شكك موقع “ديلي بيست” الأميركي في الأدلة التي يزعم مسؤولون أميركيون إثباتها لوجود تهديد إيراني لأميركا يتناسب مع رد فعل إدارة الرئيس دونالد ترامب “المبالغ فيه”.
ونقل الموقع عن محلل صور الأقمار الاصطناعية جيفري لويس قوله “لا يمكنني تخيل استخدام صور كهذه من أجل التبرير لإحدى الأمهات السبب الذي جعل ابنها أو ابنتها يلقيان حتفهما جراء غزو إيران”.
وقال الكاتب آدم راونسلي في تقرير له على الموقع إن صور الأقمار الاصطناعية التي قيل إنها رصدت وجود صواريخ إيرانية محملة على قوارب لا تبين سلوكا عدوانيا لإيران مثلما زعم مسؤولون بالإدارة الأميركية.
وأوضح روانسلي أن هذه الصور المقدمة حصريا لديلي بيست من قبل شركة “بلانيت لابز” تكشف وجود نشاط غير عادي في القاعدة التي قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” إنهم شاهدوا فيها القوات الإيرانية وهي تحمل صواريخ على قوارب شراعية صغيرة تعرف باسم الداو.
وأفاد مصدر مطلع على الوضع “ديلي بيست” بأن المخابرات الأميركية لاحظت أن إيران تعمل على الأرجح على تطوير قدرتها على إطلاق الصواريخ الجوالة من القوارب “ومهاجمة البنية التحتية النفطية على اليابسة”.
وأوضح الكاتب أن الخبراء الخارجيين لديهم شكوك حول مدى صحة الأدلة المتعلقة بوجود نشاط صاروخي. وفي وقت سابق، قالت بعض المصادر المطلعة على المعلومات الاستخباراتية الخاصة بسلوك إيران، إن الإدارة تبالغ نوعا ما في تقدير مدى قرب هذا التهديد.
وأضاف أن صحيفة “نيويورك تايمز” هي أول من كشف أن الصور المنشورة لنشاط تحميل الصواريخ المضمنة في تقييم المخابرات الأميركية في الثالث من الشهر الجاري تدق ناقوس الخطر في صفوف البنتاغون، وأن مسؤولي الدفاع أخبروا المشرعين أنهم شاهدوا الصواريخ وهي تُحمّل على قوارب صغيرة في موانئ جابهار الإيرانية، قرب الحدود الباكستانية ومنطقة بندر جاسك.
وتُظهر الصور التي حللها خبراء من معهد ميدلبري للدراسات الدولية، نشاط مركبات غير معتاد على الأرصفة بجانب القوارب الصغيرة في قاعدة بندر جاسك في الثاني من هذا الشهر.
ونقل الكاتب عن محلل الصور جيفري لويس أن الشاحنات صغيرة نسبيا وأن أي صواريخ موجودة ستكون داخل الحاويات، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفة ما يوجد داخل هذه الحاويات. والمكان المعني هو قاعدة إيرانية جنوب مضيق هرمز في خليج عمان، وهي مقر قيادة القوة البحرية للجيش الإيراني، لكنها تستضيف في كثير من الأحيان مجموعات من القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية أثناء التدريبات.
ونوّه الكاتب إلى أن المسؤولين في أجهزة الاستخبارات قدموا روايات متضاربة حول أنواع الصواريخ التي يُحتمل أن تكون إيران قد حملتها على القوارب. وأفادت مجموعة من المصادر إلى كل من “سي أن أن” و”أسوشيتد بريس” بأنها لاحظت علامات على وجود صواريخ بالستية قصيرة المدى جاهزة للإطلاق وتُحمّل على قوارب.
ورغم ذلك، في حديثه مع موقع ديلي بيست، نفى مصدر الموقع الذي يراقب هذه المسألة عن كثب وجود إشارات تدعم هذه المزاعم، كما يقول بعض الخبراء إن إيران لم تثبت قط قدرتها على إطلاق صواريخ بالستية من القوارب.
في سياق متصل، علّق الباحث الذي يدرس عملية تطوير الصواريخ الإيرانية فابيان هينز قائلا “لم نر أية سفينة تطلق صواريخ بالستية بعد. إن إطلاق الصواريخ البالستية من السفن ليس بالمهمة السهلة، فهي تحتاج إلى إجراء مجموعة من الاختبارات”.
اضف تعليقا