عمل تتعلق بمناقشة استثمارات رجل الأعمال الاسترالي “ليكس غرين سيل” في الرياض.

 و”ليكس غرين سيل” هو رجل الأعمال الذي كشف الستار عن هذه الفضيحة -اللقاء السري-، وبحسب كاميرون فإنه التقى مع “غرين سيل” خلال رحلة إلى المملكة أثناء تقديم المشورة بشأن رئاسة البلاد المقبلة لمجموعة العشرين.

 قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، المعارض البارز للنظام السعودي- بوحشية في أوائل أكتوب/ تشرين الأول 2018، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، قال السير جون سويرز الرئيس السابق جهاز الاستخبارات إن

“كل الأدلة” تشير إلى أن الصحفي قُتل بناءً على أوامر من شخص مقرب من ولي العهد.

 وأضاف بيان “كاميرون” أن اللقاء كان بسبب مجموعة “غرينسيل كابيتال” “كجزء من عملي، حيث ساعدت في العروض التقديمية التي قدمتها الشركة في الخارج، بما في ذلك في الولايات المتحدة ، سنغافورة وجنوب إفريقيا وأستراليا والخليج”

 وتابع” أثناء زيارتي للمملكة العربية السعودية في يناير/كانون الثاني 2020 لتقديم المشورة بشأن رئاستهم المقبلة لمجموعة العشرين، التقيت أيضًا – مع ليكس غرينسيل – بمجموعة من رجال الأعمال والقادة السياسيين، بما في ذلك ولي العهد محمد بن سلمان”.

 وأوضح كاميرون “نظرًا لأن صندوق Softbank Vision كان في ذلك الوقت أكبر مستثمر في شركة “غرينسيل”، فقد كانت الشركة في الواقع مملوكة جزئيًا لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية – أحد المساهمين الرئيسيين لصندوق (Softbank Vision)”.

 وكشف كاميرون في بيانه أن “مجموعة غرينسل خططت لفتح مكتب إقليمي جديد في الرياض كجزء من توسعها الدولي وأردت المساعدة في هذا الجهد”، متابعاً “أثناء وجودي في المملكة العربية السعودية، انتهزت الفرصة لإثارة مخاوف بشأن حقوق الإنسان، كما فعلت دائماً عندما التقيت بالقيادة السعودية عندما كنت رئيسًا للوزراء.”

 في فبراير/شباط من هذا العام، ذكر تقرير استخباراتي أمريكي رفعت عنه السرية أن ولي العهد الأمير محمد، نجل الملك سلمان والحاكم الفعلي للسعودية أنه متورط بشكل أساسي في جريمة مقتل خاشقجي، مشيراً إلى أنه من أمر بالقتل.

 وبالرغم من تبريرات كاميرون للقائه بولي العهد، والتي تكشف عن وجود علاقات مالية مشبوهة أيضاً، لم يكن ادعائه بأنه أثار مسائل تتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في المملكة كافياً لإقناع الحقوقيين بأنه لم يرتكب خطأ بهذه المقابلة، حيث قالت مديرة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة كيت ألين: “على رأس الأسئلة التي تدور حول جماعات الضغط وتأثير الممولين في قلب الحكومة، عليك أن تسأل عما إذا كان ينبغي على رؤساء الوزراء السابقين أن يتقربوا من زعيم متورط في عملية القتل المروعة للصحفي جمال خاشقجي الذي قتل بدم بارد”.

 وأضافت “في نفس الوقت الذي يقال فيه أن السيد كاميرون كان يستمتع بالتخييم مع ولي العهد في صحراء المملكة، كانت ناشطات حقوق المرأة مثل لجين الهذلول يقبعن في السجن بعد تعرضهن للتعذيب والتهديد بأحكام طويلة بالسجن”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا: بلومبيرغ: جرائم بن سلمان تحبط محاولات استقطاب الاستثمار الأجنبي